قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى فرنسا بأثر فوري عقب إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية.
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، أن هذه الخطوة، التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة، قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها.
وأضاف البيان أنه «وباعترافها بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
يأتي ذلك في حين، استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم “البوليساريو” على لسان مسؤولها البارز محمد سيداتي، دعم فرنسا لـ”احتلال” الصحراء الغربية، وذلك عقب إعلان باريس دعم مخطط الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب بشأن هذه المنطقة المتنازع عليها.
وأعربت جبهة بوليساريو الثلاثاء عن استنكارها ما وصفته بدعم فرنسا “احتلال” الصحراء الغربية.
وفي بيان نشرته “وكالة الأنباء الصحراوية”، قال وزير الخارجية الصحراوي محمد سيداتي إن الحكومة الفرنسية لم تعد تخفي موقفها بإعلانها رسميا “دعم” مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط بخصوص هذه المنطقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
يُشار إلى أن إقليم الصحراء هو مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها، في حين تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر بالسيادة عليها.
وتقترح الرباط منح هذه المنطقة حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة بوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
وتعتبر الأمم المتحدة المنطقة التي تحتوي على ثروات سمكية واحتياطات كبيرة من الفوسفات، من “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
اترك تعليقاً