أيها الحكام المحترمون والغير محترمون إليكم أوجّه خطابي هذا لعلكم تسمعون، لعلكم تسمعون أن الحياة في دولة تحكمونها لم تعد تطاق وأصبحت كالجحيم لقد ضاقت على المواطن سبل الحياة فخاف وجاع وربما أصيب بالبكم فعجز عن الكلام وليس الخبر كالعيان فما يجري في بلادي من مآسي أيها الحكام المحترمون والغير محترمون قد تشيب له الولدان تحت سمعكم وبصركم بالرغم من أنني أشك بأن سمعكم وبصركم لا يعاني قليل أو كثير من الفقدان.
المجلس الرئاسي الذي رحّبنا به تفاؤلا من أجل الوطن ولد ميتا وأسس على استحالة النجاح فكيف لمجلس رئاسي يتكون من ثمانية أعضاء ورئيس مكبل بعصبة لا يسمح له باتخاذ قرار إلا بالإجماع! إجماع من هذا الذي ننتظره من المجلس على أي قرار ونحن معروفون بالتعنت والتعصب حتى أنك من الصعب أو ربما المستحيل أن تجمع الأسرة الواحدة على قرار بعينه يتفق عليه جميع أفراد الأسرة! بالرغم من أنهم أسرة واحدة ومن المفترض أن مصالحهم إن لم تكن واحدة فهي متقاربة، إن كان هذا يحدث في الأسرة فما الذي ننتظره من المجلس الرئاسي وهو ما هو به من المصائب ما لن تتفق معه أبدا؟ لأسلوبه ومنطقه وقلة حيلته وسوء تدبيره، ولكنه رئيس يصدر القرارات يا ويلنا.. هذا حال آخر ما توصلنا إليه من اتفاقات فما بالك بما دونه من مؤتمر أو برلمان أو غيره من الأجسام المريضة.
أيها الحكام المحترمون والغير محترمون بالمجلس الرئاسي والمؤتمر إن كان له بقية والبرلمان وقيادة نصف الجيش ألا فاستحوا واجتمعوا أو ارحلوا إن كان لكم بقيةٌ من حياء من أجل إنقاذ وطن أصبح مرتعا وملعبا يسرح فيه ويمرح أعدائه وأصحاب المصالح من أبنائه وغير أبنائه. إن الحياء من الإيمان فمتى تستحوا جميعكم وتجتمعوا وتتفقوا لإنقاذ وطن ساهمتم في تفريقه وتمزيقه أو ترحلوا، من أجل أم مسكينة فقدت ابنها من أجل كرامة مفقودة كان وكانت يبحثان عنها فلا ولدها احتفظت ولا كرامة نالت، من أجل أب يخرج من بيته ليحظر خبزا لأطفاله فلا هو عاد ولا الخبز أحظر، من أجل أب وأم تمزق قلبهما حسرة على طفلة صغيرة لا تعرف شيئا من الحياة لا تتجاوز ربيعها الخامس تختطف وتقتل وتقطع أعضائها وتلقى على قارعة الطريق مثلما نلقي بكيس قمامة نحضره من بيتنا ونلقي به على جانب الطريق!
أيها الحكام المحترمون والغير محترمون لا تنتظروا أن يجمعكم مبعوث الأمم المتحدة لبلدكم، أذكركم بأنها بلدكم وليست بلده؟! كما لا تنتظروا أن تجمعكم أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا أو غيرهم من الدول فلكل واحد منهم مصالحه الخاصة به إلى جانب مصالحهم المشتركة في وطنكم، أيها الحكام البلد بلدكم فلا تنتظروا أحدا أن يجمعكم ويرسم لكم سياستكم تجاه بعضكم البعض وتجاه أنفسكم. أيها الحكام إن الحل ليس في مصر ولا المغرب ولا الإمارات ولا فرنسا ولا بريطانيا إنه بين أيديكم في وطنكم. أيها الحكام لقد طال الليل وحان للظلمة أن تنجلي فليكن لكم دور يكتب لكم في انبلاج فجر هذه البلاد وإلّا فارحلوا فنحن نريد رجالاً تأتي بالحلول لا رجالاً تتناحر تُتاجر وتتقوقع في القصور.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
الاستاذ نوري الزريقي المحترم … لا لن يستطيعوا ان يرحلوا حتي ان أرادوا… و لن يرحلوا …وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}. [الإسراء: 16]، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}. [القصص : 59] وبيَّن تعالى أنَّ الظلم إذا وقع في أمة يعمُّها العذاب، وإن لم يواقع الظلم جميع أفرادها، فقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]
قال الله تعالي: *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ(117) هود.
و قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}. [يونس : 13]
عندما سئل سيد الخلق رسول الله صلوات الله عليه و علي اله و صحبه أجمعين
( أنهلك و فينا الصالحون ) قال نعم إذا كثر الخبث….اذاً اذا أردنا رحيلهم علينا
بالصلح مع الله في اعمالنا