بعد قرابة تسعين عاما من تحوّل مسجد آيا صوفيا إلى كنيسة بعد فتح القسطنطنية على أيدي المسلمين بقيادة القائد الإسلامي محمد الفاتح رحمه الله لتصبح وقفا للمسلمين وتصبح بعد ذلك مسجدا للمسلمين ليأتي كمال أتاتورك بعد الإطاحة بالخلافة وتوليه الحكم فيحولها إلى كنيسة من جديد إرضاءً لأسياده الغرب وأعداء الإسلام وهذا مخالف لأي قانون وضعي فهذا المبنى وقف إسلامي من السلطان محمد الذي يقال إنه اشتراه فاليوم المسلمين يشترون الكنائس ويحولوها لمساجد ويبدلون قصارى جهدهم في ذلك في جميع أنحاء العالم من أمريكا إلى أوروبا وغيرها لتتحول إلى مساجد يذكر فيها اسم الله لأن أغلب الكنائس مهجورة لا يرتادها أحدٌ ببساطة ودون تفاصيل لأن الدين عند الله الإسلام وهكذا كان حال آيا صوفيا ولا حرج في ذلك ولاشك أن هذا يثلج صدر كل مسلم غيور على دينه يقول الله تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” يونس 58.
إن هذا حقا حدثٌ تاريخي وما كان ليكون لولا تضحيات للرجال وجهود وعمل مستمر دؤوب وتخطيط بذكاء وتوكل على رب العباد موعود، نحن لا نعرف اليأس ولا نستسلم حتى نموت ربما نتأخر، نقع، نتخبط ، نمرض، ثم نموت والذي لا نستطيع تحقيقه قبل موتنا سنقوم بثوريته وسنقول لأبنائنا بأننا أعزاء بديننا وأقوياء بربنا نحن رجال من أمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله” فعزتنا مشروطة بديننا الحق الصافي وليس دين الدنيّة والخنوع الذي أرادوه لنا ؟؟؟ بل دين الكرامة والعزة قال تعالى: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ” المنافقون 8، ودين القوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ”، ولذلك لمّا اتبع المؤمنون دينهم كانوا دائما ما تحقق الشرط مرهوبين من قبل أعدائهم.
الغريب في الأمر أن بعضا من حكّام الدويلات الإسلامية منزعجين من إعادة فتح مسجد آيا صوفيا لينطلق مطبلوهم وأبواق الباطل لمعارضة هذه الخطوة الجريئة الشجاعة في المقابل لم نرى ولم نسمع من هؤلآء ومن في فلكهم شيئا عن تحويل المسجد الكبير وغيره من مساجد المسلمين إلى كنائس بل إلى إصطبلات للحيوانات لم تسمع لهؤلآء ولإعلامهم المهزوم صوتا على مر الزمان فالحمد الله الذي قدّر هذا الأمر ليكشف حقائقهم كل يوم فلابد قبل القيام من التمحيص والإختبار حتى يتميز من هذه الأمة الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق؟.
يا أيها الناس خذوا أمثلة مما فعلته الدول التي تتقربون وتتبركون بها وأُولاها الدولة العبرية المحتلة حولت كثيرا من المساجد إلى خمّارات وحظائر للحيوانات ومنتزهات وملتقيات وغيرها واسألوا عن ذلك الأوقاف الإسلامية في فلسطين؟ وينطبق تحويل المساجد إلى مراقص ودور عرض وغيرها على العديد من الدول مثل أسبانيا واليونان وروسيا وغيرهم هذه هي الحضارة والمدنية التي تدعمها أمريكا وجميع الدول الأوروبية المتحضرة بزعمهم !!! لماذا لا تستنكرون ونسمع أصواتكم أيها المتحضرون العرب، أين أنتم من ذلك يا دول سايكس بيكو؟.
حدث آيا صوفيا على أهميته هو خطوة من الخطوات التي على الأمة أن تخطوها على الطريق في زمن تنتكس فيه الأمة وتركن إلى أعدائها في كل شئونها، لقد وُعدنا بالنصر والتمكين فهذه عقيدتنا نحيا ونموت عليها قال تعالى: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” النور:55.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً