رمزي الرميح، واحد من القلائل المقربين من اللواء خليفة حفتر، قائد حركة “الكرامة”، وعمل مستشارًا قانونيًا لحفتر لمدة تسعة أشهر، ولايزال على علاقة وطيدة به، ويلتقي به بانتظام في ليبيا، ولعل آخر لقاء جمعهما كان منذ نحو شهر. من هنا تكمن أهمية المقابلة التي أجرتها “إيلاف” مع الرميح في القاهرة، وتنشرها على حلقتين.
إيلاف – صبري عبد الحفيظ – القاهرة
في الحلقة الأولى من مقابلته مع “إيلاف”، يتهم الرميح كل من أميركا وتركيا وقطر والسودان، بدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا، وساق مجموعة من الأدلة والمعلومات، لإثبات جدية إتهاماته للدول الأربع. وكشف الرميح أن اللواء خليفة حفتر هو القائد الفعلي للجيش الليبي، مشيرًا إلى أنه سوف يتولى قيادة الجيش رسميًا خلال الأيام المقبلة.
أجرت “إيلاف” المقابلة مع المستشار السابق لحفتر، قبل يوم واحد من تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي نفى فيه تدخل مصر عسكريًا لمساعدة قوات حفتر، وهو ما أكده في اليوم السابق مستشار حفتر. وقال: “مصر عندما تريد إرسال جنود إلى خارج حدودها، ستعلن هذا الأمر بوضوح، فليس هناك أي جندي مصري على أرض ليبيا”، مشيرًا إلى أن “هناك جنسيات أخرى متعددة، منها مصرية وجزائرية وتشادية وحتى أوروبية، تقاتل في الصف الآخر مع الجماعات الإرهابية”.
يرفض مستشار حفتر وصف “حركة الكرامة” بالإنقلابية على ثورة 17 فبراير، التي أطاحت بنظام حكم معمّر القذافي، بل رأى أنها حركة مدنية، وقال: “نحن في ليبيا كرجال أحرار لا يشرّفنا، وأنا منهم الانتماء إلى ثورة فبراير، فهي مثلها مثل (ثورة) سبتمبر، فيها قتل واغتصاب وخطف ودماء”….. وإلى تفاصيل المقابلة:
– كيف ترى الأوضاع في ليبيا في ضوء المستجدات الأخيرة من حيث جلسات الحوار في جنيف وإعلان جماعة “فجر ليبيا” وقف إطلاق النار، ثم إعلان الجيش أيضًا وقفًا مماثلاً؟
جماعة “فجر ليبيا” ليس لها عهد، لاسيما أنها رفضت جلسات الحوار في جنيف، وقالت في بيان لها: “نحن سنضرب عرض الحائط بنتائج اجتماع جنيف”، ثم أصدرت بيانًا قالت فيه إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار من طرف واحد، وإن لها الحق في الرد. وهنا أود التأكيد على نقطة مهمة جدًا، وهي أن “فجر ليبيا” ليس لها الحق مطلقًا في الحديث على أنها طرف موازٍ للجيش الوطني الليبي والحكومة، فهم يريدون أن يلفتوا نظر العالم والمجتمع الدولي إلى أنهم طرف مواز للجيش الوطني الليبي، ويريدون أن يضحكوا على العالم بأنهم طرف شرعي أمام طرف غير شرعي، وهذا مجافٍ للحقيقة، لأن هذه الجماعة تضم جماعات إرهابية، ومنها “أنصار الشريعة”، و”الشروق”، إضافة إلى الكثير من “الدواعش”، وهم جميعًا من أنصار الشر والشيطان. وكلهم تجمعهم مظلة الإرهاب والظلامية.
