أما وقد انجلى غبار معركة الرئاسة المصرية بفوز الدكتور محمد مرسي على منافسه الفريق احمد شفيق , فهنالك عدة أمور مستفادة , بعضها خاص بحركة الإخوان المسلمين , وبعضها خاص بمصر , وبعضها يخص الآمة كلها , ولن ادخل اليوم في الكتابة عن أماني العرب , أو أماني الشعب من المصري البطل في الرئيس الجديد . وإن شاء الله سأتطرق لها في مقالات أخرى.
سأكتب اليوم عن كيف يمكن لقانون بسيط وسهل التطبيق أن يمنع التزوير والتلاعب في إرادة الآمة.
خرج الكثير من المعلقين والمحللين والنخب , يمتدح قضاة مصر على أنهم منعوا التزوير , وخرج أكثر منهم يمتدحون اللجنة العليا للانتخابات على نزاهتها وحياديتها.
ولكن الحقيقة من يجب أن يمتدح هو مجلس الشعب المصري , فهو الذي منع أي محاولة لتزوير الانتخابات واللعب في نتائجها وتزوير إرادة الشعب.
فقانون الانتخابات والذي يقضي بأن تقوم كل لجنة فرعية بفرز الأصوات حال انتهاء أعمالها , ومنح كل مندوب للمرشحين صورة عن محضر الفرز , يسجل فيه الأصوات التي حصل عليها كل مرشح , وعدد الأصوات الصحيحة والباطلة مختومة وموقعة من القاضي ومندوب المرشحين , كان هو الحصن الحصين ضد التزوير الفج الذي يحدث في معظم الانتخابات في العالم العربي , وأرى أن على كل مجلس تشريعي عربي أن يصدر مثل هذه التشريعات , وهكذا ننزع أي إمكانية للتزوير ومصادرة صوت الشعب.
ومثل هذا القانون يكرس مفهوم هام عميق جدا وهام في ترسيخ النزاهة والشفافية والتي تعد أهم معلم من معالم الديمقراطية.
ما زال المواطن العربي لا يثق بنزاهة الانتخابات , لأن تاريخنا معها مخزي , بدءا من انتخابات الرئاسية التي تخرج بنتائج 99.99% إلى انتخابات الهيئات التشريعية التي تقفل فيها الصناديق وترحل وتفرز في مناطق أخرى , ويعلم الله ماذا حدث لها أثناء ترحيلها ونقلها . ف
دولنا العربية بحاجة لمثل هذا القانون لكي يثق المواطن العربي في ساسته وأنظمته الحاكمة.
الاستحقاقات الانتخابية القادمة في الوطن العربي كثيرة , ويجب أن يحصن المشرع العربي إرادة الشعب من التزييف ,نتائج الانتخابات من التزوير , وأرى أن مثل هذا القانون له الأثر الكبير في منع التزوير . دولنا العربية بحاجة لمثل هذا القانون لكي يثق المواطن العربي في ساسته وأنظمته الحاكمة.
ولدينا في الانتخابات الرئاسية المصرية خير دليل , فلقد ظهرت النتائج الغير رسمية موثقة في فجر اليوم التالي بمحاضر رسمية من كل اللجان الفرعية . ولهذا كان يصعب تزويرها , حتى وأن رغبت بعض الجهات التي لها سلطة أو قدرة على القيام بذلك .
ما حدث في مصر في أيام وليالي الانتخابات يذكرني كثير بما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية , عندما تخرج لنا نتائج كل ولاية , ونسبة المصوتين والنسبة التي حصل عليها كل مصوت , بالطبع هنالك فرق بين انتخابات الرئاسة الأمريكية , ولكن ليس هذا نقطة الخلاف , بل أتكلم عن ظهور كل لجنة فرعية بنتائجها فور فرزها .
كم أتمنى أن أجد المشرعين في انحاء العالم العربي يتبنون ويصدرون مثل هذا التشريع الانتخابي المطبق الآن في مصر الكنانة .و سيرفع عن القضاة عبئ الضغوط التي قد يتعرضون لها , ويرفع عن اللجان الانتخابية عبئ الاتهامات التي تصب عليهم , ويعيد الثقة بين أطياف المجتمع بنتائج الانتخابات.
وهذا اقرب تحقيق لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” أعقلها وتوكل”
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً