تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة الاقتحامات والمداهمات المتكررة، والعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر 2023.
وكشف تقرير “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” الفلسطينية، “استيلاء الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه على 52 ألف دونم، وإنشاء 29 بؤرة استيطانية رعوية، وتنفيذهم 19440 اعتداء، طالت أراضي وممتلكات الفلسطينيين، وذلك منذ بدء الحرب المتواصلة على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023”.
وقال مراد شتيوي، مدير “تم إنشاء 12 منطقة عازلة في الضفة الغربية، 10 منها تركزت في شمال الضفة الغربية وتحديدا في محافظتي نابلس وسلفيت، وعزل الاحتلال منطقتين في رام الله وبيت لحم، ومن شأن هذه المناطق العازلة السيطرة على مزيد من الأراضي، وبالتالي المستقبل الذي نراه أمامنا لا يبشر بخير”.
وأضاف: “منذ السابع من أكتوبر، قام الاحتلال بهدم 1557 من مباني ومنشآت فلسطينية، بينها 373 منزلا مأهولا و89 منزلا غير مأهول و241 منشأة زراعية وغيرها، فيما أخطر بهدم 630 منشأة أخرى في عديد المدن الفلسطينية، وأدت إجراءات الاحتلال ومستوطنيه إلى تهجير 28 تجمعا بدويا فلسطينيا تتكون من 292 عائلة، إلى جانب اقتلاع وتحطيم وتضرر ما مجموعه 14280 شجرة معظمها من أشجار الزيتون، ويسعى الاحتلال أيضا للسيطرة على موارد الفلسطينيين الطبيعية، من مناطق الأغوار التي تعتبر سلة غذاء الضفة الغربية، وصولا إلى وسط وجنوب الضفة الغربية للسيطرة على المياه فيها”.
وعلى صعيد البناء الاستيطاني، أوضحت “هيئة الجدار ومقاومة الاستيطان”، أن “سلطات الاحتلال درست منذ السابع من أكتوبر، ما مجموعه 182 مخططا هيكليا لغرض بناء ما مجموعه 23267 وحدة استيطانية على مساحة 14 ألف دونم جرت عملية المصادقة على 6300 وحدة منها، في حين تم إيداع 17 ألف وحدة استيطانية جديدة”.
وأكدت هيئة “شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية”، و”نادي الأسير الفلسطيني”، ومؤسسة “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان”، بمناسبة مرور عام على الحرب، أن “الجيش الإسرائيلي يمارس جرائم بحق الأسرى الفلسطينيين، ما أدى لمقتل العشرات منهم، وتم رصد 11 ألف حالة اعتقال في الضفة الغربية”.
وقال محمد علوش، عضو المكتب السياسي لـ”جبهة النضال الشعبي الفلسطيني”، لـ”سبوتنيك”: “الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، غير مسبوقة، وبشكل عشوائي شملت أكثر من 420 من النساء، وما لا يقل عن 740 طفلاً، بينما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحافيين 108 صحافيين وصحافيات”.
وأضاف: “742 شهيد في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023، وهناك ارتفاع كبير في أعداد الجرحى، إلى أكثر من 6225 جريحا، وهذا يدلل على وحشية الاحتلال، وكذلك تشكل جريمة التّجويع إحدى أبرز السياسات الممنهجة التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة المستمرة، والتي أثرت على مصير الأسرى بشكل مباشر وعلى أوضاعهم الصحيّة، وأدت إلى استشهاد عدد منهم، إلى جانب عمليات التّعذيب الممنهجة، كما تسببت بإصابة العديد من الأسرى بمشاكل صحيّة مزمنة”.
وقالت “هيئة الأسرى” و”نادي الأسير”: “مرض الجرب “سكايبوس” تفشى بين صفوف الأسرى، وفي عدة سجون وبالتحديد في النقب، ومجدو، ونفحة، وريمون، جرّاء الإجراءات الانتقامية التي فرضتها إدارة السجون على الأسرى والمعتقلين بعد السابع من أكتوبر، ومن بين المصابين أسرى أطفال في سجن مجدو”.
وبيّن تقرير الهيئة و”نادي الأسير”، “أنه بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء الحرب، أكثر من 9000 أمر، ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء”.
وأضاف التقرير: “خلّفت الحرب على مدار عام تأثيرات اقتصادية واسعة على الاقتصادي الفلسطيني، وأغُلق الباب أمام نحو 200 ألف عامل فلسطيني، كانوا يعملون داخل إسرائيل، ويغذوا الاقتصاد الفلسطيني شهرياً بقرابة مليار ونصف شيكل( 395 ميلون دولار)، ومنذ بداية الحرب توقفت التدفقات النقدية القادمة من سكان إسرائيل من العرب، نتيجة القيود على الحواجز الإسرائيلية، والذين كانوا يشترون من السوق الفلسطيني، ويغذو السوق شهرياً بقرابة 1.4 مليار شيكل(370مليون دولار)، ومع إصرار الحكومة الإسرائيلية على إقتطاع جزء من أموال الضرائب الفلسطينية التي ترتبط بالبضائع التي تصل من خلال المعابر الاسرائيلية، والتي تقدر شهرياً بقرابة 750 ميلون شيكل (197 ملايين دولار)، فإنها تدفع الضفة الغربية إلى ضائقة إقتصادية غير مسبوقة”.
وقال الدكتور هيثم عويضة، الخبير في الاقتصاد الفلسطيني لوكالة “سبوتنيك”، عن تداعيات الأزمة الاقتصادية بعد مرور عام على الحرب: “لقد تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الضفة الغربية، من 30% إلى 35%، وهذا يساوي قرابة 19 مليار دولار أمريكي، وهذا ناتج عن ضعف التحويلات الخارجية، وانخفاض الطاقة الإنتاجية، وتراجع القطاعات الاقتصادية، منها قطاع السياحة والخدمات والنقل والصناعات الإنشائية، وحتى القطاع الزراعي تراجع بنسبة 11%”.
وأضاف: “الدين العام قدر من قبل الحكومة الفلسطينية بمبلغ 11 مليار دولار، ولكن إذا أضفنا عليه المعونات الخارجية التي قدمت للشعب الفلسطيني، فيبلغ 60 مليار دولار، وفي ظل استمرار السياسة الإسرائيلية المتبعة، وتراكم الأزمات، فإنَّ الناتج المحلي سينخفض بنسبة تقترب من 60%، وترتفع نسبة البطالة إلى 40%”.
هذ ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى أكثر من 41,965 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة و97,590 آخرين.
اترك تعليقاً