أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، “أن طهران ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة”.
وقال عراقجي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية: “رد إيران على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء متوافقا مع مضمون ونبرة رسالته، مع الحفاظ في الوقت نفسه على فرصة استخدام الدبلوماسية”.
وأشار إلى أنه “من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ويعبر عن مواقف متناقضة من قبل مسؤوليه المختلفين ستكون بلا معنى، لكننا نبقى ملتزمين بالدبلوماسية ومستعدين لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة”.
وأضاف: “نحن على استعداد لمواصلة الحوار بشأن برنامجنا النووي ورفع العقوبات مقابل رفع العقوبات القمعية ضد إيران”.
وتابع وزير الخارجية الإيراني: “مع التزامها بمسار الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم وحل الخلافات، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى مستعدة لكل الأحداث المحتملة أو المحتملة، وكما هي جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون حاسمة وجادة أيضا في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية أفادت في 30 مارس الماضي، بأن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد إيران بـ”قصف غير مسبوق”، إذا لم تتوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي”.
وفي وقت سابق، قلل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، “من إمكانية تحول التهديدات العسكرية الأمريكية لبلاده إلى إجراءات عملية”، وقال عراقجي في تصريح لقناة “العالم”، إن “موقف إيران في المفاوضات واضح تماما”، مشددا على أن طهران لن تتفاوض تحت الضغط أو التهديد بأي شكل من الأشكال.
وأضاف عراقجي أن “المفاوضات يجب أن تجرى على أساس المساواة وبدون ضغوط”، مؤكدا أن “التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية مرفوض، لكن المحادثات غير المباشرة قد تعقد عند الضرورة”.
وأشار إلى أن “إيران سترد على أي تهديد بنفس الأسلوب، مشددا على أن بلاده تتحرك وفق منطق واضح وأهداف محددة”.
ويتبنى “ترامب”، سياسة الضغوط القصوى ضد طهران لإجبارها على التفاوض حول برنامجها النووي، الذي تريد واشنطن أن تدفع إيران للتخلي عنه، بينما تؤكد الأخيرة أن برنامجها سلمي يهدف إلى تعزيز قطاع الطاقة لديها.
مستلهما تجربة كوريا الشمالية.. نائب إيراني بارز يدعو لامتلاك قدرات الردع النووي
أكد عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان الإيراني، أحمد نادري، “ضرورة امتلاك طهران لقدرات الردع النووي، مبررا هذا الموقف بتجربة تعامل الولايات المتحدة مع دول مثل كوريا الشمالية”.
وقال نادري في حوار مع وكالة “نوفوستي”: “سبق أن شددت على ضرورة امتلاك إيران لردع نووي. هذا الموقف ليس مجرد رأي شخصي، بل يحظى باهتمام قطاع كبير من النخبة السياسية وأعضاء البرلمان وحتى الرأي العام (في إيران). فالتجربة التاريخية، وخاصة تعامل الولايات المتحدة مع دول مثل كوريا الشمالية، تثبت أن امتلاك القدرة النووية يزيد بشكل كبير من تكلفة أي إجراءات عسكرية محتملة”.
ولفت النائب الإيراني إلى “حالة كوريا الشمالية خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث لم تتجرأ واشنطن على اتخاذ إجراءات عسكرية ضد بيونغ يانغ رغم التهديدات اللفظية، وذلك بسبب امتلاك الأخيرة لبرنامج نووي متطور وقدرات صاروخية باليستية”.
واعتبر نادري “أن توازن القوى في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بامتلاك إيران وإسرائيل ترسانات عسكرية متكافئة، كما دعا إلى إعادة النظر في عضوية إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بل ودراسة احتمال انسحابها منها”، مشيرا إلى “أن استمرار العضوية دون ضمانات أمنية حقيقية قد يضعف قدرات الردع الإيرانية”.
جاءت تصريحات النائب الإيراني “في وقت تشهد فيه الاتصالات بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الإيراني نشاطا ملحوظا”، وكان الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان قد أعلن سابقا “رفض طهران لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، مشيرا إلى أن أي محادثات يجب أن تتم عبر وساطة طرف ثالث”.
وأكد بزشكيان “استعداد طهران للحوار مع واشنطن من “موقع الندية”، مجددا رفضه “للتهديدات الأمريكية” واعتبر أن “سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران يتناقض مع طلبها التفاوض”.
