واصل ملتقى الحوار السياسي الليبي اجتماعاته اليوم الأربعاء، عبر دائرة الاتصال المرئي لمناقشة المقترحات حول آليات الترشح والاختيار للمناصب التنفيذية.
واتفق أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي على التصويت على آليات الترشح والاختيار للسلطة التنفيذية الجديدة، يوم غد الخميس، على جولتين، بحسب ما نقلت قناة “ليبيا الأحرار”.
وكان أعضاء الملتقى قد ناقشوا أمس الثلاثاء، في اجتماعاتهم عبر دائرة الاتصال المرئي 8 مقترحات كانت قد تسلمتها بعثة الأمم المتحدة كمقترحات إضافية حول اختيار المناصب التنفيذية الجديدة.
وفيما يلي نص الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز في الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي:
أريد أن أذكر، وكما قلت من قبل، أن الوقت ليس في صالحكم. وأود أن أنبهكم إلى حقيقة أن التقاعس والعرقلة سوف يكلفانكم الكثير.
وإليكم بعض المؤشرات التي أود تنبيهكم إليها:
- توجد الآن 10 قواعد عسكرية في بلادكم- في جميع أنحاء بلادكم – وليس في منطقة بعينها – وهذه القواعد تشغلها اليوم بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية.
- يوجد الآن 20000 من القوات الأجنبية و/ أو المرتزقة في بلادكم، وهذا انتهاك مروّع للسيادة الليبية. وقد ترون أن هؤلاء الأجانب موجودون هنا كضيوف، لكنهم الآن يحتلون منزلكم. وهذا انتهاك صارخ لحظر الأسلحة.
- وهم من يتسببون في تدفق السلاح إلى بلادكم، وبلادكم ليست بحاجة إلى مزيد من الأسلحة.
- وجودهم في ليبيا ليس لمصلحتكم، بل هم في ليبيا لمصلحتهم.
- “ديروا بالكم”. هناك الآن أزمة خطيرة في ما يتعلق بالوجود الأجنبي في بلدكم.
لقد حذرتكم سابقاً من تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلاد وحقيقة أننا نتوقع في غضون شهر واحد، بالضبط في كانون الثاني/ يناير 2021، سيكون هناك 1.3 مليون ليبي، من مواطنيكم، بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
هناك انخفاض حاد في القدرة الشرائية للدينار الليبي. وأزمة السيولة عادت بالكامل؛ ثمة نقص في السيولة النقدية المتداولة.
هناك أزمة كهرباء رهيبة الآن. ولست بحاجة لتذكيركم بمدى فظاعة انقطاعات الكهرباء في الصيف الماضي، وذلك بسبب الفساد الفظيع وسوء الإدارة في جميع أنحاء البلاد. أنا لا أشير بأصابع الاتهام إلى أحد بعينه. هذه أزمة يعاني منها الغرب والشرق. لديكم أزمة فساد. لديكم أزمة سوء إدارة والآن هناك 13 محطة كهربائية عاملة فقط من أصل 27 محطة.
نحتاج إلى مليار دولار أمريكي وبشكل فوري لاستثمارها في المرافق الأساسية لشبكة الكهرباء من أجل تجنب الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية في بلدكم.
وذلك أمر في غاية الصعوبة الآن بسبب الانقسامات في المؤسسات، وبسبب وباء الفساد وهذه الطبقة من الفاسدين المصممين على البقاء في السلطة.
ويرافق ذلك تفاقم أزمة جائحة كورونا. لديكم الآن ما يقرب من 94000 حالة في ليبيا. ونعتقد أن هذه التقديرات منخفضة وأن العدد الفعلي أعلى من ذلك، إلا إن هناك نقصاً رهيباً في اختبارات الفيروس في البلاد.
هناك فاعلون أجانب يتصرفون في ظل إفلات تام من العقاب. وهنالك جهات فاعلة محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب لتحقيق منافع شخصية، وهناك سوء إدارة في الدولة، فيما يتزايد انعدام المساءلة ومشاكل حقوق الإنسان على أساس يومي، حيث تصلنا تقارير عن عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي واغتيالات على أيدي التشكيلات المسلحة في جميع أنحاء البلاد.
وفي حين أن هناك الكثير من السياحة السياسية المتجهة إلى دول وعواصم مختلفة، إلا أن عامة الليبيين يعانون في ظل غياب أية مؤشرات على تحسن أوضاعهم.
نعتقد -وأخال أن الكثير منكم يشاطرني نفس الاعتقاد- بأن أفضل سبيل للمضي قدماً هو من خلال هذا الحوار السياسي. حيث يعد هذا الحوار ملتقى واسعاً وشاملاً لاتخاذ القرار والناس يعوّلون عليكم. لقد قطعنا شوطاً طويلاً في تونس حيث حددنا موعداً للانتخابات. ومن الضروري إخضاع جميع المؤسسات المسؤولة عن إجراء الانتخابات إلى المساءلة. ولكن هناك أزمة حكم أيضاً، وأفضل طريقة لمعالجة أزمة الحكم هي توحيد مؤسساتكم، توحيد مصرفكم المركزي الذي يحتاج إلى عقد اجتماع مجلس إدارته لمعالجة أزمة سعر الصرف على الفور.
أعلم أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن هذا الحوار يتعلق فقط بتقاسم السلطة، لكنه في حقيقة الأمر يتعلق بمشاركة المسؤولية من أجل الأجيال القادمة. ورجائي منكم خلال مناقشات اليوم أن تمضوا قدماً، لأن، أقولها وأكررها: الوقت ليس في صالحكم
اترك تعليقاً