القاهرة – اعلنت هيئة المحكمة التي تحاكم المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبيه بتهمة قتل متظاهرين معارضين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي “تنحيها” الاربعاء عن نظر القضية ذلك للمرة الثانية منذ بدء المحاكمة، ما يعيد المحكمة الى نقطة البداية مجددا.
وقال قاضي المحكمة مصطفى سلامة “طلبنا من هيئة الدفاع ان تحاول تهدئة المتهمين لكن تعذر هذا وعليه فان هيئة المحكمة قررت التنحي عن نظر القضية”، ذلك بعدما هتف قياديو الاخوان المسلمين في قفص الاتهام طوال الجلسة ضد السلطات الجديدة التي عينتها الجيش.
ويحاكم في هذه القضية 32 متهما اخر من بينهم قيادات في جماعة الاخوان. وجرت المحاكمة في معهد امناء الشرطة المتاخم لسجن طرة جنوب القاهرة حيث يقضي المتهمون فترة الحبس الاحتياطي.
واتخذت السلطات الامنية اجراءات امنية مشددة حول قاعة المحكمة التي انتشر رجال امن حولها وداخلها.
وظهر المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي والقيادي الاخر في الجماعة محمد البلتاجي في قفص الاتهام بملابس الحبس الاحتياطي البيضاء برفقة نحو 10 متهمين اخرين.
وسادت حالة من الفوضى قفص الاتهام فيما طغى ضجيج الهتاف على كل صوت داخل القاعة.
ومن داخل القفص قال بديع فيما بدا وكأنه خطاب موجه لانصاره “المصريون ذاقوا الحرية بعد الثورة (ضد مبارك) ومنذ انتخاب محمد مرسي ولن يتنازلوا ابدا عن الحرية”.
وطوال الجلسة، هتف المتهمون “يسقط يسقط حكم العسكر” و”حسبي الله ونعم الوكيل” ما اضطر القاضي الى تعليق الجلسة قبل ان يستأنفها ويعلن تنحيه.
وهتف المتهمون “السيسي خائن.. السيسي خائن” في اشارة للفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش الذي قاد عملية عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيل الرئيس الاسلامي.
وقال مصدر قضائي ان “هيئة المحكمة تنحت لعدم التزام قيادات الإخوان وذويهم بالنظام في جلسة المحكمة والهتاف ضد ممثل النيابة أكثر من مرة خلال تلاوته أمر الإحالة”.
وكان قضاة سابقون تنحوا في القضية نفسها لاستشعارهم الحرج في 29 تشرين الاول/اكتوبر.
وبتنحي هيئة المحكمة يعود ملف القضية مجددا لمحكمة الاستئناف لتحديد دائرة وموعد جديد للمحاكمة.
ويواجه المرشد العام للإخوان وباقي المتهمين تهمة التحريض على القتل في قضية قتل ثمانية متظاهرين سلميين مع سبق الاصرار في اشتباكات بين انصار ومعارضي مرسي امام مقر مكتب ارشاد الجماعة في الثلاثين من حزيران/يونيو.
وتصل عقوبة هذا الاتهام الى الاعدام.
والاثنين، بدأت محاكمة بديع و14 من قيادات الجماعة في قضية اخرى وهي قضية البحر الاعظم قبل ان يعلن تأجيلها الى 11 شباط/فبراير 2014.
ويواجه بديع وقيادات الاخوان في تلك القضية تهمة التحريض على احداث عنف واشتباكات وقعت في منتصف تموز/يوليو في منطقة البحر الاعظم في محافظة الجيزة (جنوب القاهرة) بين انصار جماعة الاخوان من جهة والامن والاهالي من جهة اخرى اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل.
والاحد، قررت النيابة العامة احالة بديع و47 من المنتمين لجماعة الاخوان الى التحقيق في احداث عنف وقعت في مدينة قليوب في محافظة القليوبية وسقط خلالها قتيلان في تموز/يوليو .
ولم يحدد بعد موعد الجلسة الاولى لتلك المحاكمة.
وفي الثالث من تموز/يوليو الفائت، عزل الجيش المصري الرئيس الاسلامي محمد مرسي المنتمي للاخوان اثر تظاهرات حاشدة شارك فيها الملايين في 30 حزيران/يونيو للمطالبة برحيله.
ويحاكم مرسي نفسه بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين امام قصر الرئاسة ابان توليه السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2012.
وبدأت محاكمة مرسي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني وستستأنف في الثامن من كانون الثاني/يناير 2014.
وتقوم السلطات المصرية بحملة امنية ضد انصار مرسي خاصة بعد فض اعتصامات الاسلاميين بالقوة في 14 اب/اغسطس الفائت في عملية خلفت مئات القتلى.
ومنذ ذلك الحين، قتل نحو 1000 شخص معظمهم من الاسلاميين واعتقل نحو 2000 على راسهم قيادات الصف الاول في جماعة الاخوان.
وفي ايلول/ سبتمبر الفائت، قرر القضاء المصري حظر نشاط الجماعة وكل المؤسسات المنبثقة عنها والتحفظ على كل اموالها ومقراتها في تطور جديد ينبئ بإنهاء الوجود العلني المشروع للاخوان على الساحة السياسية.
اترك تعليقاً