تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن هناك علاقة مباشرة تربط بين المناخ والصحة العقلية والنفسية للأفراد.
وأبلغ خبراء الصحة العقلية عن ارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها.
ووصفت المعالجة النفسية كارولين هيكمان القلق المناخي بوحش مختلف، في إشارة إلى حداثة اكتشاف تأثيرات تغير المناخ على الصحة العقلية للاشخاص، قائلة: لا نعرف بنسبة 100% كيفية التعامل معها.
وفي عام 2021، وجدت دراسة أجريت على 10 آلاف طفل وشاب في 10 دول، أن 59% كانوا قلقين للغاية بشأن تغير المناخ، وقال أكثر من 45% إن له تأثيرًا سلبيًا على حياتهم اليومية.
كما وجدت دراسة استقصائية لأخصائيي الصحة العقلية في المملكة المتحدة، أنهم ينظرون إلى “عدد أكبر بكثير” من المرضى الذين يصفون تغير المناخ كعامل في صحتهم العقلية أو ضائقتهم العاطفية، وهي زيادة توقعها المشاركون.
وقال معالجون لـ”بلومبرغ غرين” إن العلماء الذين يعملون في مجال تغير المناخ كانوا من بين المجموعات الأولى التي رأوا أنها تعاني من هذا النوع من القلق.
السؤال الأهم وفقا لهذه الدراسات والمؤشرات التي تربط بين المناخ والصحة العقلية هو، ما الذي يفعله المعالجون فعليًا في غرف العلاج الخاصة بهم؟.
النقطة الأولى هي أنهم لا يقومون بأي تشخيص، لأن القلق بشأن تغير المناخ ليس اضطرابًا.
ويقول باتريك كينيدي ويليامز، عالم النفس السريري المقيم في أكسفورد بالمملكة المتحدة: “إننا نعتبره استجابة مفهومة لخطر حقيقي وعقلاني”.
ويرى ويليامز أن العمل مع شخص يعاني من القلق الاجتماعي أو الرهاب يتعلق جزئيًا بـ”إعادة ضبط إحساسه بالمخاطر والتهديدات”، وإعادة تنظيم الخوف مع مستوى التهديد الفعلي، معتبرا أن هذا ليس هو الحال عادة مع تغير المناخ، لأن “التهديد حقيقي”.
ويقول الخبير النفسي إن الناس قد لا يقولون حتى إنهم يشعرون “بالقلق”، بل يستخدمون كلمات مثل الصدمة والحزن والاكتئاب.
ويتابع كينيدي ويليامز: “إن هذا لا يتناسب تمامًا مع طريقة تفكيرنا بشأن الصحة العقلية، ربما لأن أزمة المناخ وعلاقتنا بأزمة المناخ أكثر تعددا للأوجه من ذلك بكثير.
اترك تعليقاً