عند المقارنة بين موقف الطيارين الذين أرسلهم القذافي من طرابلس لقصف بنغازي في 2011 لكنهم ألقوا ذخائرهم في البحر وهبطوا في مالطا رافضين قتل أشقائهم في برقة، وبين ما يحدث اليوم حيث يقوم طيارون من الشرق بقصف أشقائهم في الغرب والجنوب ولم يكتفوا بذالك بل خرجوا في الإعلام يتبجحون بقتل أشقائهم على غرار ما قام به الطيار اللواء عامر الجقم الذي افتخر بقتل 30 “جيفة “من أشقائه حسب وصفه علما بأنه مطلوب للعدالة بسبب جرائمه المرتكبة في مرزق وقبلها في بنغازي ودرنة والذي اعترف بها جميعا.
علينا أن ننتظر العدالة لتقول كلمتها فيه قبل الحديث عن أخلاق الحرب.
لقد تحدت بعض من ينسبون أنفسهم للنخب المتفقة يوم أمس عن الحرب والأخلاق فالحرب ليست مكانا مناسبا للحديث عن الأخلاق فهي بعيدة عنه خاصة إن كانت لأجل مصالح مادية أو ليصل مستبد وطاغية للسلطة ومن أراد أن يتحدث عن الأخلاق ليكن أولا صاحب أخلاق ومحايدا لصالح الحق والحقيقة حتى يكون منصفا.
ولا شك أن مجريات الأحداث السياسية وهذه الحرب العبثية المستمرة سوف لن تعطينا دروسا في الأخلاق فهي تعمق مفاهيم الكراهية والعنصرية وتنقطع معها حبال الأخوة والتسامح فكل يوم نودع فيه شبابنا إلى المقابر وكل يوم يزداد فيه البعد بين أبناء الوطن بسبب حرب أشعلتها الاستخبارات الدولية وسخرت لها العملاء المحليين لجعل هذا الوطن مستباحا لكل من هب ودب.
هذه الحرب الملعونة مستمرة وبها محطات مؤسفة وآثارها سيئة فبالأمس أُسقِطت طائرة من طائرات عملية ما يسمى بالكرامة والحادثة لها أهميتها فقد أُسقِطت عدة طائرات ومرت مرور الكرام ولكن حادثة الأمس لها خصوصيتها حيث تم أسر قائدها وقد تصرف بعض الشباب والذين كانت تستهدفهم تلك الطائرة بقنابلها بانفعال وارتكبوا حماقات لا أحد يقرها بل البعض منهم قد استنكرها ولكن وللتاريخ قائد هذه الطائرة بالذات له تاريخ ليس أبيضا بالتأكيد فهو وباعترافه من قتل أطفال قنفودة والذين استنجدوا العالم أن يفتح لهم ممرا آمنا ولكن العالم اكتفي بالوقوف متفرجا.
وهو من قاد هدم مدينة بنغازي ومبانيها في وسطها ولم يكن بها مقاتلين ولكن لنزعة عنصرية ضد أهل بنغازي هدمت تلك المنازل وصار بقدرة قادر كل أهل بنغازي دواعش وغيرهم ملائكة.
لكن المعركة الأهم بالأمس اشتعلت في شبكات التواصل الاجتماعي حيث ندد الجميع بصور قائد الطائرة وتصرفات الشباب المحيطين به ونحن نندد بأي معاملة سيئة لأسير ولكن السؤال الأهم هل عامر الجقم أسير أم أنه مجرم حرب؟.
وتجاوزا لهذا السؤال تظل الحرب مكان لممارسة الأعمال غير الأخلاقية فهل قتل أطفال قنفودة عملا أخلاقيا؟، وهل نبش قبور الموتى عمل أخلاقيا؟، وهل طيران السيد الجقم فوق الزاوية ومرزق ومصراته وطرابلس يقتل أبناء الوطن وأطفاله عمل أخلاقيا؟، وهل مئات الجثث عند شارع الزيت عملا أخلاقيا؟ وهل خطف امرأة عضو في مجلس النواب ومرجحا قتلها عمل أخلاقيا؟، وهل الرعب والنهب الذي يحل أينما حللتم عمل أخلاقيا؟.
أقول لكم إن العمل الأخلاقي الوحيد قام به ضباط سلاح الجو في طرابلس والذين أمرهم القذافي بقصف بنغازي فرفضوا ليسجلوا في تاريخ الأخلاق درسا ربما لم ولن يتعلمه أمثال سعادة اللواء الذي تلوثت يداه بدماء أطفال قنفودة وتلوث عقله بعنصرية نتنه.
وبالرغم من كل ذلك ندعو الله أن يحقن دمائنا وأن يجمعنا في وطن يملأ أرجائه السلامة والحب كما نأمل من الجميع التزام الحكمة فالتاريخ لن يرحم أحد وليكن صوت العدالة عاليا ينصف الجميع.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ارخي عليك موسيقة الخبثاء متع الشرق والغرب …. دورلك علي لعبة اخري تنفع بيك و بجماعتك
السيد المحترم سالم المعداني بارك الله فيك على هذا المقال وللأسف الكثير من عديمي الضمير والأحساس والوطنية والشرف لا يقيموا كلامات هذا المقال بأي أهمية وقيمة ، والمثل الشعبي يقول ( كلام الحق وجاع ) لك مني فائق الأحترام والتقدير . { حكم الله على هذا المجرم القاتل} لنصر دين الله .
يا سلام ايها الكاتب الهمام لم تتمكن من الخروج من ربقة القبلية، وجيرت كل شئ للدفاع عنها.. بحق من خلقك لما لم تسلم الميلشيات سلاحها لما يقرب من عشر سنوات رغم تعدد الحكومات واختلاف الظروف..؟ هل كتب على الليبيين أن يعيشوا تحت عبث “المفرخ ” إلى مالانهاية..؟ لو كنت طيارا لما ترددت في إلقاء اشد القنابل فتكا على هذه الفئة الضالة من البشر الذي سرقوا فبراير ودمروها من الداخل كما لم يدمرها جنود القذافي وحطموا كل أحلام الليبيين في دولة مدنية ديمقراطية.. تريد أن تدافع عن ميلشيات مدينتك فسقت هذه المقارنة الساذجة وتريد من القرّاء أن يقبلوها.. أقبلها أنت إلى حين، ثم ابحث لك عن مأوى تختفي فيه مثلما بحث صياع بنغازي ودرنة عن ذلك المأوى ولم يجدوه..