اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الذي يقوم الاثنين بزيارة تفقدية لمنطقة هجليج النفطية المتنازع عليها انه لن يتفاوض مع جنوب السودان وذلك على رغم النداءات الملحة من قبل الامم المتحدة والولايات المتحدة.
وصرح البشير “لا تفاوض مع هؤلاء” في اشارة الى حكومة جنوب السودان التي كان وصفها بـ”الحشرة” الاسبوع الماضي. واضاف بعد استعادة السيطرة على هجليج التي احتلتها قوات الجنوب طيلة عشرة ايام “هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الاخير وسنفهمهم بالقوة”.
ووصل البشير الذي ارتدى زيا عسكريا قبيل الظهر الى هجليج بعد ثلاثة ايام على اعلانه ان جيشه طرد قوات جنوب السودان منها. من جهتها، اعلنت جوبا انها قامت بانسحاب طوعي وتدريجي لقواتها من هجليج انتهى الاحد.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن الجمعة ان على “رئيسي السودان وجنوب السودان ان يتحليا بالشجاعة للعودة الى طاولة المفاوضات”.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا ايضا الى استئناف المحادثات التي بدات تحت رعاية الاتحاد الافريقي ومبعوثه ثابو مبيكي الا انها توقفت اثر هجوم جنوب السودان على هجليج.
في غضون ذلك قال سكان ومسؤولون عسكريون إن طائرات حربية سودانية شنت غارات جوية على جنوب السودان الاثنين مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص قرب بلدة بنتيو في الجنوب.
وقال مراسل لوكالة رويترز في الموقع خارج بلدة بنتيو المنتجة للنفط إنه رأى طائرة مقاتلة تسقط قنبلتين قرب جسر يربط بين بنتيو وبلدة روبكونا المجاورة.
وأضاف “أستطيع أن أرى أكشاكا في السوق تحترق في روبكونا وجثة طفل صغير تحترق”.
وقال ماك بول نائب رئيس مخابرات جيش جنوب السودان إن طائرتين سودانيتين من طراز (ميج- 29) أسقطتا أربع قنابل على المنطقة.
وأضاف “هذا تصعيد خطير وانتهاك لأراضي جنوب السودان. إنه استفزاز واضح”.
وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني “نحن نرفض الاتهام بقصف بنتيو. نحن لا علاقة لنا بما يدور في ولاية الوحدة بجنوب السودان. ولم نقصف أي منطقة في جنوب السودان”.
وما زالت الخلافات قائمة بين البلدين حول ترسيم الحدود المشتركة بينهما كما أوقفت نزاعات أخرى تقريبا كل إنتاج النفط الذي يمثل الركيزة الأساسية لاقتصاد كلا البلدين.
ونال جنوب السودان استقلاله في استفتاء نص عليه اتفاق للسلام عام 2005 أنهى حربا أهلية استمرت عشرات السنين بين الخرطوم والجنوب. وكان من الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب العوامل الدينية والعرقية والنزاع على النفط وأسفرت عن سقوط نحو مليوني قتيل.
وأذكى نزاع حول المبلغ الذي يتعين على الجنوب غير المطل على أي سواحل دفعه لتصدير النفط عبر السودان التوترات الأخيرة بين الجانبين.
اترك تعليقاً