أطفال يقاضون نستله وهيرشيز وكبرى شركات الشوكولاتة.
رفع 8 أطفال ادعوا أنهم استُخدموا كعمال رقيق في مزارع الكاكاو بساحل العاج، دعوى قضائية ضد عدد من أكبر شركات الشوكولاتة في العالم، متهمين هذه الشركات بالمساعدة والتحريض على العبودية لـ “آلاف” الأطفال بمزارع الكاكاو في سلاسل التوريد الخاصة بهم.
ورفعت منظمة حقوق الإنسان الدولية (إيرا) نيابة عن هؤلاء الأطفال دعوى قضائية في العاصمة الأميركية واشنطن، ضد شركات مختلفة منها نستله وكارجيل وباري كاليبو ومارس وأولام وهيرشي وموندليز، حسبما نشرته صحيفة “الغارديان”.
وقال الأطفال إنهم أجبروا للعمل بدون أجر بمزارع الكاكاو في الدولة الواقعة غرب إفريقيا، إذ يسعى هؤلاء الـ8 الذين يحملون الجنسية المالية، للحصول على تعويضات عن العمل الجبري، وتعويضات أخرى عن الثراء غير المشروع لتلك الشركات.
في الادعاء، وصف أصحاب الدعوى تجنيدهم في مالي من خلال الخداع، قبل تهريبهم عبر الحدود إلى مزارع الكاكاو في ساحل العاج، وهناك أُجبروا على العمل – غالبًا لعدة سنوات أو أكثر – بدون أجر، وبدون وثائق سفر، ولا فكرة واضحة عن مكان وجودهم أو كيفية العودة إلى أسرهم.
وذكرت الصحيفة البريطانية إنها المرة الأولى التي يتم فيها رفع دعوى جماعية من هذا النوع ضد صناعة الكاكاو في محكمة أميركية.
وتنتج ساحل العاج حوالي 45 في المئة من المعروض العالمي للكاكاو، وهو مكون أساسي في الشوكولاتة.
وارتبط إنتاج الكاكاو في غرب إفريقيا بانتهاكات حقوق الإنسان، والفقر، والأجور المنخفضة وعمالة الأطفال.
تزعم أوراق المحكمة أن المدعين، وجميعهم دون 16 عاما في وقت تجنيدهم، كانوا يعملون في مزارع إنتاج الكاكاو الرئيسية في البلاد، إذ وصف محامي المدعين التأثير الواضح للمتهمين في هذه الأسواق بأنه “مهيمن”.
كما تضمنت الدعوى أن المتهمين على الرغم من عدم امتلاكهم لمزارع الكاكاو، إلا أنهم “استفادوا عن علم” من العمل غير القانوني لهؤلاء الأطفال.
وتهدف مؤسسة الكاكاو العالمية، وهي هيئة صناعية ينتمي إليها جميع الشركات المدعى عليها، إلى “التخلص التدريجي” من عمالة الأطفال بحلول عام 2025.
وتزعم الدعوى أن أحد الأشخاص كان يبلغ من العمر 11 عاما فقط عندما وعده رجل في مالي، بالعمل في ساحل العاج مقابل 25 ألف فرنك أفريقي (47 دولار أميركي) شهريا.
كما تزعم الوثائق أن هذا الطفل عمل لمدة عامين دون أن يتقاضى أجرا، وغالبا ما كان يستخدم المبيدات الحشرية دون ملابس واقية.
وأفاد العديد من المدعين الذين وردت أسماؤهم في وثائق المحكمة أنهم تلقوا القليل من الطعام وعملوا لساعات طويلة.
أثناء العمل الميداني في هذه القضية، قال الفريق القانوني للمدعين إنهم عثروا بشكل روتيني على أطفال يستخدمون المناجل والمواد الكيميائية، ويضطلعون بمهام خطرة أخرى في مزارع الكاكاو.
وينسب المدعون أيضا إلى الاستخدام الواسع النطاق لعبودية الأطفال للتسبب في “صدمة نفسية وجسدية طويلة الأمد”.
قالت شركة نستله إن الدعوى القضائية “لا تقدم الهدف المشترك المتمثل في إنهاء عمالة الأطفال في صناعة الكاكاو”.
وأضافت أن “عمالة الأطفال غير مقبولة وتتعارض مع كل ما ندافع عنه. لا نزال ملتزمين بمكافحة عمالة الأطفال داخل سلسلة توريد الكاكاو ومعالجة أسبابها الجذرية كجزء من خطة نستله للكاكاو”.
في المقابل، قالت كارجيل في بيان: “نحن على علم بالدعوى، لكن لا يمكننا التعليق على تفاصيل هذه القضية في الوقت الحالي”.
أما متحدث باسم شركة مارس فقال: “نحن لا نعلق على أي دعوى قضائية محتملة”.
اترك تعليقاً