نخوض في ليبيا انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر القادم، لقد خضنا قبل هذه المرة انتخابات لمجلس الشورى أو البرلمان والمؤتمر الوطني فكانت النتائج عموما مع بعض الإستثناءات مخيبة للآمال وشاهدنا كيف انحرف كل من المؤتمر والبرلمان خصوصا عن مهمتهما الأساسية وهي كتابة دستور للبلاد خاصة ونحن لدينا دستور 1951م مما يسهّل العملية برمتها فالدول تبني على ولا تهدم ما سبق ومن ثَمّ الوصول بالوطن إلى بر الأمان وتخليصه مما هو فيه ولكنهما دخلا في صراع داخلي بينهما لا طائل منه إلا في إطالة أمد الأزمة ليواصل الشعب الليبي دفع ضريبة باهظة التكاليف ونتيجة لذلك تكاد تجد أن أغلب الليبيين يندبون حظهم التعيس وينتقدون كل من في المشهد السياسي، أقول ها قد حان وقت التغيير!.
إن الإختيار مسئولية كبيرة تقع على عاتق كل فرد منا فلا يملك أحدا عصاة موسى ليضرب بها فيغير الوضع بأسره، إن التغيير مسئولية جماعية تبدأ بالفرد وتنتهي بالجماعة فالكل مسؤول ولن يتم التغيير بالصورة التي نرتضيها ونتمناها أبدا مالم يدرك كل واحد منا مسئوليته الجسيمة ودوره الريادي في التغيير، يجب أن يعي كل واحد منا أنه أداة التغيير به ومع غيره يتم كلٌ ما يريد وكل ما نريد.
يبدأ دوري ودورك من مركز الإقتراع لنشكل صوتا واحدا من المدينة إلى القرية من أقصى الوطن إلى أقصاه صرخة واحدة نعبّر فيها عن رغبتنا القوية ورفضنا لكل من يتاجرون بوطننا ويبيعونه للغرب في سوق النخاسة العالمي لنُري هؤلآء من خلال اختيارنا أن الوطن غير قابل للتجارة وأن الوطن غير قابل للبيع ولا للشراء، لنري هؤلآء أننا نملك القدرة على تغيير كل من يتلاعب بالوطن لمصلحته أو مصلحة غيره، لنري هؤلآء من خلال حسن الإختيار من خلال أصواتنا أننا مررنا بمراحل وفترة زمنية كفيلة بأن نتعلم أن المرتشي والذي يقدم مصلحته على مصلحة الوطن سهل عليه أن يبيع وطنه لغيره لأن الوطن ليس من أولياته وأن أولويات هؤلآء هي تحقيق مصالحهم التي عادة ما تمتزج مع مصالح العدو الأجنبي، إن هؤلآء لا يعرفون أو ثَقُل عليهم معرفة أن المصالح ساقطة والمبادئ باقية، فيجب أن نكون نحن قادرين على إرسال رسالة واضحة جلية من خلال أصواتنا أن هذا الأمر أمر وطن وليس أمر عائلة أو قبيلة أو مدينة وأن اختيارنا سيتم من خلال معايير أكبر من حجم القبيلة أو المدينة فلا مجال عندنا لكليهما ليعلم هؤلآء من خلالنا أن التغيير بأيدينا وحدنا وليس بيدي أمريكا أو غيرها الذي يسعى كثير من المرشحين لإرضائهم!!! تبّاً لهؤلآء.
ها قد أتى كثير من هؤلآء بلباس التقوى والدعوة بالوطنية كالثعلب المكّار كما جاء وصفهم في قصيدة للمرحوم أحمد شوقي حيث يقول في مطلعها: بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً *** في ثِياب الواعِظين … فَمَشى في الأَرضِ يَهذي *** وَيَسُبُّ الماكرين.
لا يمل هؤلآء من التلاعب والتقلب مرة وألف ألف مرة فعلى كل واحد منا أن يسأل نفسه من سينتخب ولماذا فإنها شهادة؟ إن هذا السؤال مهم يجب أن نقف عنده بتجلي ونزاهة دون التحليق في فضاء الجاهلية من التعصب القبلي أو الجهوي أو ما شابههما. إن الوقت قد حان لنكن مرآة ينعكس من خلالها اختيارنا الرشيد لرجال نُحمّلهم مسئولية الوطن والسير بنا في خطوات ثابتة راسخة إلى حياة أنعم.
يجب أن نكون على مستوى الحدث والتغيير بوعينا لنُري هؤلآء أن ملفات معقدة وخطيرة كمن يحكم البلد بيدنا نحن فقط وليس بيد أحد غيرنا وأن الله معنا ونصيرنا لأننا سنقدّم مصلحة الوطن وننبذ العمالة للأجنبي كما ننبذ التعصب القبلي والجهوي وندرك أن التعصب بشقيه عدو الإنسانية وعدو الأوطان ولا تقول لي أن التغيير بيد الأجنبي فبالصبر نبلغ ما نريد وبالتقوى يلين لنا الحديد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً