الإعداد والإستعداد للتكنولوجيا في المستقبل من الأمور الأساسية في الوقت الحاضر وبدون ذلك سيكون من الصعب التأقلم والتعامل والإستعمال والإستفادة ومعالجة أي عقبات ومشاكل قد تعترض مستقبلا، سيكون هناك فئات من البشر يعملون في المستقبل منهم من بدأ أو يعمل حاليا ومنهم من هو سيدخل العمل قريبا ومنهم من هو على مقاعد الدراسة ومنهم من لم يلتحق بالمدرسة وأخرهم من لم يولد بعد.
سيتطلب العمل مجموعة من المهارات بعضها لا يوجد في الوقت الحاضر وهذه تتأتى بفعل التغيرات في التكنولوجيا، فكيفية الحصول على قوة العمل والإستعداد لرؤية ما سيأتي فقد يكون ذلك أحد أكبر التحديات بأن يتم الإستعداد للتكيف مع المستقبل، ويعلم جل من لهم علاقة بالتكنولوجيا أن أي شيء يمكن أن يكون آليا سيكون آليا.
من المهم أنه هناك مجموعة من المهارات الضرورية للمستقبل والتي تحتاج لتنمينها ومعرفة الأفراد الذين سيكونون مالكين لها إذ بدونها ستكون هناك عقبات ومشاكل، ومن بين تلك المهارات الآتي:
- التفكير النقدي وحل المشاكل.
- القدرة على التعاون عبر الشبكات سواء الإلكترونية الرقمية أو الإجتماعية والقيادة بالتأثير في الأخرين.
- خفة الحركة والتكيف بالظروف والمحيط.
- القدرة على المبادرة وريادة الأعمال.
- القدرة على التواصل الفعال سواء الشفوي اوالمكتوب.
- الوصول إلى البيانات والمعلومات من مصادرها وتحليلها وفقا لمتطلبات العمل بها.
- الفضول والخيال.
لذلك من المهم معرفة الإجابة على الأسئلة التالية وفقا لكل جهة تنظر للمستقبل وتعد له:
- ما هي أهم المهارات اللازمة لنجاح الموارد البشرية مستقبلا؟
- أي من هذه المهارات يمكن تدريسها بشكل فعال عبر المدرسة أو الجامعة أو عبر الإنترنت وخاصة تلك التي توجه ذاتيا وغيرها من الطرق غير التقليدية؟
- ما هي المهارات التي سيكون من الصعب تدريسها على نطاق واسع؟
- كيف يمكن التغلب على مصاعب تعليم المهارات غير المادية والقدرات والصفات مثل الذكاء العاطفي والفضول والإبداع والقدرة على التكيف والتفكير النقدي؟
تقوم الجهات المتخصصة في الإعداد والإستعداد للمستقبل بالعمل من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تعمل معا لتحقيق نتائج فعالة، والتي قسمتها إلى أنشطة تسمح بتطوير أنشطة وبرامج جديدة في الأجلين القصير والمتوسط، فضلا عن أنشطة أخرى لن تكتمل إلا في المستقبل القريب، ومن بين ما يتم التخطيط والتحضير له للمستقبل على المدى الطويل ما يتعلق بمجموعة من المفاهيم المتقدمة لدراسة التكنولوجيات والأفكار ذات الأهمية الإستراتيجية في التخطيط الطويل، ومن بين الموضوعات التي يتم التحقيق فيها من قبل تلك الجهات المواد المتقدمة والذكاء الإصطناعي والهندسة الحيوية وعلم الأحياء الحيوية والعلوم الحسابية وعلوم نظام الأرض وأنظمة الطاقة والفيزياء الأساسية والمعلوماتية.
من بين ما يمكن القيام به من إمكانيات للإستعداد لمستقبل التكنولوجيا للأجيال القادمة الاتي:
أولا: سوف تحتاج المدارس إلى تعليم الصفات التي لا يمكن للآلات تكرارها بسهولة، مثل الإبداع والتفكير النقدي والذكاء العاطفي والقدرة على التكيف والتعاون، مع ملاحظة ان المشكلة في ذلك أن هذه ليست بالضرورة سهلة للتدريس، فالعديد من المهارات التي سيتم الإحتياج إليها هي أشبه بخصائص الشخصية، مثل الفضول أو المهارات الإجتماعية التي تأتي من خلال التنشئة والتي من بينها ما ذكر سابقا.
ثانيا: من المعلوم إن تغيير وإعادة هيكلة التعليم وإصلاحه بسرعة كافية لتجاوز الآلات في العقد القادم سيستغرق الكثير من الوقت والمال والإرادة السياسية، مع المعرفة بأن الأتمتة تتحرك بسرعة كبيرة جدا.
ثالثا: سيظل التعليم العالي أكثر قيمة من أي وقت مضى، وتبين البحوث إن الوظائف التي لا تزال آمنة نسبيا من التشغيل الآلي تتطلب التعليم العالي، فضلا عن المهارات الشخصية التي تعززها، فتواجد الطلبة معا تحفز التعاطف الحقيقي والذكاء الإجتماعي العاطفي، والحصول على أفضل النتائج، ومع ذلك فالتعليم العالي لا يكفي ويتوقع الكثير ممن لهم علاقة بتزايد التركيز على الشهادات أو الخبرات المكتسبة من الدورات أو ورش العمل عبر الإنترنت، وخاصة لخريجي الجامعات، وبالتالي سيكون لأعضاء هيئة التدريس في التعليم العالي التدريس على الإنترنت ووجود مساعدين لتقديم الدعم للطلاب.
رابعا: ستكون التكنولوجيا أكبر عامل مساعد على إعداد الطلاب للدراسة الجامعية والوظيفة، فمستقبلا ستدخل التكنولوجيا الكثير من حياة البشر فلقد تصبح من الضروريات في الأنشطة اليومية، فضلا عن انها واحدة من أعظم القوى الدافعة للتغيير، فالعديد من الأجهزة الرقمية التي نستخدمها حاليا لم تكن موجودة حتى قبل عشر سنوات ومن الواضح أهمية أن تكون الدراسة والتدريب بالجامعة يكون في مجالات المهارات والمهن لمستقبل الطلاب فهي من المعم ان تكون تتغير لمواكبة وتيرة التكنولوجيا، وبالتالي يطلب من الطلاب أن يعرفوا مهارات مختلفة بحلول الوقت مقارنة بما تخرجوا فيه من المدرسة الثانوية وكذلك مقارنة بسنوات أخرى مضت، ويظل السؤال، كيف يمكن إعداد الطلاب بشكل كاف للمستقبل؟.
خامسا: تكنولوجيا التعليم ضرورية لزيادة توقعات المستقبل من الطلاب. ومن المتوقع أن يكون جيل الغد من الطلاب متعلمين رقميا من أجل تحقيق النمو في قوة عاملة تستخدم فيها التكنولوجيا الرقمية في كثير من الأحيان. والسؤال الأكثر إلحاحا بالنسبة للعديد من المربين هو كيف تؤثر تكنولوجيا التعليم على التعليم وتحسن إستعداد الطلاب للكلية والقوى العاملة، وبالتالي فتحسين مخرجات التعلم ومعدالات التخرج من المدارس الثانوية مهمة من حيث الجاهزية الكلية والمهنية، ولكن كيف تحسن التكنولوجيا التعليمية هذه النتائج؟
اليوم بالدول المتقدمة تكنولوجيا التعليم تسمح للطلاب معرفة أكثر من أي وقت مضى. يمكنهم إستخدام الألعاب التعليمية لتعلم كيفية القراءة، وإستخدام التكنولوجيا للبحث، والتعليم عن بعد بشكل كامل وأكثر من ذلك.
سادسا: حذو ما تبين من تركيز بالدول المتقدمة على الجاهزية الكلية والمهنية وأهمية التعلم المبكر وقد تظهر فجوات التعلم في معظم الأحيان في مرحلة الطفولة المبكرة، فبعض الطلاب يبدأون المدرسة الابتدائية ويعانون مشاكل في تعلم القراءة ومهارات الرياضيات، الأمر الذي يؤدي إلى مسألة كيفية إغلاق هذه الفجوة في التعلم فإن تحديد ثغرات التعلم أمر مهم لإن التعلم المبكر يسهل التعلم في وقت لاحق وخاصة التعلم التراكمي، فإن الطالب الذي لديه مشاكل مع التعلم في وقت مبكر من المرجح أن تكون لديه مشاكل في وقت لاحق، وسوف يواجه مشكلة إعداده للكلية أو القوى العاملة، ويلاحظ صعوبة تعلم ذلك النوع من الطلاب على مفاهيم التعلم في المدارس المتوسطة والثانوية، وبالتالي تساعد تكنولوجيا التعليم على سد ثغرات التعلم هذه بعدة طرق مختلفة، مع أو همية صعوبة التنبؤ بالنتائج التعليمية، ومع ذلك فتكنولوجيا التعليم والبيانات المقابلة لها يمكن أن تساعد على فهم كيفية إعداد الطلاب للمستقبل بعدة طرق، مما يتيح إستخدام البيانات لتحديد الطلاب الذين يحتاجون إلى تدخلات في مواضيع معينة ويكتسي هذا أهمية خاصة لأن البيانات تسمح بتحليل المعلومات وإبلاغها بسهولة إلى المعلمين وأولياء الأمور والأطراف الأخرى المعنية بسرعة وما يمكن إتخاذه من خطوات لتصحيح هذه القضايا، والحفاظ على الطلاب ضمن الإطار الزمني التعليمي طوال كل خطوة في عملية الطالب للتعلم والتعليمية، وبذلك تكون التكنولوجيا تسمح بالكشف عن علامات الطلاب على تعلم الثغرات بطرق لم تكن ممكنة في السابق.
