وزارة الداخلية البريطانية بدأت الشهر الماضي تسريع عملية نقل طالبي لجوء يبلغ عددهم 9500، من فنادق يقيمون بها إلى أماكن إقامة أخرى، لكن تقريراً نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية كشف أن خطة الحكومة تضمنت نقل اللاجئين إلى منازل “مزرية”، دون تقديم أي دعم مالي لهم.
ووصفت الصحيفة طالبي اللجوء بـ”المستضعفين”، ونشرت صوراً تُظهِر عيّنة من منازل رطبة يملؤها العفن، يُقال إنهم يُنقلون إليها.
وتقول جمعيات خيرية وطالبو لجوء، إن الأطفال والنساء الحوامل يُخطَرون قبل ساعات قليلة من “نقلهم” إلى “منازل قذرة ورطبة وعفنة”، ثم يُجبَرون على الانتظار أسابيع لبدء تلقّي مخصَّصاتهم الحكومية الأسبوعية.
وتصف جمعيات ومؤسسات خيرية عملية النقل بأنها “مخزية”، لافتة إلى أن الشركات التي تتعاقد معها الحكومة البريطانية لإدارة مساكن اللجوء، تنقل اللاجئين “من حالة مروّعة إلى أخرى”.
كما أن عملية النقل التي تجرى أحياناً لأكثر من مرة خلال أسابيع لا تتضمن إجراء اختبار كورونا للاجئين، بما يشير إلى مخاطر على صحتهم العامة.
وحتى الآن نُقِل نحو 2500 شخص من إجمالي 9500 إلى هذه المنازل.
وفي إحدى الحالات قالت عائلة كردية عاشت في فندق بلندن لمدة 5 أشهر للصحيفة، إنهم أُبلِغُوا الساعة 8 مساءً أنهم سيُنقلون صباح اليوم التالي، ونُقلوا إلى فندق في برمنغهام، وبعد أسبوعين نُقِلوا إلى “منزل بائس” في إبسويتش.
ويقول الأب إن ابنه البالغ من العمر 7 سنوات، شعر بحزن شديد لتركه المدرسة التي كان يرتادها في لندن فجأة، لكنهم فرحوا بالحصول على منزل.
ويضيف: “كنّا فرحين للحصول على منزل أخيراً، ولكن أُصِبنا باليأس عندما رأينا أننا ذاهبون إلى فندق آخر، وأصبحنا مستائين للغاية”.
ويصف المنزل الذي وصلوا في إبسويتش قائلًا: “أول شيء لاحظناه عندما دخلنا كان الرائحة الكريهة، كما لاحظنا أن جدران المطبخ طُليت لإخفاء العيوب، وكانت الجدران والخزائن متضعضعة، والمرحاض متسخاً جداً، والمدفأة معطلة”.
ويشير إلى أنه تحدث مع شركة “سيركو” حول هذه المشكلات، وهي واحدة من 3 شركات متعاقدة مع وزارة الداخلية لإدارة إقامة اللاجئين بالمملكة المتحدة، وبعد أسبوع جاء شخص لإصلاح بعض المشكلات في المنزل، لكنه قال إن الأمر سيستغرق 25 يوماً لإصلاحها، ولم يأتِ أحد للعمل منذ ذلك الحين.
وكانت أبرز شكاوى اللاجئين إلى الصحيفة البريطانية تلك المتعلقة بعمليات نقلهم من مكان إلى آخر في غضون فترات قصيرة ودون إخطارهم قبلها بوقت كافٍ، الأمر الذي أثّر سلباً في أنشطتهم الحياتية ودراستهم وحالتهم النفسية.
وأفادت مؤسسات خيرية بأن كثيراً منهم يُترك بلا نقود بسبب تأخير إعطاء البدل الأسبوعي، البالغ نحو 40 جنيهاً إسترلينياً للفرد (55 دولاراً أمريكياً)، بما يدفع كثيراً منهم إلى اللجوء إلى بنوك الطعام للتمكن من العيش.
اترك تعليقاً