أفادت وسائل إعلام سورية، بأن مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية، قامت بتجنيد سوريين لدعم قواتها المتواجدة في ليبيا.
وقال موقع “صوت العاصمة” السوري، إن قوات المرتزقة الروس “فاغنر” المتمركزة في سوريا قد نقلت خلال الأسبوع الجاري، دفعة جديدة من أبناء الغوطة الشرقية للقتال في ليبيا.
وأوضح الموقع أن المجموعة التي تم نقلها مؤخرا تضم قرابة الـ 25 شاباً من أبناء مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد اخضاعهم لدورة تدريبية في أحد المعسكرات الروسية قبل نقلهم إلى قاعدة “حميميم” العسكرية، ومنها إلى ليبيا بموجب عقود قتالية لمدة خمسة أشهر مقابل 1200 دولار أمريكي شهرياً للعنصر الواحد.
وأشار الموقع إلى أن جميع العقود قد نُظمّت برعاية وسطاء لشركة “فاغنر” الروسية.
وبحسب مصادر الموقع، فإن القوات الروسية أبلغت عناصر المجموعة الجديدة أن مهمتهم تقتصر على حماية المنشآت النفطية في ليبيا، دون المشاركة في أي من العمليات العسكرية.
كما ذكر الموقع أن عدة دفعات سابقة قد تم نقلها خلال العام المنقضي 2020، ترواح عدد أفرادها بين 25 و65 مقاتلا من أبناء مدينة دوما في الغوطة الشرقية إلى مدينة بنغازي الليبية عبر مطار دمشق الدولي، بالإضافة إلى العشرات من قوات تسويات جنوب دمشق على شكل ثلاثة دفعات مقابل 1000دولار أمريكي للمقاتل الواحد، إضافة لمنحهم بطاقات صادرة عن قاعدة حميميم العسكرية تحت مسمى “بطاقة أصدقاء روسيا”، والتي تحمي حاملها من أي مساءلة أمنية أو اعتقال لأي غرض كان.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة “فورميكا” الإيطالية، بأن تدخل مرتزقة “فاغنر” الروس في ليبيا، تحول من دعم حفتر إلى إنشاء بؤرة استيطانية في المنطقة الشرقية تطل على البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة الإيطالية في تقرير لها، يوم الثلاثاء، إن المرتزقة الروس تجاوزوا حفتر وأصبحوا ينسقون مع مرتزقة الجنجاويد السودانية والتشاديين، وأنشؤوا منظومة اتصالات خاصة بهم، فيما تنوي البحرية الروسية استغلال ميناء بنغازي، وفقاً للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر “فاغنر” حفروا مؤخرًا نظامًا من الخنادق المحصنة بطول حوالي 70 كيلومترًا بين الجفرة التي نقلت إليها روسيا بعض القاذفات المقاتلة ومدينة سرت.
ونوهت “فورميكا” إلى أنه من الواضح أن مثل هذا العمل ليس مؤقتًا، ولكنه تركيز لمجال نفوذ روسي في ليبيا، مشيرة إلى أن الوجود الروسي كانت قد تحدثت عنه الأمم المتحدة مؤخرًا في تقرير يحدد عدد القوات الأجنبية في ليبيا، والذي قدرته صحيفة “الواشنطن” بحوالي ألفي روسي، بحسب الصحيفة الإيطالية.
يأتي ذلك في حين، نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، تقريراً يوم 27 فبراير الماضي، سلطت من خلاله الضوء على دور مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية في الأزمة الليبية.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن مرتزقة فاغنر الروس هم من يتخذون القرارات في القتال من أجل السيطرة على ليبيا.
ويُضيف التقرير، أنه بعد فترة وجيزة من ظهور مرتزقة “فاغنر” الروس على الخطوط الأمامية بالقرب من طرابلس، حذّر المسؤولون الأمريكيون حفتر الذي جندهم، من أنه يقوم بصفقة مع الشيطان، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر، الذي كان مصمماً على الاستيلاء على العاصمة وتنصيب نفسه دكتاتور ليبيا، قد ينتهي به الأمر كخادم لهم، وفق وصف الصحيفة.
ولفتتت إلى أن المرتزقة، الذين يخضعون فقط لوزارة الدفاع الروسية والكرملين، هم المسؤولون، ولم يعودوا يتظاهرون بالعمل لصالح حفتر وكبار ضباطه يريدون خروجهم.
ومع ذلك، فإن قوة فاغنر التي يقدر قوامها 2000 فرد، منتشرة عبر شرق وجنوب ليبيا مدعومة بطائرات مقاتلة أرسلتها روسيا، تحفر في الداخل.
وكان من المفترض أن يُغادروا البلاد الشهر الماضي ولكن لم يظهروا أي ميل للتخلي عن بلد لديه أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا.
وتضغط الولايات المتحدة في عهد الرئيس بايدن على الإمارات حليف آخر لحفتر، وقال البنتاغون إنه يدفع مقابل نشر فاغنر، لقطع مواردها المالية، وتمتع محمد بن زايد بعلاقة خاصة مع دونالد ترامب، لكنها أغضبت المسؤولين الأمريكيين.
وفي سبتمبر 2019، قتلت غارة تركية بطائرة مسيرة على قاعدة لحفتر ما لا يقل عن ثلاثة ضباط إماراتيين يعملون في نظام صواريخ بانتسير روسي الصنع، وفقًا لثلاثة مسؤولين غربيين وقائدين ليبيين.
وقال مسؤولان إن الإمارات ردت بمحاولة نقل إحدى بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع إلى ليبيا، مما أدى إلى توبيخ من الولايات المتحدة، حيث كان النشر ينتهك اتفاقية التصدير وربما يمنح روسيا إمكانية الوصول إلى النظام الأمريكي.
وتُشير الصحيفة إلى أن المرتزقة فشلوا في السيطرة على العاصمة بحلول منتصف عام 2020 عندما كثفت تركيا التي تدعم الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس، ضربات الطائرات بدون طيار، وانسحبت قوات فاغنر وحفتر، لكنها تركت وراءها أحياء كاملة مليئة بالألغام.
هذا ولم يرد المتحدث باسم رجال الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، المعروف بـ”طباخ بوتين” والمُمول لشركة فاغنر العسكرية الخاصة، على أسئلة الصحيفة.
اترك تعليقاً