هل أصبح السيسي من قائد للجيش المصري (لا نقول رئيسا لأنه انقلب على رئيس شرعي منتخب في أول مشاهد للحرية عاشها تاريخ مصر) إلى رئيس ميليشيات حيث قال إنه سيقوم بتسليح قبائل وأفراد لمهاجمة حكومة شرعية ودولة جارة مستقلة تعترف بها الأمم المتحدة وعضوا في جامعة الدول العربية الميتة الحية!.
أقول ليس هذا بغريب فقد سلّح هو ومن على شاكلته بلطجية ومجرمين لينكّلوا بمتظاهري ميدان التحرير في القاهرة في ملحمة الجمل التي استخدم فيها رجال الأمن سواءً بسواء مع المجرمين الجمال لاقتحام الميدان حيث قتلوا عشرات الأبرياء ليقود السيسي انقلابا دمويا راح ضحيته كثيرٌ من رجالات ونساء مصر الأبرياء بدعم سعودي وحتى لا ننسى رسالة وزير خارجية السعودية في ذلك الوقت لسفيره في مصر يطلبه فيها باستخدام جميع الإمكانيات المتاحة للإطاحة بالرئيس مرسي رحمه الله وكذلك فعلت بكل تأكيد رئيسة محور الشر دويلة الإمارات ولازالت في كل مكان من المغرب إلى اليمن مرورا بالجزائر وموريتانيا والصومال وتونس وليبيا والسودان وفلسطين والأردن وسوريا والعراق وقطر واليمن وليس انتهاء بتركيا بل تتعداها إلى باكستان وغيرها فكل ما فيه مفسدة لهذه البلدان وغيرها من البلاد الإسلامية إلّا وتجد الإمارات من وراءها ولكنه يمهل ولا يهمل أبدا سبحانه؟.
فهذا هو حال السيسي بداية فماذا نتوقع من رئيس اغتصب سلطته بالقوة والتنكيل بل وبالبلطجة؟؟ وهنا نسأل بداية هل انقطع السيسي يوما ما عن التدخل في الشأن الليبي منذ أن طفح خيال شبيهه الانقلابي حفتر في ليبيا لا أعتقد ذلك، ألم تقتل الطائرات الحربية المصرية عائلات مدنية في مدينة درنة الأبية؟ ألم تهدم بيوتا على أصحابها وهم أحياء؟ ألم تشارك في تهجير وحصار تلك المدينة المدنية الأبية صاحبة الثقافة والشعر والرياضة والحضارة؟ صاحبة السبق في بداية هزيمة تنظيم داعش على أيدي أبنائها الأحرار، ألم يكن لمصر شأنٌ في الاغتيالات التي تمت في بنغازي للشرفاء من أهلها؟ لم يتوقف السيسي يوما عن التدخل في الشأن الليبي عسكريا ولكنه في المقابل لم يكن يوما منحازا للحق في قضية ليبيا لأنه لا يعرف الحق لأن فاقد الشيء لا يعطيه بل اختار ما اختاره أو فرضه عليه من يتلقى الدعم المادي منهم وهو الوقوف بجانب من انقلب على الشرعية المعترف بها بدعمه بشتى وسائل الدعم ونحن هنا لا نتكلم عن القدرة في إدارة البلاد بل نتكلم عن الشرعية؟.
خرج علينا السيسي مؤخرا وبعد نجاح قوات حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسي بدعم من الحليفة تركيا وفق اتفاق علني ليس تحت الطاولة كما يفعل هو ودولتي محور الشر العربيتين بمبادرة لوقف الاقتتال في ليبيا والجلوس للمفاوضات، عجبا أمر السيسي وجماعته!!! أين كنتم يا سيسي حين كان خليفه حفتر يقصف بيوت المدنيين في طرابلس وما حولها ويقتل أبنائها لفترة ليست بالقصيرة؟! يا سيسي في طرابلس وما حولها لأكثر من سنة كاملة رجال ونساء وأطفال يقتلوا ويهجّروا وتهدم بيوتهم ألم تسمع بذلك؟! أين كان السيسي حين اتهم خليفه حفتر بل السيسي نفسه أهل طرابلس بأنهم إرهابيين لمجرد رفضهم العودة لحكم العسكر ورغبتهم في استنشاق نسيم الحرية التي جبل الله عليها وأعطاها سبحانه لهم ولكل البشرية؟!.
أما كان للسيسي وأجدى له أن يلتفت إلى الجوع والفقر والعوز وسد إثيوبيا وربما سيناء عوضا عن التهديد بالتدخل العسكري لتقسيم ليبيا!!! لقد أثقل هذا بتصرفاته الغبية كاهل مصر بالديون وجعل منها عوضا من أن تكون في صدارة العرب بحجمها ورائدة لنا ولجميع العرب في تقديم العون وفي تحرير الأراضي المغتصبة صارت أضحوكة من خلال التخبط الواضح في سياساتها الهزيلة وتصريحات وزير خارجيته الذي يبدو أنه لا يعرف شيئا تحت قيادة السيسي!!! كما أثقل كاهل الشعب المصري فلم يقدّم العسكر في مصر حلا لمشكلة واحدة قط مصرية كانت أم عربية فالأحرى بهذا السيسي أن يلتفت إلى بيته الداخلي بدلا من التدخل والتهديد بتقسيم ليبيا وجعلها شرقية وغربية!!! نذكرك بإن الخطوط الحمراء لمصر يا سيسي ليست سرت ولا سوكنه بل هي في سيناء والصعيد وسد النهضة التي تعاني مصر مشاكله الآن وإلى ما لا نهاية والذي قال عنه السيسي بعد مفاوضاته مع إثيوبيا في 2015: “إطمئنوا الأمور ماشيه بشكل جيد وبشكل مطمن أنا مضيعتكمش قبل كده عشان أضيعكم مرة ثانية“؟؟ ثم بدأت التناقضات المتتالية وذاك شأنه، هذه وغيرها حيث المشاكل المزمنة والمستقبلية التي تواجهها مصر والتي لم يلتفت لها السيسي لأنه في الحقيقة جاء من أجلها وعلى رأس أولوياته هو تدمير مصر؟.
يا سيسي ليبيا ليست ولاية مصرية بل دولة مستقلة ونحن دعاة وحدة ولسنا دعاة تقسيم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً