فيما سماها خطة “اليوم التالي” لقطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على المناطق الفلسطينية، وستظل إعادة الإعمار مرهونة بنزع السلاح.
وتبدو الخطة من عنوانها العريض بمثابة إعلان هزيمة كاملة للفلسطينيين، حيث عليهم أن يقبلوا بوجود أمني إسرائيلي على كافة الأراضي الفلسطينية، إضافة لقبولهم بنزع السلاح، لذلك سرعان ما عبر المسؤولون الفلسطينيون عن رفضها، وقالوا إن مصيرها الفشل.
وتقترح الوثيقة احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وتأتي بعد دعوات دولية مكثفة لإنهاء القتال، الذي دمر مساحات كبيرة من غزة وإحياء جهود إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وتنسف الخطة الدعوات الدولية المكثفة لإقامة دولة فلسطينية، كحل نهائي للصراع ، والتي تبنتها واشنطن حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، إن السلام على المدى الطويل لن يحققه إلا تنفيذ حل الدولتين، وهو الأمر الذي أكدته لاحقا كل من بريطانيا و فرنسا.
وبعد ساعات من الكشف عن الوثيقة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن توسيع إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة لا يتسق والقانون الدولي، وذلك في إشارة إلى العودة لسياسة أمريكية راسخة بعدما تخلت عنها إدارة دونالد ترامب.
وبالنسبة للأهداف طويلة الأمد الواردة في الوثيقة، يرفض نتنياهو “الاعتراف الأحادي الجانب” بدولة فلسطينية. ويقول إن التسوية مع الفلسطينيين لن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون تحديد الطرف الفلسطيني المقبول للتفاوض.
وبخصوص غزة، تقترح الوثيقة استبدال السيطرة الإدارية لحركة (حماس)، بممثلين محليين “لا ينتمون إلى دول أو جماعات إرهابية ولا يحصلون على دعم مالي منها” ويتعين نزع السلاح والقضاء على “التطرف “كونها أهدافا يجب تحقيقها على المدى المتوسط.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “وثيقة المبادئ التي وضعها رئيس الوزراء تعكس إجماعا شعبيا واسع النطاق بشأن أهداف الحرب وتغيير حكم حماس في غزة ببديل مدني”.
ولا توضح الخطة موعدا لبدء مرحلة المدى المتوسط أو طول هذا المدى. لكنها تضع نزع السلاح الكامل كشرط لإعادة تأهيل قطاع غزة الذي دمر الهجوم الإسرائيلي قسما كبيرا منه.
اترك تعليقاً