امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء باجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من اوكرانيا، للتأكد من جهوزيتها للقتال، كما اعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو.
ودفع أمر الرئيس الروسي إلى رد وزارة الدفاع البريطاني بالتأكيد على انها ستراقب الانشطة العسكرية الروسية مجددة رفضها لأي تدخل خارجي في اوكرانيا.
ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن شويغو قوله “كلف القائد الاعلى التأكد من جهوزية القوات للتحرك من أجل مواجهة أوضاع متأزمة تهدد الامن العسكري للبلاد”.
واضاف ان القوات في منطقة الغرب – اراض شاسعة على حدود اوكرانيا وبيلاروسيا ودول البلطيق وفنلندا والقطب الشمالي- والجيش الثاني لمنطقة الوسط العسكرية وقيادة الدفاع الفضائي والقوات المجوقلة “قد وضعت في حالة تأهب في الساعة 14.00” (11.00 ت غ).
وأوضح ان العملية ستستمر حتى الثالث من اذار/مارس.
والاربعاء، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إن بلاده ستتابع الانشطة العسكرية الروسية وإنها ترفض التدخل الخارجي في اوكرانيا.
وحين سأل الصحفيون هاموند عن الأمر الذي اصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال “من المؤكد والواضح أننا نريد أن نكون على اطلاع كاف على اي انشطة تقوم بها القوات الروسية”.
وأضاف “سنحث جميع الاطراف على أن يتركوا الشعب الاوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله بدون تدخل خارجي”.
ويأتي هذا الاعلان في خضم الأزمة في اوكرانيا التي تقلق السلطات الروسية.
الا ان بوتين امر في السابق مرارا بإجراء عمليات تفقد مفاجئة للقوات الروسية منذ عودته الى الكرملين في 2012، وتمت عملية التفقد الاخيرة للقوات في اقصى الشرق في تموز/يوليو.
وقد ترأس بوتين الثلاثاء اجتماعا لمجلس الامن الروسي لمناقشة الوضع في اوكرانيا.
ولم يتخذ بوتين حتى الان موقفا علنيا من اقالة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش ووصول سلطة جديدة في كييف.
ورأى رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الاثنين انه “سيكون منافيا للمنطق اعتبار ما هو في الواقع نتيجة تمرد، شرعيا”.
واضاف “سيكون من الصعب ان نتعامل مع حكومة كهذه”.
وقالت موسكو الاربعاء إن المتطرفين في أوكرانيا “يفرضون إرادتهم” ويذكون التوتر الديني بعد عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش حيث توجد خصومات قديمة بين الكنائس الارثوذكسية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن رجال الدين وممتلكات الكنيسة التابعة للكنيسة الروسية الارثوذكسية ومقرها موسكو واجهوا تهديدات. وحذر من أن التوتر يمكن أن يسبب “شقاقا أكبر في المجتمع الاوكراني”.
وفي تطور بدا ترجمة فورية للتحذير الذي ورد في بيان وزارة الداخلية، واجهت حشود من الاف الانفصاليين المؤيدين لروسيا ومن المؤيدين للزعماء الجدد في أوكرانيا بعضها البعض اليوم الاربعاء خارج برلمان منطقة القرم قبل مناقشات تتعلق بالاضطرابات السياسية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وتدفق نحو 2000 شخص كثيرون منهم من التتار الذي يمثلون مجموعة السكان الاصليين في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الاسود نحو مبنى البرلمان لدعم حركة “يورو-ميدان” التي اطاحت بيانوكوفيتش في كييف بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات.
وقابلتهم حشود مماثلة في العدد من المتظاهرين المؤيدين لروسيا الذين نددوا “بالعصابات” التي استولت على السلطة في العاصمة الاوكرانية.
واحتشد الجانبان اللذان فصلت بينهما صفوف من قوات الشرطة عند البرلمان الذي دعا تحت تاثير ضغوط من القوى الموالية لروسيا الى عقد جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم الاربعاء لبحث الازمة.
وكان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف قد ضم منطقة القرم الى اوكرانيا في عام 1954 عندما كان زعيما للدولة السوفيتية آنذاك. ومع تمركز جزء من الاسطول الروسي في البحر الاسود في ميناء سيفاستوبول فان هذه المنطقة تصبح الوحيدة في أوكرانيا التي يغلب على سكانها الروس.
ونظرا لان منطقة القرم الان هي أكبر معقل للمعارضة للنظام السياسي الجديد في كييف بعد يانوكوفيتش فان الزعماء الجدد في اوكرانيا يعبرون عن قلقهم من مؤشرات انفصالية هناك.
واحتشد السكان من ذوي أصول التتار الذي يمثلون غالبية المتظاهرين المؤيدين للميدان تحت علم أزرق وهم يهتفون “أوكرانيا! أوكرانيا!” ويرددون عبارة “لتسقط العصابة”.
وردت عليهم الحشود المؤيدة لروسيا بترديد عبارة “القرم روسية”.
وتم احضار مزيد من المؤيدين لروسيا في حافلات من اجزاء اخرى في شبه جزيرة القرم وسرعان ما تفوقوا من حيث العدد على حشود التتار ومؤيدي “يورو ميدان”. وبدأوا يرددون الاغاني الروسية والترانيم الدينية عبر مكبرات صوت وضعت في كنيسة.
ومن المرجح ان يزداد التوتر في القرم اليوم الاربعاء بعد ان وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية في حالة تأهب للقيام بتدريبات. ومنذ الاطاحة بيانوكوفيتش تتجه الانظار الى بوتين الذي أمر في عام 2008 بغزو جورجيا لحماية الاقاليم المستقلة التي تتمتع بحكم ذاتي وبها اعداد كبيرة من الروس التي اعتبرها انذاك دولا مستقلة.
اترك تعليقاً