وتوعد ترامب، إيران نهاية مارس الماضي بقصف “لم يروا مثله من قبل” إذا لم توافق طهران على اتفاق نووي جديد، وذلك بعد أن حدد لها مهلة شهرين لتوقيع الإتفاق.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الأمريكي أن “واشنطن تدرس مسارين محتملين لحل الملف النووي الإيراني – عسكري أو دبلوماسي – معربا عن تفضيله خيار المفاوضات”.
وصرح مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في “بأن طهران قد تضطر لتطوير أسلحة نووية إذا استمرت الضغوط الأمريكية”، مؤكدا أن “الشعب الإيراني سيطالب بهذه الخطوة لحماية أمن البلاد”.
قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل في مرمى نيراننا ولن نبدأ الحرب ولكننا مستعدون لها
أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أن “بلاده لن تكون البادئة بالحرب ولكنها مستعدة لها، وأكد أن إسرائيل في مرمى نيرانهم في كل مكان رغم الدعم الأمريكي”.
وقال سلامي: “عدونا في متناول أيدينا في كل مكان إن الكيان الصهيوني هو بمثابة طاولة واسعة أمامنا. لقد تعلمنا الصيغ اللازمة للتغلب على هذا العدو وأدرجناها في كافة عناصر أسلحتنا ومعداتنا، إننا نملك البرمجيات والأجهزة اللازمة لهزيمة الكيان، على الرغم من الدعم الأمريكي المطلق له”.
وأضاف: “لا نشعر بالقلق بشأن الحرب على الإطلاق. نحن لن نبدأ حربا، ولكننا مستعدون لها. سواء كانت حربا نفسية أو تحركات عسكرية ولن نتراجع خطوة واحدة”.
وتابع: “لقد تراكمت لدينا قوة عظيمة، إذا أراد العدو أن يفتح أيدينا المغلقة ليرى حقيقة قوتنا، فنحن مستعدون”.
غروسي: إيران لا تملك أسلحة نووية ولكن لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاجها
صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن “إيران لا تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من امتلاكها احتياطيات من اليورانيوم المخصب”.
وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “لا ناسيون ماس” الأرجنتينية ردا على سؤال حول البرنامج النووي الإيراني: “هناك نقطتان مهمتان. أولا، لا تمتلك إيران أسلحة نووية اليوم، لكنها تمتلك العديد من أجزاء اللغز”.
وأضاف: “إيران تمتلك كمية كبيرة من المواد النووية، كما تعلمون، هناك حاجة إلى عدة مكونات لصنع سلاح نووي، ولكن أحد المكونات الأكثر أهمية هو المادة النووية التي تخلق تفاعلا متسلسلا. هذه هي القوة التدميرية الهائلة التي يمتلكها السلاح النووي، هذه المادة هي اليورانيوم المخصب، أي نظير محدد من اليورانيوم تم تخصيبه إلى مستوى معين”.
وقال: “دون الخوض في المناقشات الفنية، فإن تقديرنا هو أن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج نحو ستة أو سبعة رؤوس حربية، ولكنني أؤكد مرة أخرى أن هذا لا يعني أن إيران تمتلك هذه الأسلحة، إن صناعة الأسلحة تتطلب أنظمة وآليات متطورة للغاية، وهو ما نناقشه حاليا مع إيران”.
وحول المراسلات الأخيرة بين واشنطن وطهران، قال غروسي: “في الأيام الأخيرة، وجّه الرئيس ترامب رسالة إلى إيران، فهيكل الحكومة الإيرانية خاص بعض الشيء، لأنه فوق الهيكل الرسمي للحكومة والرئيس، يوجد زعيم روحي هو صاحب القرار النهائي”.
وأضاف: “في تلك الرسالة تحدث ترامب عن إمكانية إجراء مفاوضات، لكنه في الوقت نفسه أعطى تحذيرات وتحدث عن فترة شهرين وإمكانية القصف”، لذا أعتقد أننا في لحظة حرجة ونحن بحاجة إلى المضي قدما لتحسين الأمور”.
وأشار غروسي، إلى أنه أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فور وصوله إلى بوينس آيرس، وقال: “اتفقنا على أن أسافر إلى طهران في الأسابيع المقبلة، كي توضح إيران بأسرع وقت ممكن بعض القضايا التي لم تتضح بعد”.
اترك تعليقاً