وأعلن مجلس النواب الشرعي أمام العالم أن جماعة فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة هما جماعتان إرهابيتان، وبالتالي يجب على دول الجوار والدول الإقليمية والعالمية، أن تحترم ما صدر من مجلس النواب الشرعي. ومن يدقق النظر سيرى بكل وضوح أن جماعة فجر ليبيا هي في تخبط شديد وانشقاق وصراع داخلي، ويزيد على ذلك أنهم بيادق في يد من يحكمهم، ومن يموّلهم، وهي دول معروفة للجميع، وغير خافية على أحد، وهي: أميركا، وقطر، وتركيا، وبريطانيا. وسواء قبِل هؤلاء الحوار أو رفضوا، فإن الفريق أول ـ أركان حرب خليفة حفتر القائد العام الفعلي للجيش الوطني الليبي أعلنها صراحة في مؤتمر صحافي أمام العالم، أنه لن يتوقف عن قتال الإرهابيين، ونحن نرحّب بمن يمد يده بالحوار وبالوئام، ولكن كل من رفع السلاح والرصاص، فلن يجد منا إلا الرصاص.
– تقول إن هناك أربع دول تقف خلف الجماعات الإرهابية، وذكرت منها أميركا، رغم أنها صنّفت “أنصار الشريعة” تنظيمًا إرهابيًا، فكيف تعلنها جماعة إرهابية، وتدعمها في الوقت نفسه؟
من يقرأ تاريخ أميركا عبر مائتي سنة، سيجد الإجابة واضحة تمامًا، فهي تستخدم سلاح الكيل بمكيالين والازدواجية في المعايير دائمًا، فهي تدين حماس وتجرّمها، وتدين مصر وتدين ليبيا، ولا تدين ما تعرف بدولة إسرائيل، ولا تدين أفعال ما تعرف بالماسونية. فالولايات المتحدة همّها الوحيد خلق نزاعات لدى دول المنطقة العربية والإسلامية، لتبقى تلك الدول في فوضى ودوامات، فدائمًا أميركا ومن على شاكلتها يريدون خلق المشاكل والبلبلة، وتبقى مفاتيح اللعبة بأيديهم. فهم أرادوا أن يطبّقوا نظرية أو خطة ما يعرف بـ”الجلباب الأخضر” لنشر الفوضى في المنطقة، أي إيصال الإسلاميين إلى الحكم.
هذا ما أعلنه “بريجنسكي” في الثمانينات من القرن الماضي، وتلك الخطة فشلت في مصر وتونس، والآن تفشل في ليبيا، فليس لديهم الآن إلا الالتفاف حول مطالب الأمة الليبية وحقوقها بالضغط على جماعة فجر ليبيا، لتقبل بالحوار، وليعودوا من الباب الخلفي في حكومة التوافق الوطني، وهذا سيستدعي التغاضي عن جميع الجرائم التي ارتكبوها في حق ليبيا، ومنها: اقتحام مطار طرابلس الدولي، وقتل المدنيين، وحرق خزانات النفط، ونحن قلناها عاليًا إن هؤلاء جماعات إرهابية، لا حوار معهم، لاسيما أن لدينا مجلس نواب شرعيًا منبثقة منه حكومة شرعية، ولدينا جيش وطني يقوده رئيس الأركان اللواء عبد الرازق الناظوري، والقائد أركان حرب خليفة حفتر، الذي أعلن مجلس النواب إرجاعه للخدمة العسكرية، ليسمي قائدًا عامًا للجيش الوطني الليبي، وسوف يرقّى في الأيام المقبلة، ويكلف أيضًا بإعادة تأهيل الجيش الوطني.
– تتهم قطر بدعم الإرهاب في ليبيا، ما الأهداف التي تريد أن تحققها من وراء ذلك؟
إن قطر أصبحت عبارة عن عرّاب في هذه المنطقة، إنها تحوّلت إلى لعبة في يد الماسونية العالمية، وهي بيدق في يد أميركا ومن على شاكلتها، ورغم ذلك تحاول ليبيا التواصل معها، فذهب وزير الخارجية محمد عبد العزيز إلى الدوحة، وحاول قدر الإمكان أن تكون هناك “شعرة معاوية” بين البلدين، وحاول أن يوصل إلى المسؤولين هناك رسائل مفادها أن لدى ليبيا مجلس نواب شرعيًا، وأن الوضع السابق ذهب بلا رجعة، ولكن بكل أسف الحكومة القطرية تخادع وتراوغ، وتصرّ على دعم الجماعات غير الشرعية، وليس أدل على ذلك من تحفظهم على قرار تسليح الجيش الوطني الليبي، ونحن نعلنها واضحة بأن قطر والسودان سوف يدفعون الثمن غاليًا إزاء تدخلهم ودعمهم للإرهاب، وأنا أعي ما أقول، وأتحمّل المسئولية القانونية عن هذا التهديد.
