أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، عن ارتياح موسكو لوقف الأعمال القتالية في ليبيا.
وفي مقابلة مع وكالة “إنترفاكس” الروسية، اليوم الأحد، عبر بوغدانوف عن اعتقاده بأن الهدنة الراهنة في ليبيا يجب تثبيتها، مشيرا إلى ضرورة أن تخدم هذه الهدنة إطلاق حوار بين الأطراف الليبية، وليس تجزئة البلاد.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الدبلوماسي الروسي قوله، إن استقالة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، يجب ألا تقود إلى “فراغ إداري” في ليبيا، حسب وصفه.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن الإعلان عن وقف الأعمال القتالية جاء، بشكل متزامن، من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح.
ولفت إلى أن مثل هذه الإعلانات تؤثر إيجابا على الأوضاع “على الأرض”، مضيفا: “ومن بالغ الأهمية اتفاق جميع أعضاء المجتمع الدولي، والأطراف الليبية أيضا، على أن الأزمة الليبية لا حل عسكريا لها”.
وتابع: “إذا كنا اتفقنا على أنه لا وجود لحل عسكري، فيجب وقف إطلاق النار اليوم، وتثبيت هذه الهدنة، وذلك ليس من أجل تجزئة ليبيا أو تقسيمها، إنما من أجل تهيئة الظروف المواتية لبناء حوار سياسي شامل وثابت بين الأطراف الليبية”.
وأشار الدبلوماسي إلى ضرورة أن يضم هذا الحوار، مناقشة أنظمة الدولة المستقبلية في ليبيا، “انطلاقا من الهدف الرئيس وهو ضمان وحدتها وسلامتها الإقليمية، وذلك بالتوازي مع حل المشكلات الاقتصادية، كي يتم استغلال الثروات الوطنية والنفط والاستثمارات وكل موارد البلاد هو لصالح الشعب الليبي أجمع، دون مساس بالحقوق والمصالح الشرعية لجميع مناطق ليبيا”.
وفي سياقٍ ذي صلة، رحبت الخارجية الروسية، أمس السبت، باتفاق استئناف تصدير النفط الليبي، واعتبرته خطوة أولى نحو تعزيز الثقة بين الأطراف المتصارعة في البلاد.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، ردا على سؤال صحفي: “حسب المعلومات الواردة، فقد اتخذت قيادة قوات حفتر بعد التشاور مع مجلس النواب، والحكومة التابعة له برئاسة عبد الله الثني ومشايخ بعض القبائل، إضافة إلى ممثلي إدارة غرب ليبيا، اتخذت قرارا باستئناف تصدير النفط.. ومن المفترض أن يتم توزيع العائدات بشكل عادل على جميع مناطق البلاد”.
وتابعت: “ولتسوية القضايا الخلافية، فقد وقعت حكومة الوفاق الوطني ممثلة بنائب رئيسها، أحمد معيتيق، وقيادة قوات حفتر اتفاقية بشأن تشكيل لجنة خاصة”.
وأضافت زاخاروفا: “نرحب بهذا القرار ونعتبره الخطوة الأولى نحو بناء الثقة بين الأطراف الليبية المتحاربة وإقامة تعاون بناء لصالح الليبيين جميعهم، بغية تجاوز تداعيات الصراع الأهلي واستعادة وحدة البلاد”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين تحاولان عمليا تسهيل خطوات الاتفاق على حل وسط للمساعدة في حل الأزمة الليبية.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن لافروف قوله، إن المهمة ليست سهلة؛ مؤكدا أن موسكو تشارك بنشاط في بناء الجسور بين الأطراف المتصارعة، وأن هناك أسبابا للتفاؤل الحذر في ليبيا، حسب وصفه.
اترك تعليقاً