في ظل تراجع الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة قبل بداية شهر رمضان، يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف الأبواب المغلقة، إذ أعلنت الجزائر أنها طلبت عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص آخر التطورات في قطاع غزة، وذكرت الإذاعة الجزائرية أن الاجتماع سيعقد مساء اليوم، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم مقتل أكثر من 100 وإصابة المئات جراء استهداف إسرائيلي لفلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في شمال قطاع غزة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن ما حدث كان نتيجة «تزاحم وتدافع» على الشاحنات!.
وفي ردود الفعل، عبر كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن صدمتهما، لمقتل أكثر من 110 فلسطينيين خلال عملية توزيع مساعدات في “دوار النابلسي” شمال غزة وقال غوتيريش، إنها مسألة تتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.
وتعليقاً على الواقعة، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن “الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة على نحو يثير الرعب”.
واتهمت حركة “حماس” الجنود الإسرائيليين بفتح النار على الحشد قرب “دوار النابلسي” في شمال غزة خلال عملية توزيع مساعدات.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه “لا نعرف تحديداً ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع”، مضيفاً أن الواقعة جرت في “ظروف مروعة”.
وأضاف أنه “مصدوم” من أحدث تطورات الحرب مع إسرائيل التي تقول سلطات فلسطينية إن أكثر من 30 ألف مدني قتلوا فيها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
أما الولايات المتحدة فقالت إنها تدرس “الروايات المتضاربة” بشأن ما حدث، وأوضحت أنها “تضغط للحصول أجوبة” بشأن ما وقع، وحثت في الآن نفسه إسرائيل على ضمان الوصول “الآمن” للمساعدات في غزة.
ودانت الرئاسة الفلسطينية “المجزرة البشعة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، واتهمت إسرائيل بالسعي إلى “ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه”.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وطالبت بالفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية بدون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار يمنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “أشد إدانة”، مطالباً بجلاء “حقيقة” ما جرى وتحقيق “العدالة” للضحايا. وقال في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين”.
وندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس بـ”المجزرة الجديدة” بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.
وأشارت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إلى أن مقتل عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة “كابوس” ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.
اترك تعليقاً