قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الاثنين، إن بريطانيا في حاجة إلى التيقن من أن أي رفع أو تخفيف لإجراءات التباعد الاجتماعي لن يتسبب في موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث قوله للصحفيين: “مصدر القلق الأكبر هو حدوث موجة ثانية، هذا ما سيُلحق في نهاية المطاف أكبر ضرر بالصحة والاقتصاد”.
وأردف: “إذا استأنفنا الحركة بشكل أسرع من اللازم فقد يبدأ الفيروس في الانتشار بشكل متسارع مجددا. نحتاج إلى التيقن من أنه إذا تحركنا لرفع بعض إجراءات التباعد الاجتماعي فلن يؤدي ذلك إلى عودة انتشار الفيروس بشكل متسارع”.
وفي سياقٍ ذي صلة، حذر خبير بريطاني سابق في منظمة الصحة العالمية من أن المملكة المتحدة قد تشهد 10 موجات من العدوى بفيروس كورونا قبل أن تحقق “مناعة القطيع”.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن البروفيسور أنتوني كوستيلو، الخبير السابق في المنظمة الدولية، قوله إن بريطانيا قد تشهد وفاة 40 ألف شخص في الموجة الأولى الحالية من تفشي فيروس كورونا.
وتوقع كوستيلو، وهو طبيب أطفال ويعمل في كلية لندن الجامعية، أن تتعرض المملكة المتحدة إلى ما يصل إلى 10 موجات من العدوى، قبل أن يحصل السكان على ما يعرف بـ”مناعة القطيع”، أي “الوقاية بالعدوى”.
وانتقد كوستيلو طريقة تعامل الحكومة البريطانية مع الأزمة، قائلاً إن رد فعلها كان “بطيئا للغاية”، وكانت الحكومة في بداية الأزمة تفضل اتباع استراتيجية “مناعة القطيع”، قبل أن تعدل عنها خشية إغراق المستشفيات بالمرضى.
وسجلت بريطانيا حتى اليوم أكثر من 120 ألف إصابة، و16 ألفا و509 وفاة، من بينها 14 ألف وفاة في المستشفيات، بسبب تفشي فيروس كورونا.
لكن يُخشى أن يكون عدد الوفيات الحقيقي أعلى من ذلك، بسبب التأخير في التسجيل، وعدم تضمين الوفيات في دور الرعاية، وكذلك الذين توفوا في منازلهم.
وقال كوستيلو، خلال إفادة أمام النواب في مجلس العموم البريطاني، إن “بريطانيا قد تتعرض لعشرات الآلاف من الوفيات الإضافية قبل انتهاء الموجة الأولى من العدوى الفتاكة”.
وأضاف محذرا أن الوصول إلى “مناعة القطيع” قد يتطلب موجات من العدوى، قد يصاب خلالها ما لا يقل عن 40 مليون بريطاني من عدد السكان الكلي البالغ أكثر من 66 مليون نسمة.
واعترف مسؤولون كبار في خدمة الصحة الوطنية أن المملكة المتحدة ستحقق “نتيجة جيدة” إذا تمكنت من إبقاء حصيلة وفيات فيروس كورونا أقل من 20 ألف شخص.
وقدر علماء من “إمبريال كوليدج لندن” أن يصل عدد الوفيات في نهاية المطاف إلى حوالي 20 ألفا، في حين توقع علماء آخرون أن تشهد المملكة المتحدة أكثر من 60 ألف وفاة، وأن تكون الدولة الأكثر تضررا في أوروبا بسبب فيروس كورونا.
اترك تعليقاً