مع بداية تفشي وباء كورونا في العالم في أوائل عام 2020، قلل المسؤولون الإيرانيون من شأن الأزمة، وأنكروا وجود إصابات في البلاد ورفضوا إغلاق المساجد والمزارات الدينية.
على مدار الأشهر التالية، تفاقمت الجائحة في إيران، وكانت أكثر الدول في الشرق الأوسط تضررا من الوباء، فقد هدد الفيروس الجميع في البلاد، كما أصيب ومات عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، حتى أصبح الوباء أكبر تهديد لإيران منذ الاضطرابات والحرب التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979.
بعد أن دمرت العقوبات الأميركية الاقتصاد الإيراني، تجنبت طهران عمليات الإغلاق الكاملة التي شوهدت في دول أخرى، في محاولة للحفاظ على اقتصادها الضعيف على قيد الحياة.
حتى الجهود الرامية إلى الحد من السفر قوبلت بالفوضى، حيث أظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت مرارًا وتكرارًا تجاهل السائقين للشرطة للانطلاق إلى بحر قزوين لقضاء عطلات نهاية الأسبوع الطويلة. وأدت جهود إغلاق الأضرحة في مارس الماضي، إلى حدوث خلاف بين المتشددين والحكومة.
حصد فيروس كورونا وفق ما ذكرت قناة “الحرة”، في إيران حياة أكثر من 57 ألف شخص، وسجلت البلاد حتى الآن حوالي مليون و390 ألف إصابة.
وفي المرتبة الـ2 من حيث عدد الوفيات جراء تفشي الوباء في دول الشرق الأوسط جاء العراق، حيث تجاوز فيه إجمالي الوفيات 13 ألفا منذ بدء تفشي الوباء، وسجل 615 ألف إصابة بالفيروس.
وبحسب آخر إحصاءات وبيانات جامعة “جونز هوبكنز” سجلت مصر منذ بداية تفشي الوباء أكثر من 9 آلاف حالة وفاة، وبلغ فيها إجمالي المصابين 163 ألف شخص.
وحول الإصابات والوفيات في العالم أجمع من جراء فيروس كورونا، فقد تجاوز اليوم الأربعاء إجمالي الإصابات 100 مليون إصابة، وبلغ عدد الوفيات أكثر من مليونين و157 ألف حالة.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تضررا جراء تفشي الوباء، حيث سجلت حتى الآن أكثر من 425 ألف وفاة، وتجاوز عدد الإصابات فيها 25.4 مليون إصابة.
وفي سياق متصل، بسبب الوباء، طلبت إيران سابقاً من صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار، ربما يكون أول قرض من نوعه منذ عام 1962، على الرغم من أنه لم يتم منحه بسبب حملة الضغط الأميركية التي بدأت بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني. وقد تسببت هذه العقوبات، مع السماح بالمساعدات الإنسانية، في سحق الريال الإيراني وجعلت المشتريات الدولية من الأدوية والمعدات أكثر صعوبة.
كانت إيران قد رفضت عرضا من منظمة أطباء بلا حدود، لمساعدتها في مكافحة الوباء، كما رفض المرشد الأعلى علي خامنئي، المساعدات الأميركية، وزعم أن الفيروس مؤامرة وأنه قد يكون من صنع الإنسان.
في أكتوبر الماضي، حذر وزير الصحة سعيد نمكي، من أن “المستشفيات أصبحت مليئة بالمرضى”. بحلول منتصف ديسمبر، أبلغت إيران عن أكثر من 1300 حالة لكل 100 ألف نسمة.
لكن ما يثير قلق المراقبين هو المصير المجهول الذي ينتظره الإيرانيون خلال فصل الشتاء، بسبب تراخي الحكومة عن فرض إجراءات الإغلاق وحظر التجول في العاصمة وطهران والمدن الرئيسية، ونشر الشرطة لتطبيقها.
اترك تعليقاً