– على ذكر السودان، نفى الرئيس عمر البشير أكثر من مرة هذه الإتهامات، فما دليلكم على إتهامه بدعم الجماعات المسلحة، وما الهدف؟
هناك تحالف سوداني تركي قطري، يحاول أن يكون شوكة في حلق الدول العربية ودول التوافق. والسودان يصرّح عبر وسائله الرسمية أنه لا يدعم الإرهاب في ليبيا، لكننا نمتلك دلائل واقعية على دعمهم للإرهاب، فقد قتل الجيش الليبي مرتزقة سودانيين، كما إن طائرة سودانية حطّت على الأراضي الليبية، وهي معبأة بالزخائر والأسلحة، السودان خطر على الأمن القومي المصري والليبي.
– وهل لديكم دلائل ومعلومات عن الدور التركي في هذا الصدد؟
ليس أدل على ذلك من استقبال الرئيس رجب طيب أردوغان لرئيس الحكومة السابق غير المعترف به، إضافة إلى “العهر الإعلامي” التركي إزاء مصر وليبيا. إن تركيا أخذتها العزة بالإثم، فهي تريد إعادة المجد العثماني، وتناست ما فعلته الدولة العثمانية منذ أربعمائة سنة من جرائم في حق المسلمين. ونحن نجهّز دعوى قضائية حاليًا، لمقاضاة تركيا دوليًا على الجرائم التي ارتكبتها طوال أربعة قرون بحق المسلمين، والتي لم يروا خلالها إلا الفقر والذل والمرض تحت حكم العثمانيين.
– ماذا عن الأطراف التي تبغي الخير لليبيا، مثل مصر والجزائر، كيف ترى الدور المصري، وهل القاهرة قادرة على القيام بهذا الدور وحدها؟
أقولها بكل مرارة، إن مصر لا تستطيع أن تدعم ليبيا إلا بعد ترتيب البيت الداخلي الليبي. مصر لا تمتلك عصا سحرية، وليس لديها عصا موسى، فالقاهرة عندما تجد بيتًا داخليًا ليبيًا مرتبًا تستطيع التعامل معه، ويجب أن تتعاون دول الجوار مع مصر. وأقولها بكل آسى وحزن إن الجزائر في مواقفها الأخيرة متخبطة، وليس أدل على ذلك من موقفها الذي تحفظ فيه مندوبها في جميع الدول العربية، على فقرة تتعلق بالشرعية في ليبيا. والجزائر تدعو إلى إشراك جميع الأطراف، بمن فيهم الجماعات الإرهابية، ونحن لدينا مصادر خاصة، أكدت لنا أن السبب في هذا الموقف يرجع إلى تلقيها تهديدات بإرجاعها إلى حقبة التسعينات إذا طالبت بشرعية مجلس النواب، فالجزائر تتخوف من عودة الإرهاب إليها، للأسف الجزائر تنازلت عن مبادئها وثوابتها إزاء الأزمة الليبية.
– أعلنت مصر دعمها الكامل لمجلس النواب الليبي والحكومة، وهناك أنباء تتردد من حين إلى آخر عن عمليات تسليح وتدريب لقوات اللواء خليفة حفتر، ما يعرّضها للانتقاد، كيف ترى الموقف المصري؟
مصر الكنانة والسعودية والإمارات، هي الدول العربية الأولى في الدعم المادي والسياسي والمعنوي، وللقاهرة دور واضح في دعم ليبيا، ولاحظنا أن رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية قاموا في غضون ثلاثة أشهر بأكثر من ستة أو سبعة زيارات إلى مصر، فقد صرّحت مصر أنها مع الشرعية ومجلس النواب والجيش الوطني الليبي، ولدينا الآن ضباط صف يدرسون في الأكاديمية المصرية العسكرية، ولكن هناك عوائق في قيام مصر بدورها على أكمل وجه بسبب الظروف الداخلية والخارجية.
