أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ بلاده ستكون على أهبة الاستعداد دائمًا للرد على الانتهاكات والهجمات المحتملة من طرف النظام السوري في إدلب.
جاء ذلك في حديثه للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من العاصمة الروسية موسكو.
ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن الرئيس التركي تشديده، على أنّ وقف إطلاق النار في إدلب سيترسخ إن تم الالتزام بالتواقيع التي أبرمت في هذا الخصوص.
كما شدّد أردوغان على أهمية ألا تؤثر التطورات في سوريا وإدلب على العلاقات بين تركيا وروسيا، قائلاً : “انطلاقا من هذا المبدأ أقدمنا على خطوة هامة جدا”.
وأوضح أنّ وقف إطلاق النار سيحافظ على أمن الحدود التركية، واستقرار إدلب وأمن المدنيين وعودة الحياة فيها لطبيعتها، وسلامة الجنود الأتراك هناك.
وبين أنّ الجانبين على أعلى المستويات، ابتداء من رئيسي البلدين أردوغان وبوتين مرورا بوزراء الخارجية والدفاع وجهازي الاستخبارات سيراقبون عن كثب التطورات على الأرض لمنع الإخلال بأسس وقف إطلاق النار.
وأضاف يقول: “هدفنا تفعيل المسار السياسي في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وإنهاء الحرب الداخلية”.
واستطرد قائلاً: “سنظل على أهبة الاستعداد دائمًا للرد على الانتهاكات والهجمات المحتملة من طرف النظام، ويتجلى عزمنا في هذا الموضوع من خلال الخسائر التي كبدناها للنظام في الأسبوع الأخير”.
وفي رده على سؤال يتعلق بمصير نقاط المراقبة في إدلب قال أردوغان: “نقاط المراقبة في إدلب سنحافظ على وضعها الراهن، فلا يوجد أي تغيير بهذا الخصوص حاليا”.
وعند سؤاله عن مدى تأثر صفقة شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، لا سيما “عدم التزام الروس بالوعود التي قطعوها سابقا في العديد من الملفات الحساسة” قال أردوغان: “إنّ إس-400 أصبحت لنا، وغدت بين أيدينا، سيتم تفعيلها اعتبارا من نيسان/أبريل. وسأقول للأمريكيين مجددا كما قلت بالأمس، ‘إن أعطيتمونا الباتريوت فسنشتريها”
وأشار إلى أنّ الحزام الآمن سيشمل مسافة 6 كم شمال الطريق الدولي “إم4” و6 كم جنوبه، وسيبدؤون بتسيير دوريات مشتركة مع الروس.
هذا وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، اتفاقه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على وقف العمليات العسكرية في محافظة إدلب السورية، وذلك بعد محادثات استمرت 6 ساعات، 3 منها كانت على انفراد بين الرئيسين فقط.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي: “بناءً على نتائج مفاوضاتنا، اتفقنا على وثيقة مشتركة، سيتم الإعلان عن بنودها من قبل وزراء الخارجية”.
وأضاف: “تحدد الوثيقة الحلول التي وضعناها مع الرئيس التركي، السيد رجب طيب أردوغان، خلال المباحثات اليوم التي استمرت أكثر من ست ساعات”.
وتابع بوتين: “لقد أكدنا اليوم اهتمام بلدانا بمواصلة عملهما في إطار صيغة أستانا،، لقد كانت عملية أستانا هي التي أعطت زخماً جدياً في سياق التسوية السورية”.
كما تطرق الرئيس التركي إلى العمليات العسكرية التي يجريها الجيش السوري في إدلب، قائلا: “تركيا لا يمكن أن تبقى صامتة حيال هجمات الحكومة السورية في إدلب”.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دمشق بانتهاك اتفاق سوتشي وتتحمل مسؤولية التصعيد في إدلب شمال غرب سوريا.
يُشار أن دول (تركيا- روسيا وإيران) أعلنت في مايو 2017 توصلهم إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن جيش النظام السوري وداعميه يواصلون شن هجماتهم على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر 2018، بمدينة سوتشي الروسية، على تثبيت “خفض التصعيد”.
اترك تعليقاً