وصف عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن خليفة الشاطر، الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها نهاية العام الحالي بأنها ستكون ضربة في مقتل لثورة 17 فبراير، على حد تعبيره.
وقال الشاطر في تصريح لشبكة “عين ليبيا”: “لم أسمع مطلقا ولا أستطيع أن استوعب إعطاء ثورة الشعب على الظلم والقهر والدكتاتورية التي مورست ضده لأربعة عقود ونيف، سكينا لمن أزاحته ليذُبح بها الفبرايريون انتقاما منهم على ما فعلوه بالطاغية”.
وأضاف إن السماح لسيف الإسلام القذافي بالترشح لمنصب رئاسة الدولة الليبية لا يقع ضمن العبث السياسي والتفكير الساذج وإنما التخطيط المُحكم لإعادة النظام السابق الذي رفضته جماهير الشعب بانتفاضتها في فبراير 2011 التي تحولت إلى ثورة تُنادي بالحرية والديمقراطية وبناء الدولة العصرية الحديثة كسائر دول العالم”.
وتابع الشاطر: “لا أستطيع أن اتصور أو حتى أتخيل أن يقف سيف الإسلام القذافي ويده على المصحف الشريف ليؤدي يمين الولاء لثورة فبراير المجيدة ويقسم بحمايتها وصونها من الأعداء وهو عدوها الأول والأبرز.. أليس هذا منتهى الجنون الذي لا يوصف؟ كيف نفكر وإلى أين نحن ذاهبون بالبلاد وطموحاتها في الحرية وبناء الدولة العصرية؟”.
وأشار إلى أن ثوار وأنصار ثورة الحرية يُجرّون باسم الحرية إلى مقابر جماعية شبيهة أو أكثر لما يُكتشف في مدينة ترهونة.
وبحسب الشاطر، فإن القراءة الأولية للأسماء التي تقدمت لسباق انتخاب رئيس للدولة سيكتشف أنهم ينقسمون إلى ثلاث فئات هم:
- إعادة الشعب إلى حظيرة الكتاب الأخضر وفكر الرجل لا يحيض!
- الحكم بالحديد والنار وعودة الدكتاتورية بأعنف سلوكياتها
- إن وضع الدولة الليبية أصبح في حكم المهزلة وتولي منصب الرئيس يمكن أن يكون لمن هب ودب
وطالب الشاطر قوى الثورة أن تجمع صفوفها وتمنع الانقلاب عليها باسم الديمقراطية وأن تؤطر الثورة لمنع الالتفاف والانقلاب عليها.
ونوه إلى أنه في غياب إقرار الدستور يحدث كل هذا الهزل السياسي المضحك المبكي إستخفافا بإرادة الشعب الذي انتخب هيئة لصياغة مشروع الدستور وتم تجميده لدى رئاسة مجلس النواب المتعدية والمتمردة على إرادة الشعب الليبي بمنع الدعوة للاستفاء علىه.
ولفت إلى أن “الأيام القادمة ستشهد أحداثا مؤسفة وموجعة ما ينبغي لها أن تحدث لو توجهنا إلى انتخابات تشريعية فقط لإنتاج مجلس نواب جديد يتولى إعادة تشكيل المشهد السياسي بما يتفق مع طموحات الناس في دولة عصرية يحكمها دستور ويمتثل مواطنها للقانون، وأن تعيش في أمن ورخاء ورفاهية، أم أن للبعض رأي آخر مفاده أن الشعب الليبي لا يستحق ذلك!”.
واختتم الشاطر حديثه بالقول: “من يصف الانتخابات الرئاسية بأنها عرس لا يعلمون حقيقة الأمر بحيثياتها وتفاصيلها المخفية فقد تكون مأثم، فأفراحنا و أتراحنا في ليبيا تتشابه من حيث الشكل (خيمة وكراسي وطواصي شاهي)، وانت الغريب المار بالخيمة لا تعلم إن كان الأمر فرحا أو عزاء”.
اترك تعليقاً