حذرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، من كارثة صحية جراء فتح شركة أجنحة الشام مكتبا في مدينة بنغازي يستقدم أشخاصا من مناطق موبوءة بفيروس كورونا الجديد.
وفي بيان لها الأربعاء، نوهت الوزارة بأنه سبق وأن أوضحت في بيانها الصادر بتاريخ 7 يوليو 2019، أن ما يُعرف بهيئة الاستثمار العسكري التابع لقوات حفتر يُسير ؤحلات جوية بين دمشق وبنغازي، عبر شركة مدرجة على لوائح عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية تسمى “أجنحة الشام”، وتمنح أشخاص سوريين تأشيرات دخول للأراضي الليبية بدون موافقة الجهة المختصة وهي مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب.
وأشار البيان إلى أن شركة “أجنحة الشام” قامت بفتح مكتب في مدينة بنغازي، لإقامة نشاطات تجارية مشبوهة تحت غطاء هذا الخط الجوي، والذي يمكن أن يسبب في كارثة صحية كون أن هؤلاء وصلوا من مناطق موبوءة بفيروس كورونا المستجد، واختلطوا بالإيرانيين الذين يتحكمون فعلاً بالعاصمة السورية دمشق، بحسب البيان.
وأفادت وزارة الداخلية، بأن لديها معلومات مؤكدة وردت إليها مؤخراً، بأن عدد من الرحلات الأخيرة وصل فيها عدد من المقاتلين السوريين والخبراء الذين تربطهم صلات بشركة “فاغنر الروسية” وبعناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
ونبهت الوزارة المصارف التجارية بالمنطقة الشرقية بعدم التعامل مع هذه الشركة، ودعت المواطنين أخذ الحيطة والحذر من التعامل والتعاطي مع من وصلوا مؤخراً على متن هذه الرحلات.
كما دعت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، البعثة الأممية وفريق العقوبات التابع لمجلس الأمن بتوثيق هذه الأفعال المخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بليبيا ومعاقبة مرتكبيها وفق القانون الدولي.
وفي شهر فبراير الماضي، أفادت شبكة “صوت العاصمة” السورية، بقيام القوات الروسية المتواجدة في مدينة دوما منذ مطلع عام 2020، بتجنيد العشرات من أبناء المدينة لإرسالهم للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر.
ونقلت الشبكة عن مصادر في المدينة قولها، إن الضباط الروس المتمركزين في دوما، أوكلوا مهمة تجنيد الشبّان لعدد من شخصيات المدينة، التابعين للروس وفرع أمن الدولة في دوما بشكل مباشر، عبر إقناعهم بالانضمام إلى تلك المجموعات بمغريات مادية كبيرة.
وبحسب المصادر، فإن الروس طلبوا مجموعة قوامها 50 شاب من أبناء دوما، على أن يكون راتب المقاتل الواحد 800 دولار أمريكي شهرياً، بمهمة قتالية مدتها 3 أشهر مقابل شهر واحد إجازة يقضيها المتطوع في مدينته.
وقام الروس بتسليم المنطوين في صفوفهم، بطاقات صادرة عن قاعدة حميميم العسكرية تحت مسمى “بطاقة أصدقاء الروس” التي تحمي حاملها من أي مسائلة أمنية أو اعتقال لأي غرض كان.
ووفقاً لمصادر شبكة “صوت العاصمة” فإن مجموعة قوامها 25 مقاتل من أبناء دوما غادروا المدينة عبر مطار دمشق الدولي إلى مدينة بنغازي في الأسبوع الأول من فبراير الجاري.
وكشفت الشبكة نقلاً عن مصادر خاصة في دمشق، أن الروس عملوا على تجنيد مقاتلين سابقين في ميليشيا صقور الصحراء، من مناطق وسط سوريا، للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، برواتب تصل إلى 1000 دولار أمريكي شهرياً، مقابل الإعفاء من الخدمة الإلزامية والاحتياطية وإبعادهم عن الملاحقة الأمنية.
وتشهد مطارات حميميم ودمشق الدولي في الآونة الأخيرة حركة كثيفة للطيران العسكري والمدني من وإلى ليبيا، لنقل مقاتلين وعتاد عسكري ومستشارين عسكريين، بمعدل رحلة كل يومين.
يأتي ذلك في حين، كشف المحلل السياسي الليبي عبد السلام الراجحي، في وقت سابق، عن قيام خليفة حفتر باستجلاب مجموعة مرتزقة من لواء الفاطميون في سوريا.
وأوضح “الراجحي” في مقابلة تلفزيونية، أن المصادر والمعلومات المؤكدة تُشير إلى أن الرحلات الجوية التي تخرج من اللاذقية وتهبط في بنغازي، تحمل مسلحي اللواء وهو ميليشيا ذات توجه وإيديولوجية دينية ويحمل عناصر عقيدة الأثنى عشر الشيعية، حيث كانوا يقاتلون بتوجه ديني وهدف تأسيس هذا اللواء هو الحرب ضد أهل السنة.
ونوه بأن المعلومات تُشير إلى أن عدد مرتزقة اللواء الذين وصلوا إلى ليبيا بلغ نحو 1300 منوهاً بأنه لواء متعدد الجنسيات وأغلب مقاتليه يحملون الجنسية السورية، ويتم جلبهم إلى محاور القتال في العاصمة طرابلس عبر قاعدة الجفرة.
مرتزقة سوريين من لواء الفاطميون الشيعة يصلون عبر مطار بنينا للقتال مع مليشيات #حفتر في عدوانه على #طرابلس#ليبيا pic.twitter.com/6GzEEdpAfI
— Almanara Libya (@AlmanaraMedia) January 25, 2020
وفي وقت سابق، اتهمت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، ما يُعرف بهيئة الاستثمار التابعة لقوات حفتر بأنها تُقيم علاقات تجارية مشبوهة، وتسير رحلات جوية مباشرة بين مطاري بنينا في بنغازي ودمشق، وتمنح موافقة لشركة أجنحة الشام وشركات أخرى لتسيير هذه الرحلات.
وقالت الوزارة في بيان، إن شركة أجنحة الشام متورطة في نقل عتاد وأسلحة ومقاتلين للنظام السوري لتغذية وإطالة أمد الصراع في سوريا.
هذا وأعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران عن تسيير رحلة مباشرة من مطار دمشق العالمي إلى مطار بنينا الدولي ابتداء من يوم الـ11 من أكتوبر 2019.
يُشار أن شركة “أجنحة الشام” هي الشركة الأجنبية الوحيدة التي دخلت الأجواء الليبية، منذ أحداث عام 2014.
و”أجنحة الشام” للطيران هي شركة طيران سورية خاصة، تتخذ من مطار دمشق الدولي مقرًا لها ومركزًا لتشغيل عملياتها المحلية والدولية.
وتمتلك شركة طيران أجنحة الشام أسطولا جوية يتكون من طائرتين إحداهما إيرباص A320-214 والأخري ماكدونيل دوغلاس MD-83.
وتعتبر شركة أجنحة الشام للطيران، الناقل الثاني في سوريا، وتملكها مجموعة شموط التجارية، وتأسست عام 2008 واضطرت، بسبب العقوبات الاقتصادية على سوريا، للتوقف عن العمل مع بدايات 2012، لتعاود إطلاق رحلاتها في أيلول 2014، وهو العام الذي تم اعتمادها فيه كناقل وطني سوري.
وفي سياقٍ ذي صلة نشرت وكالة رويترز في نيسان 2018، تقريرًا كشفت فيه عن تورط “أجنحة الشام” بنقل مقاتلين روس متقاعدين إلى سوريا.
وقالت الوكالة في تحقيقها إن الشركة تقوم برحلات جوية من دمشق واللاذقية إلى مطار روستوف الروسي، لنقل جنود روس لمساعدة النظام السوري في حربه ضد المعارضة، بحسب الوكالة.
يأتي ذلك في حين، أفاد المركز الإعلامي بعملية بركان الغضب، بأن الطائرات السورية تواصل الهبوط بشرق البلاد، وآخرها أجنحة الشام السورية التي حطت في مطار بنينا بمدينة بنغازي قادمة من مطار دمشق.
وأوضح المركز أن برنامج تتبع رحلات الطيران سبق له رصد رحلات مماثلة رغم ما يحوم حول الشركة من شبهات، بسبب خضوع شركة أجنحة الشام التي يملكها صهر الرئيس السوري لعقوبات أمريكية لنقلها مقاتلين وأسلحة ومعدات بين روسيا وسوريا.
هذا ورصدت عملية بركان الغضب المدة الماضية أيضا رحلات لطائرات شحن من نوع (أنتونوف إن – 124) من قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي في الإمارات إلى بنغازي عبر القاهرة، مرجحة أن جميعها يحمل عتادا عسكريا لحفتر.
من جهته صرح المبعوث الأممي المستقيل غسان سلامة، في وقت سابق، لصحيفة “اللوموند” الفرنسية أواخر ديسمبر الماضي، بأن هناك عددا من الطائرات تصل من سوريا إلى مطار بنغازي، دون معرفة طبيعة تلك الطائرات.
اترك تعليقاً