إتفاق “مصالحة” بروتوكولي في غياب الطوارق بمالي

_200069_mal700

تستضيف مالي الجمعة حفل توقيع اتفاق سلام بحضور عشرين رئيس دولة وحكومة، غير ان قيمته تبقى بروتوكولية اذ يغيب عنه المتمردون الطوارق الذين يطالبون بمفاوضات اضافية.

واثر توقيعها بالاحرف الاولى على اتفاق السلم والمصالحة في الجزائر بعد شهرين ونصف الشهر من الضغوط، اكدت تنسيقية حركات ازواد انها لن تشارك في التوقيع النهائي على الاتفاق في باماكو الجمعة.

ومن جهته اعتبر رئيس بعثة الامم المتحدة الى مالي مونغي حمدي في بيان ان بعد توقيع التنسيقية بالاحرف الاولية على الاتفاق فان “عملية السلام تدخل في مرحلة حاسمة مع التوقيع” النهائي الجمعة.

ويشارك في حفل التوقيع المتواجدون حاليا في باماكو كل من رئيس زيمبابوي ورئيس الاتحاد الافريقي حاليا روبرت موغابي، ورئيس غينيا الفا كونديه فضلا عن الامين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ميكائيل جان.

ووفق الرئاسة المالية ينتظر ايضا كل من الرئيس الرواندي بول كاغاميه والتشادي ادريس ديبي ورئيس ساحل العاج الحسن وتارا والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بالاضافة الى رئيس النيجر محمد يوسفو والغاني جون دراماني ماهاما، فضلا عن رئيس بوركينا فاسو مايكل كافندو.

ويمثل فرنسا وزيرة الدولة لشؤون التنمية انيك جيراردين. وفرنسا متواجدة اصلا في مالي منذ اطلاقها الحملة العسكرية ضد الجهاديين في شمال البلاد في كانون الثاني/يناير 2013 والمستمرة حتى الآن.

ويبدو احتفال التوقيع بروتوكوليا بحتا بعدما وقع متمردو الطوارق من تنسيقية حركات ازواد بالاحرف الاولى على الاتفاق رافضين المشاركة في الحفل قبل عقد مفاوضات اضافية. ويأتي الحفل برعاية باماكو والوساطة الدولية وعلى رأسها الجزائر برغم الانتهاكات المتواصلة لاتفاق وقف اطلاق النار منذ اسبوعين.

وكان المجتمع الدولي يأمل اقناع جزء على المجموعات الاساسية المتمردة من الطوارق بتوقيع الاتفاق الجمعة للاعلان عن احراز نجاح، الا ان تنسيقية حركات ازواد بدت مصرة على التوقف عند حدود التوقيع بالاحرف الاولى.

وصرح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي رعى المفاوضات الخميس “المهمة تمت لكنها لم تنته”، مضيفا انه يجب انشاء “بنية من اجل انهاء هذا العمل في الوقت المحدد”.

واكد لعمامرة انه “مدرك ان الوضع الميداني لا يدعو الى التفاؤل لكنه يحتم على الوسيط الدولي مناشدة حس المسؤولية لدى كل من الاطراف”.

وجاء في اعلان ارفق بالوثيقة ووقعه بلال اغ شريف، احد قادة تنسيقية حركات ازواد، ان مطالب المتمردين ستبحث “بين اطراف النزاع والوساطة قبل اي توقيع على الوثيقة النهائية”.

واكد اغ شريف ان “توقيع هذه الوثيقة بالاحرف الاولى وتوقيع اتفاق نهائي يبقيان عملين منفصلين قانونيا”.

ومن جهته قال سيدي ابراهيم ولد سيدات، العضو في تنسيقية حركات ازواد، لفرانس برس ان “الوساطة التزمت بان تُعقد مباحثات بحسب طلبنا بعد التوقيع بالاحرف الاولى”. واضاف “بعد الاستجابة لمطالبنا، نوقع الاتفاق”.

وبدوره اعتبر المو اغ محمد العضو ايضا في احد حركات التنسيقية ان “التوقيع بالاحرف الاولى مؤشر على حسن النية للمضي نحو حل نهائي وشامل ودائم، لكن ما زال ينبغي تعديل بعض الامور قبل التوقيع”.

في نهاية مراسم التوقيع بالاحرف الاولى في الجزائر اعلن لعمامرة انه تلقى رسالة من رئيس مالي ابراهيم بوبكر كيتا مفادها انه “يمد يده (الى التمرد) وهو مستعد لاستقبالهم في اي وقت ليتناقش معهم مستقبل البلاد ومناطق الشمال والتطبيق الحازم للاتفاق”.

ووقعت التنسيقية بالاحرف الاولى على وثيقة وافق عليها معسكر الحكومة في العاصمة الجزائر في الاول من اذار/مارس. الا ان حركات التمرد وقتها اعلنت بعد “استشارة قاعدتها” انها لن توقع على الاتفاق بصيغته تلك، وطالبت في 17 اذار/مارس باجراء تعديلات، الامر الذي رفضته الوساطة الدولية وباماكو.

وتطالب تنسيقية حركات ازواد “باعتراف رسمي بازواد ككيان جغرافي وسياسي وقضائي” وانشاء مجلس مناطقي لادارته فضلا عن حصة من “80 في المئة لمواطني ازواد” في القوات الامنية التابعة للكيان.

وفي ربيع العام 2012 سيطرت جماعات جهادية تابعة لتنظيم القاعدة على شمال مالي بعد نزاع بين المتمردين الطوارق والقوات المالية. وطُرد الجهاديون لاحقا اثر التدخل العسكري الدولي بقيادة فرنسا. وبرغم ذلك تبقى مناطق عدة خارج سيطرة السلطة المركزية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً