(فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) وذلك ما قد حصل بالفعل وصدق ظن الرجل الصالح.. ذلك الابن العاق الذي نحتفل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاده والذي أرهقنا طغيانه وكفره.
ففي بداية تكوينه (1940) نُسب إلى السنوسية وكان عقيدتهم ترسيخ مُلك إدريس على ليبيا وأقسم على ذلك ولكنه ابن عاق فما أن بلغ أشُده (1969) حتى خان الأمانة وانقلب على الملك الذي أوجده فصنعه وأقسم له جهد أيمانه بالولاء والبراء، وعندها غيّر واقع عقيدته إلى معمر وبس.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نحصد الهول منه ومن طيشه وعسكريتة وجمود عقله، ذهب هذا الابن العاق إلى جارتنا مصر عام (1977) وحاول أن يستعرض عضلاته عليها ولكنه سرعان ما اقتنع بأن حجم الابن العاق المصري أكثر منه قوة ونفر وانتهت هذه المغامرة بأن مُنعنا من دخول مصر وتوقفت التجارة وتوقف التواصل بين الشعبين وأغلقت الحدود،،، لم يكتفي ابن ليبيا العاق بهذه الهزيمة فحاول أن يتخلص من عقدة النقص التي اكتسبها في حرب مصر فذهب إلى تشاد ظننا منه أنها دولة ضعيفة ويسهل هزيمتها فارتكب هناك أفظع وأشنع الجرائم على جيراننا أهل تشاد ولكن انقلبت دائرة السوء عليه فخسر مقوماته ومعداته وجنوده ومُنيَ بهزيمة نكراء فعاد يجر أذيال الخيبة والفشل وانهارت مقوماته… وتحوّر كالفايروس الذي يحصّن نفسه من الفناء تحوّر بعد هزيمته في تشاد على شكل كتائب نشرت بيننا الرعب وزرعت فينا الخوف والفزع وعذبت من عذبت وقتلت من قتلت، أنفق القذافي على هذا الابن العاق مقدارات ليبيا وثرواتها وبدل من أن يوجه أموال النفط إلى التنمية المستدامة وجهها إلى شراء الكلاشن كوف وطائرات الميج والدبابة تي 72 من روسيا وعربات نقل الجنود المرسيدس من ألمانيا وقام بشراء ولاء ضباطه وترك بينهم الرذيلة والفساد والفواحش وأكل أموال الدولة بالباطل، وقام أيضاً القذافي بتعيين ضباطه على رؤوس مشاريع وهمية ومغامرات غير عقلانية كلفت الدولة خسائر كبيرة ومن هذه المشاريع مشروع محاولة إنتاج قنبلة ذرية وأسلحة دمار شامل والذي انتهى أمره بأن سلمه للأمريكان بلا مقابل إلاّ المودة في القربى، وتحت حكم العسكر عشنا على هذا المنوال 42 سنة بين الهوْن والعذاب والهم والغم والرذيلة والفقر وكبث الأفواه وقطع الأرزاق بالسحق والتأميم والزحف والمصادرة وظهر أن عقيدة هذا الابن العاق الحقيقية هي (العداوة لشعبه والانبطاح لأعدائه).
وفي 17 فبراير 2011 فإذ بهذا الابن العاق بدل من أن يستجيب لإرادة الشعب إذ به يقف في صف الطغيان والاستبداد ويقاتل أهله وعشيرته وعقيدته، لا شيء يعلوا فوق الولاء للقذافي ولا حتى طاعة الله والخوف منه، رتل مسلح بأنواع أسلحة الدمار الثقيلة بدايته على حافة مدينة بنغازي ونهايته لا تبعد كثيراً عن إجدابيا جاء ليسحق بنغازي بلا رحمة كما قال صاحبه القذافي وانتصرت إرادة الشعب وفرّوا جنوده بعد أن تخلصوا من ثيابهم العسكرية التي كنا نجدها ملقاة في الطرقات ونُهبت أسلحتهم وتوزعت بين الناس.
وبانتصار الثورة ظننا إننا قد ارتحنا من هذا الابن العاق المارد ولكنه كما قلت سابقاً كالفايروس استطاع أن يتحوّر من جديد ويجمع شمله في شرق ليبيا باسم الكرامة وتحت عقيدة جديدة (حفتر وبس) وعاد حكم العسكر لينشر الخوف والرعب والفزع في شرق ليبيا وعاد ليبطش في كل من يتفوه بكلمة حق أو رأي مخالف، بل استبد به الطغيان فهجم على طرابلس سفك فيها الدماء ودمر فيها البلاد وعاد وانسحب ليدمر بنغازي أيضاً.
لم يظهر لهذا الابن العاق أثر في حرب دواعش سرت ولا في معارك الدفاع عن طرابلس وأنواعها.
هذا ما جنينا وربما نجني مستقبلاً أعنف من هذا إذا لم نتعظ من ما يفعله العسكر وراء حدودنا الجنوبية في السودان والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى من انقلابات عسكرية وحروب مدمرة في العواصم قد تحصل عندنا مثلها في أي يوم.
وإني أدعوا مخلصاً قمة هرم السلطة في بلادنا أن يتعلم الدرس مما يحصل في السودان وحصل في النيجر وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى ومالي ومن قبلهم مصر وشرق ليبيا ويقطع رأس هذا الابن العاق كما فعل الرجل الصالح لعل الله يبدلنا خير منه زكاة وأقرب رحماً يسترد لنا فلسطين والقدس وسبتة ومليلة وعزتنا، واتسائل لماذا لا نطبق التجربة السويسرية وندرب شعبنا كله على حماية بلدنا.
هذا مجرد رأي لمن عانى وذاق من ويلات العسكر.. أردت أن أُعبر فيه عن ما عانيته شخصياً من حكم العسكر ولا أقصد به التشهير أو إساءة السمعة ولا أدعوا للعنف ولا إلى الإرهاب ورأي في جميع الأحوال هو غير ملزم بأحد.
فتبينوا.. هذا والله تعالى أعلم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً