ربطت الدراسات الوبائية على الإنسان بارتفاع نسبة تناول الدهون والبدانة مع زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس (المعثكلة)، ولفهم آلية هذا الأمر قام الدكتور غويدو إيبل وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا باختبار تلك النظريّة، فأطعموا عدداً من الفئران – التي حفّزوا فيها طفرة وراثية مشابهة لطفرةٍ شائعة الحدوث عند المصابين بسرطان البنكرياس من البشر- غذاءً يعتمد على زيت الذرة لاحتوائه على كمية كبيرة من الدهون والحريرات.
وأظهرت النتائج التي تم عرضها على الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان أنّ تسعين بالمئة من تلك الفئران قد أصبحت بدينة بالإضافة إلى أنّ كل الفئران قد أصيبت بالتهاب في البنكرياس ومقاومة للأنسولين وهذا ما من شأنه أن يحفز الخلايا ما قبل السرطانية لتنموّ وتتحول إلى الأورام، وقد لاحظ العلماء أنّ هذه الفئران قد أصيبت بآفّاتٍ ما قبل سرطانيّة متقدمة بشكل أكبر من الفئران التي تم إطعامها غذاءً طبيعياً، يقول الدكتور غويدو إيبل “تقترح هذه النتائج أنّ الغذاء الأكثر احتواءً على الدهون والحريرات يسرّع تطوّر وحدوث السرطان المعثكلي”.
ويرى العلماء أنّ تلك الطفرة الموجودة في الفئران – والموجودة لدى الانسان المصاب بهذا السرطان أيضاً – ما هي إلّا عامل مساعد على حدوث الأورام المعثكليّة إذ أنها تحتاج إلى عوامل أخرى ثانوية لتسبّب السرطان حيث يعتبر العلماء الغذاء الغنيّ بالدهون والحريرات هو الوسيط الذي يؤمّن البيئة المناسبة لعمل تلك الطفرة وإحداثها للسرطان.
لقد أظهرت هذه الدراسة أن تناول الدهون والحريرات بكثرة لدى الفئران يؤدي – من جهة – إلى البدانة والاضطرابات الاستقلابية تماماً كما يحدث في الإنسان ويعزّز – من جهة أخرى – التهاب البنكرياس ويسرّع ظهور سرطانه وهذا ما يعتقده العلماء سبباً للسرطان عند البشر حيث يقومون الآن بتحديد الدور الذي يلعبه الالتهاب الناجم عن البدانة في التسبّب بالسرطان وهذا ما سيفتح الطريق أمام الأطبّاء لدراسة إمكانيّة استخدام الأدوية المضادة لمرض السكري أو زيت السمك وذلك لوقف تطوّر الأورام قبل فوات الأوان. (إيفارمانيوز)
اترك تعليقاً