المشكلة عميقة جدا في مجتمعاتنا لأن الإسلاميين اهتموا بمحاولات التغيير من خلال البحث عن السلطة وتكوين الأحزاب السياسية وتعمق اهتمامهم بالصرعات مع تيارات ثقافية وبذلوا معها الجهد والوقت وهي أصلا لا تمثل المجتمعات وليست ذات تأثير وللاسف تم إهمال الجانب الدعوي المتين الذي يبني القواعد المجتمعية وعوام الناس وتعميق العقيدة في نفوس الناس وإعداد البرامج التربوية المناسبة لأن إصلاح السلطة لن يكون باستلامها ولكن بإصلاح مكوناتها وإصلاح الناس ورفع مستواهم المعرفي والثقافي فسيمر من خلاله أناس صالحين مصلحين إلى السلطة.
والتجارب لدينا متعددة ففشل عمر البشير كان كارثيا على الحركات الإسلامية حتى أنه أصبح عارا وكذلك العثماني اليوم بالمغرب ليس فقط من المطبعين مع الصهاينة بل من المبررين له ولتاريخ من العمالة والخيانة للأمة من حكامه الذين ورثوا الخيانة من اسلافهم وكذلك تنازلات النهضة الكارثية في الأصول وليس في الفروع.
ولذلك فإن الانهماك في البرنامج الدعوي بوسائله المختلفة هو الحل مرحليا وتعليم الناس الدين كما هو والابتعاد عن تحويل الدين إلى فكر ندافع عنه بل ونتطرف له وبالتالي سنتجاوز الدين الذي أصله الرحمة واللين والتسامح بل وإعطاء المبررات لأعداء الدين لرفض الدين بحجة عدم قبولهم للفكر الذي قد يقبل النقد أحيانا.
ولقد كانت الدعوة السنوسية مثالا صالحا للتعلم منه في إصلاح الناس والجميع يعلم مكونات المجتمع الذي وجدته الدعوة السنوسية أمامها ونجحت في إصلاحه وإعادته لصحيح الدين بل وكونت منه حركة مقاومة للاستعمار يشهد العالم كله اليوم لأحد أقطابها وهو الشهيد بإذن الله عمر المختار والذي كان سنوسيا قحا.
طبعا أنا اتحدث عن فكرة يمكن تغيير وسائلها وليس دعوة للسنوسية ولكنها مثال يجب أن نتعلم منه.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً