طهران – توصلت ايران والدول الست الكبرى الى اتفاق على “اطار” لمفاوضات شاملة حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، على ما اعلن رئيس الوفد المفاوض الايراني عباس عراقجي الخميس في فيينا.
ويزور مفتشون من الوکالة الذرية إيران لنصب کاميرات بديلة في محطة بوشهر النووية في إطار بروتوکول التعاون بين إيران والوکالة وباشراف کامل من قبل المنظمة.
واذا تأكدت صحة نبأ التوصل الى اتفاق اطار فستكون هذه خطوة الى الامام في رحلة البحث عن تسوية طال انتظارها في النزاع الذي بدأ قبل عشر سنوات رغم ان موقفي الجانبين مازالا متباعدين بشأن كيفية حل هذا النزاع ورغم ان ايران والولايات المتحدة قالتا علانية انه قد يتعذر التوصل الى اتفاق دائم.
ويجتمع مفاوضون من ايران والقوى الست -الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين وروسيا- منذ الثلاثاء في العاصمة النمساوية للاتفاق على جدول اعمال للتوصل الي حل نهائي طموح للمواجهة المستمرة بينهما بشأن انشطة طهران الذرية.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية “الاطراف المعنية اتفقت على جدول اعمال وإطار عمل والجولة القادمة من المحادثات ستكون في النصف الثاني من مارس في فيينا”.
وفي وقت سابق قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الاميركية معقبا على اليوم الثاني من المحادثات التي جرت الاربعاء “مناقشات اليوم التي شملت كلا من المسائل الاجرائية والموضوعية كانت بناءة ومفيدة”.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين من القوى الست على تصريحات عراقجي لوكالة الانباء الايرانية. ونشرت تصريحاته أيضا على الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي برس تي.في الناطق بالانكليزية.
وصرح مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية اصغر زارعان ان مجيء المفتشين الي ايران لنصب کاميرات بديلة في محطة بوشهر النووية ياتي في إطار بروتوکول التعاون بين إيران والوکالة وباشراف کامل من قبل المنظمة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها زارعان لوکالة الانباء الايرانية “إرنا” اليوم الاربعاء بشان الزيارة التي سيقوم بها ثلاثة من مفتشي الوکالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.
وقال إن المفتشين سيصلون طهران غدا الخميس وسيبقون لمدة ثلاثة أيام في بوشهر.
وأضاف أنه منذ أعوام وفي إطار التعاون بين إيران والوکالة الدولية للطاقة الذرية ، کانت هناك في الاقسام الفنية للمواقع النووية وفي محطة بوشهر کاميرات مراقبة ونظرا لعدم توفر ضمانات الشرکات المصنعة فأن هذه الکاميرات تعتبر خارجة عن الخدمة ولهذا السبب فقد تقرر نصب کاميرات جديدة بنفس الاسلوب والآلية السابقة.
واعتبر أن هذا الاجراء ياتي علي اساس البروتوکول المتعلق بالتعاون بين ايران والوکالة في مجال المراقبة عبر الشاشة ونصب الکاميرات .
واوضح قائلا انه نظرا لان محطة بوشهر هي الان في حالة الاصلاحات وتبديل الوقود لذلك تمت الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لانه مع استئناف نشاط هذه المحطة لن يكون بالامکان تنفيذ هذا الاجراء.
ومن المنتظر أن يستأنف الاجتماع بين ايران والقوى العالمية صباح الخميس ويتوقع أن يعقبه مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي التي تنسق المحادثات نيابة عن القوى الست.
ومن المتوقع ان تمتد المحادثات لعدة اشهر على الاقل ويمكن ان تنزع فتيل عداء مستمر منذ سنوات بين ايران الدولة المنتجة للنفط والغرب كما تخفف مخاطر نشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط وتغير ميزان القوى في المنطقة وتفتح فرص عمل كبيرة امام الشركات الغربية.
وقالت رابطة الحد من الاسلحة وهي جماعة بحثية مقرها الولايات المتحدة انه اذا امكن التوصل الى تفاهم مشترك في القضايا التي تحتاج الى حل “ستكون هذه خطوة هامة الى الامام ترجح توصل الجانبين الى اتفاق واقعي شامل خلال فترة تتراوح بين 6 و12 شهرا”.
ويشتبه الغرب واسرائيل بسعي ايران لامتلاك السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي المدني الامر الذي تنفيه طهران باستمرار.
اترك تعليقاً