مما سبق لما تمت دراسته بالفعل بكيفية المساعدة على تحديد الثغرات في التعلم، ولكن مع تحديد ثغرات التعلم ومعالجتها، فأيضا تساعد البيانات أيضا المربين على تحديد ما إذا كان الطالب يستجيب للتدخل وتقدمه فيساعد المنهج الرقمي وبياناته على تحديد مقدار الوقت الذي يتم إنفاقه على الواجبات المنزلية، وماهي أنواع الأسئلة التي يعاني منها الطلاب، ومدى تكرار قراءة الطالب لكتاب رقمي ويمكن أن تكون هذه عوامل تنبؤية لنجاح لاحق.
سابعا: بمعرفة بدقة في كيفية تحديد تكنولوجيا التعليم ومعالجة الثغرات في التعلم، يأتي الدور للنظر في كيفية إعداد الطلاب لسوق العمل إبتداء من محو الأمية الرقمية فتحديد معرفة القراءة والكتابة الرقمية بإعتبارها القدرة على إستخدام التكنولوجيا الرقمية وأداء المهام بفعالية في بيئة رقمية، ويشمل أيضا تعلم كيفية إستخدام مجموعة واسعة من الأدوات التكنولوجية المتاحة لهم فتلك الأدوات تتزايد عاما بعد عام.
ثامنا: التعريف والتثقيف للجميع بما سيكون من دور للآلات والأجهزة من القيام بأعمال لتحل محل أنواع من البشر، وبالتالي تثقف الناس من أجل عالم آلي فهم لا يزالون بحاجة إلى تعلم المهارات التي لا تستطيع الآلات والأجهزة القيام بها، ويظل أهم شيء يمكنهم تعلمه هو كيفية التعلم، فيتعلم الناس كيفية التعامل مع الأشياء الجديدة وطرح الأسئلة وإيجاد الأجوبة والتعامل مع المواقف الجديدة، فكل هذا مطلوب للتكيف مع التغيرات الجارية في الحياة العملية، وسيتم تعلم المهارات الخاصة لوظيفة معينة في العمل.
تاسعا: أهمية الإعداد لما يمكن مواجهته من متوقع حيال إن أرباب العمل سيعطون قيمة أكبر للتعلم أثناء العمل، مثل التدريب المهني أو التدريب عند الطلب في أماكن العمل. وأصبحت حقائب العمل أكثر أهمية من السيرة الذاتية.
عاشرا: من المتوقع أنه في السنوات القادمة سيكون هناك إعتقاد بظهور برامج تعليمية وتدريبية جديدة قادرة على تدريب أعداد كبيرة من العمال بنجاح في المهارات التي يحتاجونها لأداء وظائف المستقبل ومن ذلك:
- سوف تنشأ أنظمة إعتماد جديدة مع توسيع التعلم الموجه ذاتيا.
- سوف يتطور النظام البيئي للتدريب، مع مزيج من الإبتكار في جميع أشكال التعليم والتدريب.
- المزيد من أنظمة التعلم سوف تكون عبر الإنترنت وبعضها سيكون ذاتيا وبعضها يعرضه أو يطلبه أرباب العمل والبعض الآخر سيكون هجين على الإنترنت والطبقات في الواقع الحقيقي، وبالتالي يتوقع من العمال أن يتعلموا بإستمرار.
- ستكون هناك دورات على الإنترنت سوف توفر دفعة كبيرة من التقدم في الواقع المعزز والواقع الإفتراضي والذكاء الإصطناعي.
- سيكون واجب على المتعلمين تنمية مهارات المستقبل وقدراتهم وخصائصهم.
اترك تعليقاً