أثارت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى حي بابا عمرو – الذي نكب بعد ما يقرب من شهر من الحصار والقصف والمعارك العنيفة، بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر- كثيراً من المشاعر المختلطة، بين الغضب والحزن لزيارة الرئيس لمنطقة دمرها جنوده الذين ظهر محتمياً بهم، دون أي صورة تذكر لسكان الحي المنكوب والمهجرين خارجه، ومشاعر “الفخر” و”الاعتزاز” لما قام به الجيش النظامي، بالنسبة للموالين للنظام، من “تصفية” للمجموعات الإرهابية المسلحة، وهو المصطلح الذي استقرت عليه الآلة الإعلامية الرسمية في سوريا، و”تطهير” بابا عمرو منهم.
الزيارة التي نظر إليها موالو النظام على أنها رد على أحد شيوخ المعارضة المتشددين، وتحديه للرئيس بشار الأسد أن يقوم بزيارة بابا عمرو، تلتها أوامر رسمية بإعادة بناء الحي وإعادة الحياة إلى مرافقه الرئيسية، لكن مصادر إعلامية معارضة نشرت أنباء عن نشطاء في المعارضة في مدينة حمص، وتحديداً في منطقة الإنشاءات ووادي الذهب، أن جيش النظام قام بإغلاق تلك المناطق بجدران اسمنتية يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار تقريباً.
وأكد السكان أن نية النظام تتجه لقطع كل الطرق التي تصل ما بين منطقة وادي الذهب وطريق دمشق والانشاءات إلى منطقة بابا عمرو، وأكد نشطاء سعي النظام لإغلاق بابا عمرو وعزلها عن بقية المنطقة بغية ارتكاب المزيد من المجازر وتهجير ما تبقى من السكان، وإعادة إعمارها لتوطين موالين له قريبين من بابا عمرو.
وتوقع النشطاء أن تلك الخطوة هي البداية لمنع المراقبين الأمميين وهيئة الصليب الأحمر من الدخول لتسجيل ما ارتكبه النظام من فظائع، مع قرب انتهاء المهلة التي منحها المبعوث الأممي كوفي أنان للنظام في العاشر من الشهر الجاري لسحب قواته وآلياته الثقيلة من المدن.
اترك تعليقاً