قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، مساء اليوم الاثنين، بزيارة تفقدية لمكتبة طرابلس العلمية العالمية.
واطلع الدبيبة خلال الزيارة، على الخدمات التي توفرها المكتبة وما تقدمه من دعم لروادها ومساهمتها في إثراء الحراك الثقافي لما تضمه من مخزون ثقافي يتعدى الـ3 ملايين كتاب في مختلف المجالات، جُمعت خلال أكثر من 30 عاما.
وأصدر الدبيبة تعليماته بتمديد مهلة الإخلاء التي منحتها الجهات المالكة لمبنى المكتبة، وتوجيه وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة والتنمية المعرفية، بمراجعة محتويات المكتبة والاستفادة منها في إثراء المكتبات المدرسية والجامعية والمراكز الثقافية في الداخل والخارج.
كما أصدر رئيس الحكومة تعليماته بالمحافظة على المكتبة وما تمثله من إرث معرفي من خلال البحث عن موقع يليق بها، وتقديم الدعم اللازم لها تقديراً للدور العلمي الذي تقدمه للبلاد، والإنتاج الثقافي المحلي للكُتاب الليبيين.
وبعد أكثر من 30 عاماً من ممارسة عملها الثقافي في خدمة النشر والكتاب، أصبح الإخلاء يُهدّد مكتبة طرابلس العلمية العالمية بشارع الزواية في العاصمة طرابلس.
وفي تصريح لـ”عين ليبيا”، قالت مديرة المكتبة السيدة فاطمة حقيق، إنها كانت تتوقع أن يتم المطالبة بالمبنى في يوم من الأيام ولكن ما أسائها هذه المرة هو طريقة إبلاغها بأن جهة ما تملك مبنى “مجمع الجماهيرية” وتحتاج أن تستلمه فارغاً.
وأعربت السيدة حقيق عن تفاجئها بوصول محضر قضائي من محكمة شمال طرابلس يتضمن شكوى من إحدى المؤسسات ضدها باغتصاب المكان دون أن تقوم أي جهة أو أي شخص بإبلاغها سابقاً بالموضوع.
وأشارت السيدة حقيق إلى تواصلها مع محاميها ومؤكدة أنها لا تمانع في تسليم المبنى، منوهة إلى أنه كان من المفترض أن يتم التواصل معها مسبقا للاتفاق على آلية التسليم والاستلام.
وأضافت السيدة حقيق أنه على إثر ذلك تم تشكيل لجنة بالخصوص وتم استدعائها حيث أوضحت خلال لقائها مع اللجنة حجم العمل في المكتبة وكمية الكتب التي تحويها والالتزمات المترتبة على المكتبة سواء كانت التزامات مالية أو توقيعات قانونية وهذا يحتاج إلى تراتبية معينة حتى لا يضيع حق أحد، وطالبت بفترة زمنية كافية تتراوح من 8 أشهر لسنة تسمح لها بإخلاء المكتبة ونقل الكتب وما تحتويه المكتبة، وتم رفض هذا الطلب وإعطائها مدة شهر واحد فقط.
وجددت السيدة حقيق استعداداها للخروج وتسليم المبنى، مؤكدة أنها غير معترضة على تسليمه، وأن ما تحتاجه براح زمني يمكنها من نقل الكتب إلى المقر الذي تقوم الآن بتجهيزه، بطريقه منظمة تحفظ حق المؤلفين والجامعات ودور النشر المتعاقدة معهم المكتبة في توزيع كتبهم.
يُذكر أن مكتبة طرابلس العلمية العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، بدأت مسيرتها على يدي كل من الأستاذ ضو التيبار، الذي وافاه الأجل في 2015، والسيدة فاطمة حقيق، في أواخر العام 1991م، من خلال شراكة بين شعبية طرابلس سابقا (بلدية طرابلس)، والمكتبة استمرت حتى العام 1998م، عندما تم نقل تبعية مبنى سوق الجماهيرية المجمع، من الاقتصاد إلى المرافق، حيث قامت المكتبة بشراء حصة بلدية طرابلس، ليستمر الأمر على ما هو عليه.
وتعتبر المكتبة إحدى دور النشر الهامة في ليبيا والعالم العربي، وإضافة إلى منشوراتها، تقوم المكتبة بتوزيع كل ما تنشره دور النشر الليبية والمؤلفين الناشرين لحسابهم الخاص.
وتشارك المكتبة في عضوية كل من اتحاد الناشرين الليبيين، واتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الأفارقة، وذلك لتعميق التعارف مع المتطلبات الثقافية.
كما تقوم المكتبة منذ نشأتها بالمشاركة في المعارض المختلفة داخل وخارج ليبيا، وتلتـزم المكتبة بحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين، وتماشياً مع التطورات الحديثة تسعى المكتبة إلى توفير الكتاب الإلكتروني في كل التخصصات وكذلك البرامج الموجهة للأطفال.
يُذكر أن السيدة فاطمة حقيق، أكدت في وقت سابق، أنها منذ العام 1998م، وهي تسعى إلى تحويل مجمع سوق “الجماهيرية”، إلى مركز ثقافي، لكنها للأسف لم تجد أذنا صاغية.
وأفادت السيدة حقيق، أنها شخصياً ومن خلال مكتبة طرابلس العلمية العالمية، تقدمت في العام 1998م، لأمين الاقتصاد حينها، بمقترح مفصل بخصوص تحويل سوق الجماهيرية المجمع إلى (مركز طرابلس الثقافي)، بحيث يتم الاستفادة من المبنى والموقع لخدمة العمل الثقافي، مشيرة إلى أنها استمرت بشكل دوري تتقدم بهذا المقترح، طارقة جميع الأبواب، حتى ما بعد فبراير 2011م.
كما قامت السيدة حقيق مؤخراً، بتحويل نسخة من هذا المقترح إلى الصندوق الليبي للاستثمار الداخلي والمحلي، وهدفها أن يتم استثمار المكان ثقافياً، من خلال الاستفادة منه استثمارًا ثقافيًا، من خلال المناشط والأعمال والمناشط الثقافية.
وعلقت السيدة فاطمة حقيق على الموضوع بالقول:” لا يهم إن خرجت، المهم أن يتم استثمار المكان ثقافياً، وتطويره بما يخدم الثقافة والكتاب في ليبيا، فمثلاً يمكن أن يحول الدور الأرضي من السوق، إلى فروع للمكتبات الليبية، بحيث تجد كل مكتبة مكان لها، ويجد المهتم والطالب والكاتب ما يحتاجه في مكان واحد، بدلاً من رحلة البحث عن كتاب.. وإن كانت الفكرة تحويله إلى مول، ليكن مولاً ثقافياً، واجهة ثقافية لكل ليبيا”.
اترك تعليقاً