المتتبع لإعلامنا العربي الرسمي الحكومي يلاحظ أنه يمارس تضليلا وتزييفا للحقائق بصورة ممنهجة ومدهشة التأثير فيعمل على تجهيل العامة والخاصة كما أنه يعمل على تغيير وتصوير كثير من الحقائق على أنها باطل يجب الوقوف في وجهه ومحاربته بجميع الوسائل والطرق ليصير وينقلب الباطل حقا في عقول الناس وتوضع المعلومة المغلوطة الباطلة في قالب حق ليصبح من الصعب الخوض فيه أو الوقوف ضده أو حتى توضيحه وبفضل جهود بعض الدول في تضليل الناس ؟؟؟ أصبحت بعض الأكاذيب مسلمات ومن يتجرأ عليها فهو في قائمة الإتهام وهذا لعمري خطر على الفكر الإنساني والعربي على وجه الخصوص. إن ذلك لا يدل على سقوط إعلامنا بل هو دليل على سقوطنا نحن وبالتحديد سقوط حكامنا ومسئولينا…
ولنأخذ أمثلة على هذا: ففي ليبيا يصر كثير من الساسة وعامة الشعب باتهام الذين شاركوا في الثورة بالخصوم وإلصاق تهمة الإرهاب بهم ويغيرون المصطلحات حسب الحاجة لتناسب الوقت فتارة إخوان وتارة مقاتلة وتارة داعش وتارة القاعدة فالتهم جاهزة لتلبس الثوب المناسب الذي تستدعيه المرحلة “نحن لا ندافع ولا نبرئ مجرما من أي طرف كان” ويدفعون في هذا الإتجاه باستخدام وسائل الإعلام وما تتضمنه من مقابلات ولقاءات وحملات إعلامية موجهة ليطال ذلك الدول التي تتعاطف مع من يعارض هذا الإتجاه في الوقت الذي يتغاضى هؤلآء عن الدعم الحربي المتمثل في الطائرات التي أغارت على بلادنا من دولتين عربيتين…؟؟؟ ويغضون الطرف عن الأسلحة والمدرعات التي غنمها الثوار وعرضت على الشاشات!!؟؟ كما لا يتكلم هؤلآء ببنت شفة عن الإغتيالات المشبوهة التي نفذتها أيادي ليست ببعيده عن مليشيات الجيش وقد صرّح بها متحدثين سابقين للجيش ومن كانوا يشتغلون معه ومن هم مقربين منه فقليل ما تجد من يتحدث عن هذا التدخل السافر لهذه الدول ودعمها للقضاء على كل ما يمت للإسلام بصلة سوى كان حقيقة أو حتى وهما في عقولهم وقلوبهم المملوءة رعبا فهم مهووسون ومرعوبون من شيء إسمه الإسلام!!؟؟ ولكن الإسلام ظاهر رغم أنف المنافقين، رغم أنف المتآمرين، رغم أنف شيوخ السلاطين.
وزير خارجية إحد الدول العربية يقول لصحفيين في باريس إنه يتعين على قطر القيام بعدة خطوات تتضمن إنهاء دعمها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة الإخوان المسلمين من أجل إعادة العلاقات مع مجموعة الدول العربية المقاطعة وإن شئت قلت المتآمره، يالها من شروط عقلانية ومتزنة !!! فيا ويل هذه الأمة وأي سفه في المجهول ينتظرها !!! هل دعم حركة المقامة الإسلامية حماس أضحى جريمة؟! هل دعم حركةٌ مقاومة للإحتلال صار إرهابا ؟! وهل دعم حركة تحرير أرض مغتصبة ومقدسات مهانة أصبح عندنا خطأ يعاقب عليه وفي المقابل إتهامها وإلباسها لباس الإرهاب صار عند ساستنا والعامة بل وعند كثير من مشايخنا هو عين العقل ودليل رجاحته ؟! فأي عقل هذا الذي تتحدثون عنه ؟! وهل أبقيتم للأمة عقلٌ؟؟؟!! عجبٌ أمركم. هل سياسة فرض الهيمنة على الدول وسلبها إرادتها وحرية اتخاذ القرار في شئونها السياسية هو الصحيح؟؟!! لقد قال الرئيس المصري للرئيس الإمريكي ترامب أثناء زيارته الشهيرة وإجتماعه بقادتنا… إنها صفقت القرن!!!
ندعوا لتحكيم العقل الذي كرمنا الله به والذي بدونه لأصبحنا مثل ما دوننا من بقية المخلوقات…
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً