أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الجمعة، بأن أغلب خام اليورانيوم الطبيعي المركز البالغ وزنه 2.5 طن تقريبا الذي أُعلن عن فقده في الآونة الأخيرة من أحد المواقع في ليبيا عُثر عليه في الموقع نفسه.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز” للأنباء، فقد أبلغت الوكالة دولها الأعضاء في بيان سري، بأن 10 براميل تحتوي على خام اليورانيوم الطبيعي المركز اختفت من موقع ليبي لا يخضع لسيطرة الحكومة.
ورغم أن اليورانيوم المفقود كان أقل من الكمية اللازمة لصنع قنبلة نووية وكان يستلزم خضوعه للتحويل والتخصيب من أجل صنع قنبلة نووية، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في ذلك الوقت إن فقدانه “قد يمثل خطرا إشعاعيا، فضلا عن المخاوف التي تهدد الأمن النووي”.
وورد في بيان اليوم الجمعة، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت تفتيشا يوم الثلاثاء واكتشفت أن “كمية ضئيلة نسبيا من خام اليورانيوم المركز ما زالت مفقودة”. جاء ذلك في متابعة لبيان قوات شرق ليبيا الأسبوع الماضي الذي أفاد بالعثور على براميل خام اليورانيوم المركز بالقرب من المخزن الذي أُخذت منه في جنوب ليبيا.
وأضافت الوكالة: “خلال التفتيش لاحظ مفتشو الوكالة أن البراميل التي لم تكن موجودة في الموقع المعلن عنه في وقت التفتيش السابق قد أُعيدت وتُركت على مقربة من هذا الموقع”.
وتابعت وكالة الطاقة: “أكد مفتشو الوكالة على أن هذه البراميل تحتوي على خام اليورانيوم الطبيعي المركز وشهدوا إعادة نقلها الى الموقع المعلن عنه لتخزينها”.
وفي 16 مارس الجاري، أكد اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر، وجود براميل اليورانيم المبلّغ عن فقدانها في منطقة لا تبعد سوى 5 كيلو مترات عن المستودع التي كانت مخزنة فيه في اتجاه الحدود التشادية.
جاء ذلك رداً على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن فقدان 2.5 طن من اليورانيوم.
وأشار المحجوب في منشور عبر حسابه على فيسبوك، إلى أنه تم زيارة الموقع في الجنوب الليبي في العام 2020 من قبل أعضاء الوكاله وتم جرد العدد الموجود وأقفل باب المستودع بالشمع الأحمر.
وبناء على التنسيق الذي تم مع الوكالة ولخطورة هذه المواد، تم الاتفاق على تكليف حراسات للحفاظ عليها.
ونوه المحجوب إلى أن الوكالة تعهدت بتوفير احتياجات الحراسات والتي تتضمن ملابس خاصه وكمامات وغيرها لحماية المكلفين بالحراسة من الأمراض التي تسببها هذه الماده مثل الشلل والعقم وغيرها.
ووفقاً للمحجوب، لم توفر الوكالة هذه الاحتياجات وغير المتوفرة لديهم مع وجود الحظر على قوات حفتر الأمر الذي تطلب تواجد أعضاء الحراسة على مسافة بعيدة تؤمن عدم إصابتهم أو تعرضهم لمخاطر الإصابة.
كما أشار المحجوب إلى حضور وفد من الوكالة يوم الأربعاء الماضي إلى مقر قيادة قوات حفتر، وأبلغ عن اختفاء عدد 10 براميل ووجود فتحة في المستودع من الجانب تسمح بخروج حجم البرميل الواحد.
وعلى إثر ذلك، اتخدت الإجراءات وتم تكليف قوة من قوات حفتر ووجدت هذه البراميل في منطقه لا تبعد سوى حوالي 5 كيلو متر عن المستودع في اتجاه الحدود التشادية.
وتم تصوير مقطع فيديو للكمية التي فقدت وتم التحفظ عليها لترسل الوكالة متخصصين للتعامل معها، وأبلغ وفد الوكالة بعدم الإعلان عن فقدان الكمية باعتبارها موجودة، وأن من استولى عليها يجهل طبيعتها ولا يعرف خطورتها وتركها بعد أن أدرك أن لا جدوى منها.
وشدّد المحجوب على أن التعامل مع هذه المواد الخطرة والمشعة وبحكم متابعة الوكالة لها تحتاج إلى دعم حقيقي للمحافظة عليها والتعامل الآمن معها بحكم خطورتها.
يُذكر أن نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، تخلى في عام 2003م، عن برنامجه للأسلحة النووية الذي اشتمل على أجهزة طرد مركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى معلومات عن تصميم قنبلة نووية.
اترك تعليقاً