العلاقات الإنسانية تتداخل ولا تتنافس , فكل إنسان له علاقاته كثيرة , تبدأ من الأسرة ثم العائلة ثم القبيلة ثم الوطن ثم القوم هذا من جهة ,
ومن جهة أخرى نجد علاقات كالوظيفة والعمل , وزملاء في العمل وفي المدرسة والجامعة , وهي علاقات تعتمد على العمل الذي يقوم به الإنسان , ويمكن تأطيرها في في الكثير من الأطر كاتحادات الطلبة ونقابات العمال وغيرها.
ومن جهة نجد علاقات الدين , والمذهب , فهذا مسلم وذاك مسيحي. وهذا سني وذاك شيعي . وحتى داخل المذهب الواحد توجد اختلافات , صوفي أو سلفي أو غيرها يجب أن تتداخل هذه العلاقات ولا تتنافس وتتقاتل , فلا يجوز أن يتقاتل أبناء الوطن الواحد بسبب اختلافات في الأطر . يكون بينهم الدعوة والتناصح ,
فمن غير الطبيعي أن يتنافس الإنسان مع نفسه , فهو يحمل هذا التداخل في العلاقات , وهذا الرسم يبين بعض أنواع التداخل , يمكنك استبدال أي محور من المحاور , ولكن لا يمكن أن نجعلها تتنافس , ولا يمكن إلغاء أحدها ,
وهذا أظنه الفهم الطبيعي للعلاقات الإنسانية , فعمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض للمسن اليهودي من بيت مال المسلمين , فلم يرفضه لاختلاف الديانة , بل أعطاه حق المواطنة كاملة. وأصحاب رسول الله فيهم العربي والفارسي والحبشي والرومي , ولم يفرق بينهم فكلهم مواطنون في الدولة.
إذن لا يصح أن نميز بين المواطنين بسبب العرق أو الدين , فالعلاقات تتكامل بيننا ولا تتفاضل أو تتنافس . والحساب النهائي من دينه الحق ومن رأيه الحق , فهو في يوم الحساب , لقوله تعالى (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )
أن ما يجري على الساحة العربية من تخوين وحرب إعلامية بين أبناء الوطن الواحد , يجب أن يتوقف , لأن هذه الحرب تصب في مصلحة من لا يحب الخير للوطن,
وأكثر هذا التنافس حماقة هو ما يبنى على فرق بين المدن أو القبائل , والأحمق منه من يحاول طرد بعض أبناء الوطن من المشهد بسبب اختلاف الرؤى , أو اختلاف الفكر.
هذا هو رأيي, واحترم كل الآراء,
صالح بن عبدالله السليمان
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً