أدانت الجزائر، التفجير بسيارة مفخخة الذي وقع، السبت، أمام بوابة السفارة الجزائرية في طرابلس في ليبيا ووصفته بـ”جريمة دولية”.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن أي استهداف لمركز دبلوماسي هو “جريمة في القانون الدولي”، موضحا على هامش لقاء مع تنسيقية أطراف الحوار لحل الأزمة في مالي بمقر وزارة الشؤون الخارجية بالجزائر: “نحن نعلم أن كل استهداف لمركز دبلوماسي هو جريمة في القانون الدولي. فندين بقوة أي عمل يوجه ضد سفارة الجزائر أو المراكز الدبلوماسية الجزائرية في ليبيا أو غير ليبيا”.
وتعرض مقر سفارة الجزائر في طرابلس صبيحة السبت، لتفجير بسيارة مفخخة، كان يستهدف هيئة رسمية ليبية بالقرب منها، ما أدى إلى إصابة شخصين من حرس أمن السفارات.
وتبنت الدولة الإسلامية التفجير بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر أمني ليبي.
وقال مصدر من وزارة الخارجية الجزائرية، لصحيفة “عربي21″، السبت، إن “الحكومة الجزائرية قررت تعزيز أمن سفاراتها في الخارج، وخاصة في البلدان التي تشهد توترات أمنية، كما اتخذت إجراء عسكريا يقضي بإضافة وحدات من الجيش على الحدود مع ليبيا”.
واتخذت الحكومة الجزائرية هذه التدابير تحسبا لعمليات تخريب تستهدف مصالح الجزائر بالخارج، وأضاف المصدر أن “استهداف سفارة الجزائر في ليبيا كان متوقعا”.
وكانت الحكومة الجزائرية أجلت أفراد بعثتها الدبلوماسية يوم 14 أيار/ مايو، من العام الماضي، بعد تهديدات وصلت العاملين بالسفارة، كما أجلت عددا معتبرا من أفراد الجالية الجزائرية في ليبيا، وتم إغلاق أبواب الممثلية الدبلوماسية.
وأضاف المصدر: “قررنا رفع درجة الاستنفار، للقوات البرية والجوية على حدود الجزائر مع ليبيا ومع دولة النيجر إلى الدرجة القصوى، وتشديد الإجراءات الأمنية في كل سفارات الجزائر مع الخارج دون استثناء”.
وكانت الجزائر قد عززت أمن ممثلياتها الدبلوماسية في عشرين دولة، من بينها ليبيا وسوريا والعراق، لكنها وبعد تفجير طرابلس اليوم، عممت إجراءاتها على عدد من البلدان الأخرى، لم يجر الكشف عنها بعد.
وتقود الجزائر جهود حثيثة من أجل راب الصدع الليبي، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وحثهم على تبني الخيار السياسي بدلا من الاقتتال.
وقال وزير الخارجية الجزائري، إنه “فيما يتعلق بليبيا الشقيقة، فنحن في عمل تسهيلي من أجل حمل الأشقاء في ليبيا على اللجوء إلى الحوار والمصالحة وصولا إلى حل شامل وجامع”.
وأضاف: “الجزائر ستستمر في القيام بهذا الواجب”، مشيرا إلى أن “مساعي الجزائر “واجب نحو الشعب الليبي الشقيق وواجب نحو متطلبات السلم والاستقرار في منطقتنا هذه، التي تتطلع كافة شعوبها إلى الاستقرار والأمن والأمان”.
في سياق آخر، أوضحت وزارة الدفاع الوطني بالجزائر، السبت، أنها تأكدت أن الخبرة العلمية التي أجريت على الجثة المكتشفة بمنطقة تابشونت بمحافظة تيزي وزو هي للرعية الفرنسي هارفي غوردال.
وقالت في بيان إن “خبراء من الدرك الوطني، مختصين في الطب الشرعي والبيولوجيا والأنثروبولوجيا وعلم الأسنان والأدلة الدقيقة، أجروا تحاليل على الجثة التي تم استخراجها يوم الخميس 15 كانون الثاني/ يناير، وأظهرت أن الهيكل العظمي المستخرج يتطابق مع هوية الضحية الفرنسي هارفي غوردال الذي تم اختطافه يوم 12 أيلول/ سبتمبر 2014 من قبل جماعة إرهابية.
وفي بيان آخر، ذكرت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر أن ” قوات الجيش قامت الجمعة بتدمير خمسة أحزمة ناسفة وست قنابل تقليدية وحافظة كمبيوتر محمول كانت ملغمة، علاوة على كمية من الذخيرة وذلك في المكان المسمى عين الحمام في محافظة تيزي وزو”.
وتأتي هذه العملية بعد 24 ساعة من العثور على جثة الرعية الفرنسي، هيرفي قوردال، الذي اختطفه وأعدمه تنظيم ما يسمى “جند الخليفة” شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
اترك تعليقاً