قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن الشراكة التركية الإفريقية ستكون مثالا يُحتذى به في النظام العالمي الجديد ما بعد كورونا.
جاء ذلك في مقال كتبه لوسائل إعلام إفريقية، بعنوان “الشراكة مع إفريقيا ضرورة أكثر من أي وقت مضى” بمناسبة يوم إفريقيا المصادف اليوم الإثنين، حيث أعرب عن تهانيه لكافة الأفارقة بهذه المناسبة.
وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” للأنباء، فإن أوغلو اعتبر أن “الظروف الاستثنائية التي سببتها جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم تجعل التضامن أكثر أهمية هذا العام”.
وأضاف يقول: “التقدم الذي أحرزته إفريقيا خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات، وشراكتنا النامية مع القارة، يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بأمل، رغم التحديات الراهنة”.
وأشار إلى أن الخارجية التركية أعطت أولوية لتطوير التعاون مع القارة الإفريقية، بالتنسيق مع المؤسسات التركية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
وتابع أوغلو: “نبذل جهودا مضنية لتطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع إفريقيا، وزيادة مساعدتنا التنموية والإنسانية لها، ورفع عدد المنح الدراسية للطلاب الأفارقة وزيادة رحلات الخطوط الجوية التركية إلى القارة”.
واستطرد قائلاً: “نهدف إلى مواصلة تطوير علاقاتنا مع إفريقيا على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين”.
ولفت إلى أن عدد السفارات التركية في إفريقيا ارتفع من 12 عام 2002، إلى 42 حاليا، فيما ارتفع عدد سفارات الدول الإفريقية لدى أنقرة إلى 36، بعدما كان 10 بداية 2008″.
وأوضح الوزير التركي أن عدد الزيارات الرفيعة المستوى بين تركيا وإفريقيا من 2015 ـ 2019 تجاوز 500، فيما تضاعف حجم التجارة البينية 6 مرات خلال السنوات الـ 18 الماضية.
وبيّن أن وقف المعارف التركي يُدير 144 مؤسسة تعليمية و17 سكنا للطلاب في جميع أنحاء إفريقيا، كما تخرج آلاف الطلبة من 54 دولة بالقارة في الجامعات التركية ضمن برنامج المنح التركية.
وذكر أن عدد مكاتب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” في القارة بلغ 22، “وهذا يُظهر اهتمام تركيا بإفريقيا التي تربطها بها علاقات تاريخية وإنسانية”، وفق قوله.
وأردف أوغلو يقول: “مع تحول بلادنا إلى شريك استراتيجي للاتحاد الإفريقي وعقد قمة الشراكة الإفريقية التركية الأولى بإسطنبول عام 2008، أظهرت تركيا ودول القارة وبوضوح إرادتها المتبادلة للوصول بعلاقتها إلى مرحلة أكثر تقدما”.
ونوه وزير الخارجية التركي بأن دول القارة أسست منظمة الاتحاد الإفريقي في 25 مايو 1963، بهدف حماية شؤونها من خلال العمل في وحدة، ودعم حركات النضال من أجل الحرية، والتخلص من النموذج الاقتصادي الاستعماري القائم على استيراد المواد الخام من القارة.
وشدّد الوزير على أن تركيا قررت من البداية الوقوف إلى جانب قضايا إفريقيا العادلة، حسب قوله.
وأضاف في هذا الصدد: “اختارت تركيا، منذ بداية شراكتها مع القارة، سياسة تقديم الدعم غير المشروط وسنواصل دعم أولويات إفريقيا في جميع المنظمات والكيانات التي نحن أعضاء فيها، لا سيما الأمم المتحدة”.
وأردف: “انطلاقا من هذه الرؤية، نرغب في عقد قمة الشراكة التركية الإفريقية الثالثة بأقرب وقت ممكن.. كما نخطط أيضا لعقد ‘المنتدى الاقتصادي والتجاري الثالث بين تركيا وإفريقيا’ في أكتوبر 2020، والذي عقدنا الأول والثاني منه بإسطنبول عامي 2016 و2018 وأسفرا عن نتائج جيدة”.
وأشاد تشاووش أوغلو بالتدابير التي اتخذتها البلدان الإفريقية من أجل مكافحة جائحة كورونا، لخبرتها في مكافحة الأمراض الوبائية.
كما أشار إلى أن عدد الإصابات والوفيات بالفيروس منخفض في القارة، معربا عن أمله أن يستمر على هذا النحو، والقضاء على المرض في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن تركيا تسعى إلى تلبية طلبات الدول الإفريقية فيما يتعلق بالمساعدات الطبية ضمن إمكاناتها المتاحة.
من ناحية أخرى، أشار تشاووش أوغلو إلى أن “وباء كورونا ستكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية سلبية على جميع دول العالم، لا سيما البلدان التي تعتمد إيراداتها على تصدير المواد الخام مثل المعادن والنفط”.
واعتبر أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، مؤكدا استعداد تركيا للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الشأن.
وتابع: “لسوء الحظ، فإن المشهد الذي برز على المستوى الدولي في الأسابيع الماضية سادته المنافسة، وليس التعاون”.
واختتم وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو حديثه بالقول: “الشراكة بين تركيا وإفريقيا ستكون مثالا يحتذى به في النظام العالمي الجديد ما بعد كورونا”.
اترك تعليقاً