اعلنت السعودية والبحرين والامارات الاربعاء انها قررت سحب سفرائها لدى قطر بسبب عدم “التزام” الدوحة بمقررات “تم التوافق”، في المقابل واعربت الدوحة عن “اسفها” و”استغرابها” للقرار، مؤكدة انها لن ترد بالمثل.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن البيان ان الدول الثلاث “اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من قطر اعتبارا من اليوم”.
وتابع البيان ان الدول الثلاث بذلت “جهودا كبيرة” مع قطر للاتفاق على “الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الامني المباشر او عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الاعلام المعادي”.
ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي في مصر محمد مرسي مع اعلان السلطات السعودية تاييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الامارات والكويت دعما ماليا مهما لها.
وفي حين حظرت الامارات جماعة الاخوان المسلمين وتخضعها لمحاكمات، تستعد السعودية لتطبيق قرارات اتخذتها قبل فترة لمعاقبة المنتمين لاحزاب وتيارات عدة بينها تلك المحسوبة على الاخوان المسلمين.
وهناك ايضا التباينات حيال سوريا واتهامات موجهة لقطر بانها تؤوي وتشجع الاخوان المسلمين وتمنحهم قناة الجزيرة منبرا لافكارهم.
واكد البيان التوصل الى اتفاق حول هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لكن قطر لم تتخذ اتفاق “الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ”.
وقالت في بيان مشترك “اضطرت الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها واستقرارها، وذلك بسحب سفرائها من دولة قطر اعتباراً من هذا اليوم ‘الاربعاء’. وإن الدول الثلاث لتؤكد حرصها على مصالح كافة شعوب دول المجلس بما في ذلك الشعب القطري الشقيق الذي تعده جزءاً لا يتجزأ من بقية دول شعوب دول المجلس، وتأمل في أن تسارع دولة قطر إلى اتخاذ الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه، ولحماية مسيرة دول المجلس من أي تصدع، والذي تعقد عليه شعوبها آمالاً كبيرة”.
وبحسب البيان فإن السبب يعود لخلافات مع قطر حول بنود الاتفاقية الامنية المشتركة وإتفاقية الوحدة بين الدول الخليجية، لتحويله إلى إتحاد بدلاً عن مجلس تعاون، والذي تقرر بضغط سعودي، حيث انّ قطر وبعد مرور ثلاثة أشهر لم توقع عليها، ما إعتبر خروجاً منها عن الاتفاق.
وبحسب البيان، تسعى هذه الدول إلى الضغط على قطر لتوقيع تلك الاتفاقية، وذلك عبر التهديد بإقصاءها عن المشهد الخليجي العام.
واعربت قطر الاربعاء عن “اسفها” و”استغرابها” لقرار السعودية والامارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة، مؤكدة انها لن ترد بالمثل.
واكد بيان لمجلس الوزراء القطري ان قرار الدول الخليجية الثلاث سببه خلافات حول شؤون “خارج دول مجلس التعاون” في اشارة على ما يبدو الى مصر خصوصا.
وكانت الدول الثلاث اعلنت سحب سفرائها مع قطر “لحماية امنها واستقرارها” معللة ذلك بعدم التزام الدوحة باتفاق خليجي ابرم في تشرين الثاني/نوفمبر يتعلق خصوصا بعدم “التدخل في الشؤون الداخلية”.
وقد اعرب بيان مجلس الوزراء القطري عن “أسف دولة قطر واستغرابها” لقرار الدول الثلاث، معتبرا انه “لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعه خارج دول مجلس التعاون”.
وشدد البيان على حرص قطر “على روابط الاخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية … وهذا هو الذي يمنع دولة قطر من إتخاذ اجراء مماثل بسحب سفرائها”.
وردا على اتهام الرياض وابوظبي والمنامة للدوحة بعدم الالتزام بالاتفاق الخليجي المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر، اكد البيان القطري “التزام دولة قطر الدائم والمستمر بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي وكذلك تنفيذ كافة التزاماتها وفقا لما يتم الاتفاق عليه بين دول المجلس بشأن الحفاظ وحماية أمن كافة دول المجلس واستقرارها”.
وأكد خبير العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندي، أن قرار سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر، يُعد بداية لعدد من الإجراءات التي ستتخذها الدول العربية تجاه الدوحة خلال المرحلة المقبلة، واعتبارها دولة تدعم الإرهاب.
وقال اللاوندي في تصريح خاص لـموقع 24 “قطر تدعم وتمول جماعة الإخوان المسلمين، التي ثبت من خلال ممارستها الفاشية داخل الدولة المصرية أنها جماعة إرهابية، وهذا ما دفع رئيس الحكومة السابق الدكتور حازم الببلاوي، لإصدار قرار بحظر نشاط الإخوان في مصر، واعتبارها جماعة إرهابية”.
وأضاف “مساندة قطر للجماعة، يعني أنها ترعى الإرهاب، وبالتالي أصبحت تمثل مصدر خطر وتهديد للأمن القومي الخليجي، ومع إصرارها على احتواء القيادات الإخوانية الهاربة، ورفضها لقرارات مجلس التعاون الخليجي بطردهم وتسليمهم للحكومة المصرية، قررت دول السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من هناك.
وأكد اللاوندي، أن قطر دولة تتحدث باسم الولايات المتحدة، وتنفذ مخططاتها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها تدعم المعارضة داخل الدول العربية، بهدف تقسيمها، فتمد إخوان ليبيا بالسلاح، وتدعم المعارضة بالسلاح والأموال، على حد قوله.
وتوقع اللاوندي، أن تقوم الدول العربية بإصدار إجراءات قوية ضد قطر خلال الفترة المقبلة، مثل تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، منوهاً أن قرار سحب السفراء بداية وليس النهاية.
اترك تعليقاً