(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم.
ويقول أحد الشعراء العصارى من أجدابيا المناضلة المرحوم / حسن الفاخرى رحمة الله عليه فى قصيدة بعنوان مفطوم عالعصر (لو متت ما ناكل إللى مو طيب …. الخالق غنى وإللى خلق ما إيسّيب) فلولا الذين إنحنوا وفقدوا الكرامة الليبية ومدوا أيديهم لقطر من أجل بضع عشرات أو مئات الآلاف من الدولارات كل حسب مهمته ومنصبه ، وضعت لهم فى جيوبهم كما قال أحد هؤلاء (وضعوا لكل واحد المبلغ فى جيبه دون أن يعلم !!!!) لما تطاولت علينا قطر وتدخّلت فى شؤوننا الداخلية ولا غيرها من الدول ، رحم الله عصارى ليبيا من الوطنيين والشرفاء أصحاب الأصالة والبيتية والثوابت الوطنية الذين أستشهدوا على الجبهات من أجل تحرير الوطن ليأتى آخرون من فاقدى الكرامة ليفسدوا عليهم إستشهادهم ويفسدوا على الليبيين الفرحة بالنصر والتحرير .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أقول …. عندما يتم الإفصاح عن أمور أو أحداث أو وقائع من قبل الساسة أو الزعماء أو المسؤولين سواءً كانوا زعماء مُنتخبين أو زعماء قفزوا على الكراسى فى غفلة من شعوبهم أو زعماء صدفة جاءت بهم الأقدار نظراً لأن الناس لم يجدوا غيرهم فى فترة حرجة تتطلب تواجد أى كان كواجهة شكلاً وليس موضوعاً على كرسى ولو كان بثلاثة أرجل ، حيث لم يتواجد فى الساحة سواهم وهذا قدر الشعب الليبى فقد كتبت موضوعاً أيام النظام السابق تحت عنوان (قدرنا فى هذا الوطن أن نُعلّى من شأن مفسدينا) وأننى أعتقد أن هذه المقالة نُشرت فى موقع الشفافية ليبيا وكذلك منتدى ليبيا للتنمية البشرية ومواقع أخرى ، فالأمر هنا يدعوا للإستغراب والتساؤل حيث أن محاولة إخفاء الحقائق وإنتهاج التكتم الإعلامى كان من الأساليب المٌمنهجة والمٌتبعة فى النظام السابق والحديث عن أى موضوع يشغل الرأى العام لا يُفصح عنه إلا كما يشاء الحاكم والمسؤول ويختار التوقيت المناسب لكى تكون الأمور مواتية أو اللعب فى الوقت الضائع ، فذلك أمراً مرفوضاً شرعاً وقانوناً ويُعتبر حلقة من حلقات الكذب على الناس لأن المسؤولين يظنون بتصرفهم أنهم يحسنون صنعاً بينما هم يٌخطئون فى حق شعوبهم وأصحاب الحق وحق أنفسهم أولاً وأخيراً وهم ما يعرفون بالأخسرين أعمالاً كما جاء فى كتاب الله تعالى.
منذ أيام نشرت موضوعاً فى موقع ليبيا المستقبل الموقر تحت عنوان (الساسة الجدد .. وبيوت الطاعة) حيث جاءت عبارة تضمنتها المقالة (كان هناك من يترددون على دولة صاحب السعادة أيام المعركة ليضخ لهم فى جيوبهم مئات الآلاف من العملة الصعبة !!) هذه العبارة لم تُعجب البعض وهناك من كذّبها واعتبرها تجنى على بعض المسؤولين فى المجلس وفى مؤسسات المجتمع المدنى وغيرهم ممن زاروا إحدى الدول العربية التى ساندتنا وساعدتنا خلال تحرير الوطن . ويبدو أن أولئك الأشخاص الذين يكتبون بأسماء مستعارة قد (فرغوا قبل الغناوة) كما يقول أهلنا فى البادية ولو أن الساسة الجدد كانوا ينقلون لنا الحقائق فى حينها لما حصل مثل هذا التكذيب والتطاول علينا بدون وجه حق.
فى حديث مع صحيفة 17 فبراير نًشر فى بعض المواقع اليوم بتاريخ 1/8/2012م مع المستشار عبدالجليل تحدث فيه بقوله (لم يذهب أي شخص ليبي إلى قطر إلا وقاموا بإعطائه مبلغاً من المال، منهم من سلمهُ للدولة ومنهم من أخذهُ لنفسه!..) وهنا على ما أعتقد أن السيد عبدالجليل يقصد كل من ذهب إلى قطر بمن فيهم المجلس الإنتقالى والحكومة وجميع المسؤولين ومؤسسات المجتمع المدنى والإعلاميين والفنانيين و . و . و . .. بمن فيهم (السيد عبدالجليل نفسه) وهنا من حقنا أن نعلم المبالغ التى ُصرفت لكل ليبى ذهب إلى قطر ولا أقصد الجرحى هنا ، وهل هى على شكل (رشاوى .. أو إكراميات .. أو صدقة … أو زكاة مال … أو شراء ذمم ) ؟؟!! وأن يعلن كل ليبى تمسّه هذه التهمة المؤقتة عن المبلغ الذى إستلمه من دولة قطر ومن تلقاء نفسه قبل فوات الأوان وزيراً كان أو مواطناً عادياً أو فناناً ويتطلب وبأقصى سرعة من الشعب الليبى ومجتمعه المدنى أن يطالبوا بتشكل لجنة متابعة للكشف على جوازات السفر للتأكد من كل من تحصّل على تأشيرة لقطر ووضعهم فى قائمة كمرجعية إحتماعية ربما ستحتاجها الدولة الجديدة لأمر كان ، لأننا لا نضمن المستقبل ومن يبيع نفسه ببضع دولارات يمكن أن يبيع بلده !!! فقد ذكر عبدالجليل أن قيمة ما ساندتنا به قطر فى حدود مليارى دولار وهو مبلغ (ألفى مليون دولار) فأين ذهبت ؟!!.
اليوم يا سيادة المستشار ونحن فى شهر رمضان الكريم يُطلب منك الشفافية والمصداقية وقول الحق أمام الله تعالى ولا تنسى أن المثل الشعبى الذى يقول (المغبيه تكسر المحراث) وأنت سيد العارفين والكشف عن قائمة أعضاء المجلس والحكومة الذين إستلموا (إكراميات من دولة قطر) ولا أقول رشاوى والعياذ بالله . علماً بأنك قريباً ستكون خارج دائرة المسؤولية لتُجهز نفسك للمحاسبة إذا أقيمت الدولة الليبية وسوف لن ننتظر ولن نحتاج إليك فى تطهير القضاء الليبى ولو كنت قادراً على ذلك فقد أُتيحت لك فرصة أربع سنوات وأنت وزيراً للعدل لا حس ولا خبر (ترتع وسكوت كما يقول المثل ) قبل ثورة فبراير ولم تكن طرفاً فى محاربة الفساد الذى إستشرى بسبب نظام القذافى الذى كنت وزيراً للعدل فيه !!! لقد كنا نكتب ضد الفساد ونكشفه أمام الكل وأنت تعلم ذلك جيداً وتعرفنا بالإسم وتعلم جيداً ما هى عقوبة من يرفع قلمه فى وجه الفساد فى تلك الفترة . قبل ثورة فبراير وعلى أى حال شكر الله سعيكم وبارك الله فيكم … وسلامات يا ليبيا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً