إسقاط مقولة جان بول سارتر “من غير الممكن ألا أختار، يمكن أن أختار دائمًا لكن علي أن أعرف أني إن لم أختر، أكون قد اخترت أيضًا” على الوضع الليبي يعكس معضلة غياب الخيارات الحقيقية والمسؤولية الفردية والجماعية حتى في ظل هذا الغياب.
1. الحرمان من الاختيار وفرض الإرادة الخارجية
الشعب الليبي حُرم من ممارسة حقه في الاختيار السياسي بحرية، سواء في اختيار مجلس النواب أو مجلس الوزراء، حيث تتدخل الأمم المتحدة والجهات الدولية في تعيين الهيئات السياسية وتوجيه العملية السياسية. هذا الواقع المفروض يضع الشعب الليبي في موقف يشعر فيه بالعجز وفقدان السيطرة على مستقبله.
2. اللامبالاة أو السلبية كأشكال من الاختيار
وفقًا لسارتر، حتى عندما يُحرم الإنسان من الاختيار، فإن عدم التحرك أو الصمت في مواجهة هذا الوضع يعد أيضًا “اختيارًا”. فإذا لم يتحرك الشعب الليبي لمواجهة التدخلات الخارجية والمطالبة بحقوقه، فإنه يختار بشكل غير مباشر قبول الوضع القائم. فعدم الفعل هو شكل من أشكال الفعل، وله تأثير كبير في استمرار الحال كما هو.
3. إدراك المسؤولية والتحرك نحو التغيير
المقولة تدعو الشعب الليبي إلى إدراك أن اللامبالاة أو الصمت هما اختيارات لها تبعات. بغض النظر عن مدى صعوبة الوضع أو تأثير التدخلات الخارجية، يبقى للشعب دور ومسؤولية. يمكن للشعب أن يسعى لتحقيق التغيير من خلال وسائل متعددة، مثل:
- تنظيم احتجاجات سلمية: للتعبير عن رفض الوضع المفروض والمطالبة بحقه في الاختيار.
- خلق حوار وطني: يجمع الليبيين للتوصل إلى توافق جماعي حول القضايا السياسية بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
- التوعية وبناء الوعي السياسي: لضمان فهم المواطنين حقوقهم، وتوحيد الجهود لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصلحة ليبيا.
4. المسار البديل: رفض “الاختيار السلبي”
إذا استمر الشعب الليبي في السكوت وعدم محاولة التأثير على مجرى الأحداث، فهو “يختار” فعليًا القبول بهذا الواقع المفروض عليه. لكي يتم كسر هذا النمط، يجب أن يرفض الشعب “الاختيار السلبي” ويسعى بشكل فاعل للمطالبة بحقوقه والعمل على تغيير الوضع القائم
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً