بيعَت مجموعةٌ من المذكرات المحترقة وغير المنشورة لإسحاق نيوتن، والتي حاول فيها فكَّ الرموز السرية التي يُعتقَد أنها خفية في قياسات الهرم الأكبر بمصر، في مزادٍ علني، مقابل 378 ألف جنيه إسترليني (نحو 503 آلاف دولار)، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة أوضحت، أمس الأربعاء 9 ديسمبر، أن مجموعة الأوراق “النادرة بشكلٍ استثنائي”، التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن السادس عشر، دُمِّرَت تقريباً بواسطة كلب نيوتن الذي كان يُدعَى دايموند، إذ تفيد الأسطورة الدارجة بأنه قَفَزَ على طاولةٍ وأسقَطَ شمعةً من عليها، لتضرم النار في الأوراق.
تكشف الأوراق المحروقة من أطرافها عن ولع نيوتن بـ”الخيمياء”، إذ تُظهِر للعالم الأبعاد الخارجية للهرم، وأطوال أنفاقه، وارتفاعات غرفه، وأحجام حجارته، ويحاول فيها نيوتن إثبات أن كلَّ هذه القياسات حُسِبَت جميعاً بوحدة قياس مشتركة، ألا وهي الذراع الملكية.
اعتقد إسحاق نيوتن أن المصريين القدماء كانت لديهم معرفةٌ ضاعت منذ ذلك الحين، وأعرَبَ عن أمله أن القياس بوحدة الذراع الملكية سيساعده على قياس محيط الأرض بدقة، وهو قياسٌ كان بحاجةٍ إليه لإثبات نظريته في الجاذبية على نطاق الكوكب.
بينما قالت دار مزادات Sotheby، التي باعت مجموعة الأوراق: “اعتقد نيوتن أن من المُحتمل أن القدماء كانوا قادرين على قياس الأرض باستخدام تقنيات لم تصل إلى الإنسان الحديث”.
كما أضافت أن الأرقام التي قدَّمها إراتوستينس لا تتناسب مع أطروحات نيوتن حول الجاذبية، لذلك حوَّل تركيزه إلى الرقم السابق الذي قدَّمه طاليس وأناكسيماندر في القرن السادس قبل الميلاد، وهو أن محيط الأرض كان 400 ألف “ملعب”.
أضافت دار المزادات: “بافتراض أن الإغريق أخذوا قياساتهم من المصريين القدماء، ينبغي من ثم أن يكون من الممكن قياس الملعب بالذراع، وقياس الأرض من الملعب”.
فقد تخلَّى إسحاق نيوتن عن هذا الخط من الجدل قبل نشر كتاب Principia، ولكن من المُحتمل أنه عند كتابة هذه المذكرات كان يأمل أن يقدِّم له الهرم مقياساً للأرض ويثبت نظرية الجاذبية، توضح دار المزاد.
فيما تُظهِر المذكرات أيضاً محاولة نيوتن الكشف عن توقيت نهاية العالم والخوض في النبوءات، فيما كان يحاول فكَّ الرموز التي يُعتقَد أنها خفيةٌ في الكتاب المقدَّس. وكان يعتقد أنه إذا تمكَّن من فهم الذراع الملكية، فسيكون قادراً على إعادة تأسيس مقياس الذراع المقدَّسة لليهود، والعمل على حساب أبعاد معبد سليمان، التي اعتقد أنها ستساعده على فهم حجم الأرض.
اترك تعليقاً