خسر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، أهم انتخابات محلية على مستوى البلاد، حيث فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض بمقاعد أبرز المدن التركية وعلى راسها اسطنبول و أنقرة.
وعززت نتائج الانتخابات التي جرت أمس 31 مارس، مكانة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو باعتباره أهم منافس لأردوغان في المستقبل حسب رويترز.
وأعلن إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، فوزه في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، موضحا أنه يتقدم بفارق تجاوز مليون صوت بعد إحصاء 96 بالمئة من بطاقات الاقتراع.
وتمثل هذه النتيجة أسوأ هزيمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقدين في السلطة، وقد تكون مؤشرا على تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلاد.
وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة نشرت نتائج رسمية بعد فرز بعض صناديق الاقتراع أظهرت خسارة حزب العدالة والتنمية وحليفه الرئيسي منصب رئيس البلدية في 10 مدن كبيرة منها بورصة وبالق أسير في الشمال الغربي للبلاد.
وأظهرت النتائج تقدم حزب الشعب الجمهوري على مستوى البلاد بنحو واحد بالمئة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها ذلك منذ 35 عاما.
وقال إمام أوغلو في كلمة لأنصاره في وقت متأخر من يوم الأحد “من لا يفهمون رسالة الشعب سيخسرون في نهاية المطاف”، وهتف بعض أنصاره مطالبين أردوغان بالاستقالة.
كما فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري بالانتخابات البلدية في أنقرة، إلى جانب فوز الحزب بتسعة مقاعد أخرى لرؤساء البلديات في مدن كبرى على مستوى البلاد.
وقال محللون إن أداء أردوغان وحزب العدالة والتنمية، اللذين يحكمان تركيا منذ أكثر من عقدين، كان أسوأ مما توقعته استطلاعات الرأي بسبب ارتفاع معدل التضخم وسخط الناخبين الإسلاميين، إلى جانب القبول الذي يحظى به إمام أوغلو في إسطنبول.
وقال إمام أوغلو (53 عاما)، وهو رجل أعمال سابق دخل مجال العمل السياسي في 2008 ويعتبره محللون الآن منافسا رئاسيا محتملا “التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”.
وفي العاصمة أنقرة، تجمع الآلاف ليلا وهم يلوحون بأعلام حزب الشعب الجمهوري انتظارا لخطاب سيلقيه رئيس البلدية منصور ياواش، الذي تغلب على منافسه من حزب العدالة والتنمية.
ونظم أردوغان حملة انتخابية قوية قبل الانتخابات البلدية، التي وصفها محللون بأنها مقياس لحجم الدعم الذي يحظى به الرئيس إلى جانب قدرة المعارضة على الاستمرار. وقد يشير الأداء المخيب للآمال للرئيس إلى تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلد صاحب الاقتصاد الناشئ الكبير.
وبعد ساعات من انتهاء التصويت، توجه الرئيس إلى أنقرة قادما من إسطنبول لإلقاء كلمة للشعب.
وفي كلمة ألقاها بعد منتصف الليل، وصف أردوغان نتيجة الانتخابات بأنها “نقطة تحول”.
وأعترف أردوغان إن ائتلافه الحاكم لم يحقق النتائج المرجوة في الانتخابات المحلية التي أجريت يوم الأحد، مضيفا أنهم “سيحاسبون أنفسهم وسيعالجون أوجه القصور”.
واعتبر اردوغان إن الانتخابات ليست نهاية المطاف وإنما نقطة تحول، وأضاف أن دورة الانتخابات التي ترجع إلى مايو أيار الماضي وأنهكت الاقتصاد التركي انتهت الآن.
وقال ميرت أرسلان الب، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة بوجازيجي بإسطنبول، إن هذه “أشد هزيمة انتخابية” لأردوغان منذ وصوله إلى السلطة في 2002.
وأضاف “أظهر إمام أوغلو قدرته على تجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية المتأصلة التي تميز المعارضة التركية حتى بدون دعمهم المؤسسي”.
اترك تعليقاً