بالرغم من أنني لم انتمي لأي حزب من الأحزاب السياسية، إلا أن تجربة الأحزاب في بلادنا كانت ممتازة، وبدأت بداية جيدة وهي في اعتقادي الحل الوحيد لمشاكل التخلف الجهوي والقبلي، ولكن للاسف بعض الاشخاص، الذين يعتقدون انهم أوصياء على الدين، من خلال مفاهيمهم الاجتهادية، وربما الجهادية، او من يعتقدون انهم اوصياء على الوطن، بثقافاتهم والتي قد تكون بعيدة عن واقع المجتمع، هم من تسبب في تدني مستوي الأداء الحزبي والسياسي، والاساءة للتجربة الحزبية، اضافة الي ماقام به السيد رئيس اللجنة التشريعية بالمؤتمر الوطني، من هدم للاحزاب بموافقته علي ان يتحول اعضاء الاحزاب الي مستقلين، وبمخالفة كارثية لتركيبة المؤتمر، ربما للاسف نكاية في الحزب الأخر، بعيدا عن المنافسة الحقيقية مما افقد الاحزاب السيطرة علي اعضائهم. وقد حدثت العديد من الحالات ،تحول فيها أعضاء من الحزبين الي مستقلين، بل ويعادون الاحزاب التي وصلوا للمؤتمر من خلال قوائمها. وجعل للأسف لسيادة رئيس الوزراء والذي نشهد لله أنه أحد اسباب انهيار الدولة، القدرة الفائقة لشراء ذمم بعض اعضاء الاحزاب، من خلال اللجان والمهام والتسهيلات والخدمات، التي استدرج بها ضعاف النفوس من أعضاء المؤتمر.
ولقد تشرفت شخصيا بالحوار مع الحزبين وقياداتهم، وكانت قيادات الأحزاب ،تحاول أن تصنع حلولا لمشاكل الوطن ،ولكن اعضاء الاحزاب كانوا يقولون لنا شيئا مختلفا ،بل ومعاكسا لرؤية أحزابهم. ولذلك اعتقد ان مايحدث اليوم في البرلمان من اعلاء للجهوية والقبلية ،يؤكد أن الأحزاب هي المسار الوحيد لدينا للتحول من دولة القبائل، الي الدولة المدنية الحديثة، والتي تعلي مبدأ المواطنة. وذلك من خلال بناء قانون جيد للاحزاب، يحدد وظيفتها الاساسية ،وهو التنافس لتقديم سياسات تنموية، تتناسب والمرحلة، والقدرة واصلاح حال الصحة والتعليم وغيرها، وترك قضايا الدين بعيدا عن الجدل الحزبي ،وتثبيت المفاهيم الوطنية في العقل الجمعي للمجتمع. ذلك ما يجعل الاحزاب فاعلة، بدلا من استعمالها منابر للجدل غير المفيد لمجتمعنا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً