اختراق ثوري بعلاج السرطان.. تقنية جديدة تضاعف فاعلية الأدوية عشرات المرات

في تقدم قد يُحدث تحولاً جذرياً في علاج السرطان، توصل باحثون من جامعات أميركية إلى “طريقة جديدة لزيادة فاعلية أدوية السرطان بنسبة تصل إلى 23 ضعفاً، عبر تقنية تُسهّل دخول الأدوية كبيرة الحجم إلى داخل الخلايا السرطانية”.

الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell الرائدة، “ركزت على أدوية من نوع PROTACs، وهي فئة من العلاجات الذكية المصممة لتدمير البروتينات المسؤولة عن نمو السرطان، وليس فقط تثبيطها”.

المشكلة التي واجهها العلماء؟

بحسب الدراسة، “هذه الأدوية فعّالة، لكنها كبيرة الحجم، مما يعيق دخولها إلى الخلايا. وللتغلب على ذلك، ابتكر العلماء تقنية أسموها “الكيمياء الدوائية الالتقامية”، تُمكّن الدواء من الالتصاق ببروتين معين على سطح الخلايا يُدعى CD36، وهو ما يسمح بامتصاصه بكفاءة أعلى بـ 7 إلى 23 مرة”.

بحسب الدراسة “تستخدم التقنية الجديدة عملية حيوية طبيعية تُسمى “الالتقام الخلوي”، تقوم من خلالها الخلايا بـ”ابتلاع” الجزيئات، وبالاستفادة من هذه الآلية، يتمكن الدواء من الدخول إلى الخلية ومهاجمة البروتينات السرطانية”، وتُعد هذه الطريقة بديلاً ثورياً للطرق التقليدية التي تعتمد على تسرب الجزيئات الصغيرة عبر جدران الخلايا”.

وفق الدراسة، “في التجارب التي أُجريت على الفئران، أظهرت الأدوية المعدّلة فاعلية كبيرة في تدمير الخلايا السرطانية، دون تسجيل آثار جانبية تُذكر، ما يعزز آمال تطوير علاجات أقوى وأكثر دقة في المستقبل”.

بحسب الدراسة، “لا يقتصر تأثير الأدوية الجديدة على إيقاف البروتينات الضارة، بل تعمل على تفكيكها بالكامل باستخدام نظام داخلي في الخلايا يُعرف بـ”اليوبيكويتين-بروتيازوم”، والذي يعمل بمثابة نظام إعادة تدوير بيولوجي للتخلص من البروتينات غير المرغوب فيها”.

وفق الدراسة، “رغم النجاح المبهر في المختبرات وعلى الحيوانات، يقول العلماء إن الأمر ما زال في مراحله المبكرة، وقد يستغرق من 5 إلى 10 سنوات قبل أن تصبح هذه الأدوية متاحة للاستخدام البشري بعد اجتياز التجارب السريرية”.

ويؤكد الباحثون أن “هذا الإنجاز لا يمثل مجرد تحسين تقني، بل بداية حقبة جديدة في تصميم الأدوية، قد تغيّر قواعد اللعبة في علاج أمراض مثل السرطان والأمراض العصبية المستعصية”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً