اعتبر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، أن “الثقة مع الصين تراجعت بشدة، بعد الاشتباك الحدودي في الصيف الماضي، الذي أسفر عن أول خسائر في الأرواح منذ نحو 45 عاما”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن جايشانكار قوله، معربا عن انزعاجه الشديد: “بعد 45 عاما، حصلت لدينا بالفعل إراقة دماء على الحدود، وكان لذلك تأثير كبير على الرأي العام والسياسي”، مشيرا إلى أن “ثقة الهند تأثرت حقا بالصين وعلاقة البلدين”.
ولفتت وكالة “رويترز” إلى أن القوات الصينية والهندية “لا تزال عالقة في مواجهة عند الحدود المتنازع عليها بشدة بغرب الهيمالايا، وأن هذه هي الأزمة الأخطر بين الجارتين النوويتين، منذ عقود”.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، إن “المفاوضات بين الهند والصين لم تحرز أي تقدم”، مشيرا إلى أنه “لم تكن هناك نتيجة ذات مغزى”.
وأشار الوزير الهندي إلى أن المفاوضات تألفت من عدة جولات من المباحثات الدبلوماسية والعسكرية، بهدف تهدئة المواجهة الحدودية بين الجارتين النوويتين.
وأوضح وزير الدفاع الهندي أنه “إذا ما استمر الوضع الراهن، فمن الواضح أن انتشار الجنود على الحدود لن ينخفض”.
ولفت إلى أن الجانبين ما زالا يتبادلان الرسائل بشأن الوضع على الحدود، وأن هناك جولة أخرى من المفاوضات العسكرية في المستقبل القريب.
يُشار إلى أن التوترات بين البلدين تصاعدت في يونيو الماضي، بعد أن اشتبكت القوات في قتال بالأيدي في وادي “جالوان” بلاداخ، المتاخم لهضبة التبت التي تسيطر عليها الصين، وقُتِل 20 جنديا هنديا، بينما تكبدت الصين عددا غير معروف من الضحايا، ما دفع الجانبين إلى تكثيف وجودهما العسكري في المنطقة الحدودية، ونقل الرجال والأسلحة والإمدادات إلى المنطقة المرتفعة.
ووضعت الهند حوالي 50 ألف جندي في المنطقة المتنازع عليها، بعضهم على ارتفاعات تزيد عن 4572 مترا.
وتشترك الهند والصين في حدود غير محددة يبلغ طولها نحو 3800 كيلومتر، حيث التزمت قواتهما سابقا بالبروتوكولات القائمة منذ فترة طويلة لتجنب استخدام أي أسلحة نارية على الحدود، لكن التوترات اندلعت منذ حادثة جلوان، واتهم الجيشان بعضهما البعض بإطلاق النار في الهواء في سبتمبر الماضي.
اترك تعليقاً