– هل لك أن تؤكد أو تنفي الأنباء التي ترددت خلال الأشهر الماضية بأن القوات المصرية تقاتل مع الجيش الليبي ضد الميليشيات الإسلامية؟
هذا الكلام أقل ما يوصف به الغباء السياسي وأنه مهزلة، لأن مصر الكنانة تعي جيدًا أنه لا قدر الله إذا تم أسر جندي مصري واحد ستنقلب الدنيا ضدها، فمصر ليست بهذا الغباء وحاشاها، فمصر تعي دورها الإقليمي. وقالتها عالية إن جيشها يدافع عن حدود مصر، وإذا توجب الأمر التدخل في ليبيا، فسوف يكون ذلك صراحة أمام العالم، ونعلم أن مصر لديها قوات رائدة تسمى قوات التدخل السريع، وتلك القوات لا توجد إلا لدى أميركا وروسيا. وأكررها بأن مصر عندما تريد إرسال جنود إلى خارج حدودها، ستعلن هذا الأمر بوضوح، فليس هناك أي جندي مصري على أرض ليبيا، ولكن هناك جنسيات أخرى متعددة، منها مصرية وجزائرية وتشادية وحتى أوروبية، تقاتل في الصف الآخر مع الجماعات الإرهابية.
– يحدث من وقت إلى آخر استهداف للمصريين في ليبيا من السائقين والعمال، ولكن لماذا يتم إستهداف الأقباط على وجه الخصوص؟
الهدف من كل ذلك إثارة الفتنة الطائفية داخل مصر، وإثارة حفيظة الأقباط فيها، والإيحاء لهم وإيهامهم بأن حكوماتهم غير قادرة على حمايتهم داخل مصر وليبيا، وقد أكد على هذا الخبير الاستراتيجي الدكتور سمير غطاس وغيره، فالغاية هي إحراج الحكومة المصرية أمام شعبها وأمام العالم، وما قام به الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي من زيارة للكنيسة في العباسية، وهو قادم من الكويت، هو رسالة إلى كل من يريد خلق بلابل وفوضى، إن السيسي والحكومة المصرية تقول لهم إن المصريين على قلب رجل واحد، وإن المصريين كلهم واحد، لأن استهداف الأقباط يعد بالطبع وسيلة للضغط على الحكومة المصرية، وإثارة الفتنة، ولكن الشعب المصري وعي وفطن لذلك، وتعامل مع تلك المؤامرة جيدًا.
– البعض يرى أن ما يحدث هو وسيلة عقابية للأقباط المصريين، نتيجة لدعمهم 30 يونيو وما تلاها من عزل الرئيس مرسي، لاسيما أن جماعة الإخوان المسلمين لديها دور واضح في ليبيا؟
هذا ليس له أي أساس من الصحة، لأن “30 يونيو” ثورة شعبية شارك فيها 30 مليون مصري، مسلمين ومسيحيين، والجميع يعرف أن نسبة المسيحيين لا تتخطي سبعة بالمائة، وثورة يونيو من المصريين جميعًا، وتأكد هذا على يد خبراء دوليين بأن قالوا إن استهداف المسيحيين القصد منه هو خلق فتنة طائفية وإحراج الحكومة المصرية، وإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي، بأن المسيحيين مستهدفون، وبالتالي استدعاء التدخل الأجنبي لحماية الأقلية القبطية داخل مصر، ولن يحدث هذا بفضل الله وعظمته، وبفضل وجود القوات المسلحة المصرية.
