بين انشغال الولايات المتحدة بمصير الرهائن “الإسرائيليين” وعكوف العرب على صياغة مشاريع قرارات تقدم لمجلس الأمن، و ارتباك سوق الشحن و النفط العالمي، ربطا بمجريات الأحداث في البحر الأحمر، والمناكفات السياسية بين القوى الدولية التي تحاجج في أحقية الفلسطينيين في الحصول على المساعدات، بين كل هذا تتواصل المعارك في قطاع غزة لليوم 78 على التوالي، حاصدة أرواح عشرات الآلاف، و مشردة الملايين.
وفي وقت فشل مجلس الأمن مجددا في التوصل إلى قرار لوقف اطلاق النار، بعد مفاوضات تجنبت الفيتو و اكتفت بدعوة لطيفة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة تحت إشراف اسرائيلي، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الطيران الإسرائيلي قصف عددا من المنازل وسط مدينة دير البلح و مخيم النصيرات، ما أسفر عن عشرات القتلى و الجرحى.
وشن الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات على بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع، في وقت منع جنود إسرائيليون الطواقم الطبية من انتشال عدد من القتلى والجرحى في المنازل والشوارع، كما تمت مداهمة منازل الفلسطينيين ونهبتها.
من جهتها أعلنت الفصائل الفلسطينية أن أحد عناصرها تمكن من القضاء على 4 جنود إسرائيليين من نقطة صفر في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
كما أعلنت الفصائل عن رصد توغل لآليات إسرائيلية شرق رفح وتم استهدافه بقذائف الهاون العيار الثقيل وتحققت إصابات مباشرة، مضيفة أن مقاتلونها في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة فجروا فتحة نفق في قوة إسرائيلية وتم استهداف قوات النجدة التابعة لهذه القوة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
و قالت الفصائل إن عناصرها يخوضون منذ أمس اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، واستخدموا خلال ذلك عبوات “العمل الفدائي” وقذائف “الياسين 105” المضادة للدروع وقذائف “TBG” المضادة للأفراد والتحصينات، وأوقعوا عدداً كبيراً من الجنود بين قتيل ومصاب.
إنسانيا أكدت جولييت توما مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن الوضع في قطاع غزة “تقشعر له الأبدان وربع السكان يتضورون جوعا”.
وقالت توما في مقابلة أجرتها معها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أمس: “لقد وصلنا إلى النقطة التي يقال فيها إن ربع السكان يتضورون جوعاً نتيجة للحصار وعدم توفر الإمدادات الأساسية بما في ذلك الغذاء”.
من جهتها كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن أكثر من 80 بالمئة من الأطفال بقطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد، وما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الـ 5 قد يواجهون الهزال الشديد بسبب سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم وسيحتاجون إلى أغذية علاجية.
وأكدت المنظمة في بيان نشرته أمس أن هذا الخطر غير المقبول يأتي في وقت تشهد فيه المنظومات الغذائية والصحية في قطاع غزة انهيارا كاملا”.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من ثلثي المستشفيات في القطاع لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والأدوية الحيوية، أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية بسبب القصف الجوي، داعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أعلن قبل أيام أن أكثر من 71 بالمئة من أهالي قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع جراء استخدام الجيش الإسرائيلي للتجويع سلاحاً للضغط على الفلسطينيين .
اترك تعليقاً