كشف قيادي رفيع في جماعة “أنصار الله” الحوثيين اليمنية، عن وجود اتصالات مستمرة بين جماعته والسعودية؛ لبحث سُبل تسوية الأزمة في البلاد، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول” للأنباء.
جاء ذلك في مقابلة مع مهدي المشاط، رئيس “المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، نشرته صحيفة “الثورة” اليومية الخاضعة لسلطة الحوثيين ومقرها العاصمة صنعاء.
وردا على سؤال حول صحة أنباء تحدثت عن تواصله مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، قال المشاط: “لدينا اتصالات كثيرة ومستمرة مع دول العدوان (التحالف العربي بقيادة السعودية) والعديد من الجهات الدولية”.
وأضاف: “تتكثف الاتصالات في حين وتنكمش في حين آخر، إلا أن التواصل مستمر مع الكثير من الجهات الدولية”.
وتابع: “ما زال التواصل في إطار الكلام ولم يصل إلى الواقع، ولن يكون إيجابيا إذا لم تتبع الأقوال الأفعال”.
وفيما يتعلق بمدى صحة عقد لقاءات بين الحوثيين ومسؤولين بالسعودية، ذكر المشاط، أن “هناك تبادل للرؤى واتصالات تتسم بالقوة والضعف بناء على طبيعة الأحداث والتطورات”.
هذا ولم يصدر تعليق من الجانب السعودي حول حديث المسؤول الحوثي، إلا أن سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، كشف في تصريحات صحفية، نهاية مارس الماضي، أن “المملكة تجري محادثات يومية مع الجماعة لإنهاء الحرب”.
وقرّر التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الجمعة، تمديد وقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد لمدة شهر في اليمن.
وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف الذي يدعم القوات التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إنّ قيادة التحالف قرّرت “تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر اعتبارا من الخميس”.
ورداً على ذلك، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، في تغريدة عبر “تويتر”، إنه “لا توجد أي هدنة في اليمن حتى تقوم السعودية بتمديدها، وإنما تصعيد قامت بتمديده”.
وعقب إعلان الهدنة في 8 أبريل الجاري، أعربت الحكومة اليمنية التزامها بوقف إطلاق النار، فيما اعتبر الحوثيون أنه “تضليل” للعالم من جانب التحالف، فيما تبادل الجانبان الاتهامات بخرقها على مدار الأسبوعين.
وانتهت الخميس، هدنة وقف إطلاق النار التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية لمدة أسبوعين في اليمن دون أن تفضي إلى هدنة دائمة، الأمر الذي يثير مخاوف من استمرار الحرب في البلاد وإضعاف قدرتها الواهية بالفعل على مكافحة فيروس كورونا، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.
وجاء أحدث مسعى لإحلال السلام في اليمن في أعقاب دعوة أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى وقف إطلاق النار عالميا حتى يتسنى للعالم التركيز على مكافحة مرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه الفيروس وتخشى وكالات الإغاثة أن يتسبب في كارثة في اليمن بعد سنوات الحرب الخمس.
ووفقا لوكالة”رويترز”، فإن مصادر دبلوماسية توقعت في وقت سابق تمديد وقف إطلاق النار أسبوعين آخرين على الأقل إن لم يكن حتى نهاية شهر رمضان، غير أنها قالت إن التحالف لم يُمدد وقف إطلاق النار بعدما واصل الحوثيون هجماتهم التي رد عليها التحالف بضربات جوية.
وقال دبلوماسي غربي مقيم في السعودية: “الحوثيون قد يشنون هجوما على مدينة مأرب في وقت قريب للغاية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وستكون هذه حلقة كارثية أخرى في الحرب البرية بعد معارك الحُديدة في 2018”.
من جانبها أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثيين”، في وقت سابق، رفضها المقترحات المقدمة من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن واستئناف العملية السياسية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن المجلس السياسي الأعلى المُشكل من أنصار الله في اجتماعه اليوم برئاسة رئيس المجلس، مهدي المشاط، رفض أي حلول أو اتفاقيات مجزأة.
واستغرب المجلس السياسي الأعلى في بيان: “ادعاء تحالف العدوان بقيادة السعودية تطبيقه لمبادرة وقف إطلاق النار مع تصعيده وتحشيده في نفس اللحظة، بهدف التضليل على جرائمه وانتهاكه للأحكام والأعراف الدولية”.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أعلن الجمعة الماضية، في سلسلة تغريدات على تويتر، أنه “أرسل إلى الأطراف مقترحات الأمم المتحدة المحدثة لاتفاقات حول وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وعدة إجراءات اقتصادية وإنسانية لتخفيف معاناة اليمنيين وبناء الثقة بين الأطراف ودعم قدرة اليمن على التصدي لتفشي فيروس كوفيد 19، إضافة إلى الاستئناف العاجل للعملية السياسية.
هذا وأطلق التحالف العربي بقيادة السعودية عام 2015 عملية عسكرية لدعم القوات التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة جماعة “أنصار الله” الحوثية.
اترك تعليقاً