– ثمة أصوات تترحم على أيام القذافي، وهناك من يسعون إلى إعادة إحياء نظامه السياسي بشخوصه وسياساته، ما رأيك؟
هؤلاء لهم الحق في التعبير عن آرائهم، فهم يريدون عودة النظام السابق، نتيجة لما شعروا به من الأمن في ظل نظام القذافي، ويفتقدونه حاليًا. فرغم كل العيوب الكبيرة التي مارسها القذافي بحق الأمة الليبية، من فقر وجهل وظلم وتجهيل وإساءة وإضطهاد، لكن كان هناك أمن، فكان المواطن يخرج وقتما شاء. أما خلال السنوات الأربع الأخيرة، فإن ليبيا عانت من فقدان الأمن، لاسيما أن الأمن من أعظم النعم، وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال: “من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها”. فالأمن في المرتبة الاولى، فأي دولة في العالم مهما بلغته من رقي وحضارة وبنية تحتية، إذا فقدت الأمن، فهذا كله يصبح هباء منثورًا. الليبيون الآن يفتقدون الأمن، ويعانون من أعمال القتل والاغتيال والتمثيل بالجثث والإغتصاب، وهذا لم يحدث أيام القذافي. ونحن نقول: لا لعودة إلى النظام السابق، ولا لعودة لنظام فبراير، فلدينا حراك مدني، اسمه حركة الكرامة هي التي ستصحح المسار.
– لكن هناك من يرى أن حركة الكرامة إنقلاب على ثورة السابع عشر من فبراير ما ردك على هذا الإتهام؟
لا، ليس انقلابًا، لأن ثورة السابع عشر من فبراير، تدعي أنها قامت ضد نظام القذافي في ظلمه وجبروته، وهم مارسوا الظلم أضعافًا مضاعفة، ومارسوا الخطف والإغتيال. والأمة الليبية لن تسمح بأن يسجل في تاريخها أنها قامت بثورة دموية تنتهك حقوق الإنسان. وبالتالي نحن في ليبيا كرجال أحرار لا يشرّفنا، وأنا منهم، الانتماء إلى ثورة فبراير، فهي مثلها مثل سبتمبر، فيها قتل واغتصاب وخطف ودماء. نحن لدينا الآن ثورة الكرامة، التي بدأها الجيش الليبي يوم 14 فبراير (شباط) 2014، والتفت حولها الأمة الليبية يوم 16 يونيو (حزيران) 2014، فحراك الكرامة هو حراك السيادة والشرف.
– ثمة أصوات تنادي بتدخل دولي ضد الجماعات المسلحة في ليبيا، على غرار ما حدث من الناتو في الإطاحة بمعمر القذافي؟
أبدأ هنا بحديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال :”لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”. فقد جربنا تدخل الناتو الخسيس البغيض الذي دمّر البنية التحتية، وجعل ليبيا بؤرة للفساد والإرهاب، وتجاوز في قتل المدنيين، وقد اعترف أوباما والاتحاد الأوروبي بأن التدخل الدولي في ليبيا لم يأت بنتائج إيجابية. وقال هذا الكلام المشير السيسي، وأضاف السيسي أن المجتمع الدولي عليه التزام أخلاقي وقانوني إزاء ما حدث في ليبيا، وبالتالي فإن جميع الدعوات التي تنادي بالتدخل الدولي، لن نسمح بها مطلقًا، ولن تسمح مصر بهذا أيضًا، وكذلك لن يسمح بهذا مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لن نسمح بتكرار مأساة 2011.
– تتحدث عن الإلتزام الأخلاقي والسياسي من المجتمع الدولي، كيف ترى شكل هذا الالتزام، وكيف يمكن أن يتدخل لوقف حالة الفوضى في ليبيا ووضع حد للميليشيات المسلحة؟
المجتمع الدولي الآن يحاول تصحيح ما أرتكبه من جرائم أخلاقية وجرائم ضد حقوق الإنسان وخطئه في تقدير الموقف بإسقاط القذافي، ونحن الآن بكل صراحة وأمانة وبعد أن تستقر الأوضاع لدينا، لن نصمت إطلاقًا أمام كل من أخطأ في حق ليبيا وأساء إلى دول الجوار، وكل من ساهم في الفوضى، ولو بكلمة، سيحاسب الجميع، فلدينا رجال في منظمات حقوقية محلية وإقليمية ودولية، ورجال قضاء عظماء، وسنتوجه بعد أن تهدأ الاوضاع إلى المحافل الدولية، لإدانة من أهان ليبيا، وعمق الأزمة فيها.
اترك تعليقاً