علق عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، على تصريح وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، الذي أعلن من خلاله استعداد الحكومة لاستضافة قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا.
وقال الشاطر في تصريح لـ«عين ليبيا»: “اعتقد أن مثل هذا التصريح لا ينبغي أن يؤخذ مأخذ التسليم بصيرورته وتحقيقه على أرض الواقع لأن مثل هذا الأمر يمر بإجراءات وقنوات تشريعية وتنفيذية طويلة ومعقدة، وليست ليبيا في وضع يمكنها من ذلك ولا الولايات المتحدة من أولوياتها في ظل الظروف التي تعيشها.”
وأضاف : “اعتقد أن تصريح باشاغا من باب إرسال رسائل بأن تحالف حكومة الوفاق لن يقف على حدود تركيا، وإنما قد يمتد ويشمل دول كبرى ليبيا ستتجاوب مع مطالبها في حرب الإرهاب بتمكينها من قواعد انطلاق على الأراضي الليبية”.
هذا وأفاد وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا، بأن الحكومة اقترحت استضافة قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا، معتبرا أن ذلك سيساهم في إحلال الاستقرار.
وفي تصريح لوكالة “بلومبرغ”، اليوم السبت، قال الوزير: “إذا وجهت الولايات المتحدة طلباً بشأن قاعدة عسكرية، فإننا لن نعارض ذلك، وهذا من أجل محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وإبعاد الدول الأجنبية التي تتدخل في ليبيا.
واعتبر باشاغا أن وجود قاعدة أمريكية في ليبيا سيؤدي إلى الاستقرار.
وفيما يتعلق بإعلان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، عن خطط لإعادة نشر القوات الأمريكية في إفريقيا وتقليص عددها، قال باشاغا: “إعادة الانتشار غير واضحة بالنسبة إلينا، لكننا نأمل بأن تشمل ليبيا كي لا يترك ذلك مجالا قد تستفيد منه روسيا”.
وتابع وزير الداخلية: “الروس ليسوا في ليبيا من أجل خليفة حفتر فقط، ولديهم استراتيجية كبيرة في ليبيا وإفريقيا”.
وأشار باشاغا إلى أن ليبيا لها أهمية في منطقة البحر المتوسط، فلديها ثروة نفطية وسواحل طولها 1900 كلم وموانئ، ما يسمح لروسيا بأن تنظر إليها بمثابة بوابة إفريقيا.
هذا وأعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في يناير الماضي، أن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من إفريقيا، لكنها تريد إعادة النظر في استراتيجيتها ووضع مواجهة روسيا والصين على رأسها.
ويبلغ التواجد العسكري الأمريكي في أفريقيا نحو 6 آلاف جندي، بمن فيهم القوات التي تتولى حراسة البعثات الدبلوماسية الأمريكية في مختلف الدول.
وفي سياقٍ ذي صلة، تُشير توقعات كثيرة لمحللين ليبيين، إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا بمد نفوذها في ليبيا ولن تسمح لقوات حفتر بالسيطرة على طرابلس، حيث لا تريد الولايات المتحدة تمكين روسيا من الإطلالة على مياه البحر المتوسط لتصبح في مواجهة أوروبا مباشرة، وما يتبع ذلك من تهديد حقيقي للأمن القومي الأميركية، بحسب المحللين.
اترك تعليقاً